اعتقلت الشرطة السويدية رجلاً تشتبه في أنه قاد شاحنة لتوصيل الجعة (البيرة) وصدم بها حشداً في وسط ستوكهولم أمس (الجمعة) ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 15 آخرين في هجوم وصفته الشرطة بأنه جريمة إرهابية. ورفضت الشرطة التعليق على هوية أو الدوافع المحتملة للرجل الذي اعتقلته في ضاحية شمال ستوكهولم لكن الإذاعة العامة السويدية نقلت عن مصادر لم تسمها قولها إنه من أوزبكستان. وقال الناطق باسم الشرطة لارس بيستروم اليوم عن الهجوم إن «الشخص المشار إليه اعتقل بوصفه الجاني... وفي هذه القضية هو السائق»، مضيفاً أن السلطات لا تستبعد احتمال وجود شركاء على رغم أن المحتجز شخص واحد. وقال قائد الشرطة السويدية أنديرز ثورنبرغ إن الرجل الذي اعتقل ورد اسمه من قبل في سجلات الاستخبارات. وأضاف «الرجل المعتقل لم تشمله أي تحقيقات جارية للشرطة ولكن اسمه ورد من قبل في سجلات الاستخبارات». ولم تعلن أي جهة المسؤولية عن هجوم الجمعة الذي استخدمت فيه شاحنة مسروقة وقالت الشرطة إنه تم تعزيز الأمن عند حدود السويد وتقييد حركة المرور على جسر أوريسند الذي يربط بين الدنمارك والسويد. واستخدمت مركبات كأسلحة في نيس وبرلين ولندن خلال العام الماضي في هجمات أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) المسؤولية عنها. ورفضت الشرطة التعليق على تقرير لمحطة «أس في تي» العامة يقول إنه تم العثور على حقيبة تحتوي على قنبلة محلية الصنع في الشاحنة. وأضاف التقرير أن القنبلة ربما لم تنفجر بشكل كامل وأدت إلى إصابة السائق بحروق. وصدمت شاحنة الجعة التي سرقت من شارع دروتنينغاتان (الملكة) وسط ستوكهولم حشداً من الأشخاص ثم صدمت متجر أهلنس. وهرب السائق وسط حال الفوضى التي أعقبت الهجوم. وقالت السلطات المحلية في العاصمة حيث تم تنكيس الأعلام على المباني بما في ذلك البرلمان والقصر الملكي إن ستة من المصابين غادروا المستشفى بعد تحسن حالهم في حين ظل ثمانية بالغين وطفل في المستشفى. وجرى سحب الشاحنة خلال الليل لفحصها من قبل خبراء الطب الشرعي تاركة فجوة في جدار المتجر. وتجمع عشرات الأشخاص في المكان لتأبين الضحايا. وكان العنوان الرئيس لصحيفة «أفتونبلاديت» اليومية «ثلاث دقائق من الرعب والموت» مع صورة لامرأة مصابة جالسة في الشارع. وفي سوق مكشوفة تقع على مقربة بدأ أصحاب أكشاك الفواكه والخضر يعودون إليها صباح اليوم بعد الرسالة التي وجهها رئيس الوزراء ستيفان لوفين. وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي بعد أن وصف الهجوم بالعمل الإرهابي في وقت متأخر أمس «لن تهزمونا ولن تسيطروا على حياتنا ولن تنتصروا أبداً». * حال تأهب قصوى الهجوم أحدث واقعة تضرب المنطقة الإسكندنافية بعد إطلاق النار في عاصمة الدنمارك كوبنهاغن في 2015 الذي راح ضحيته ثلاثة أشخاص وأيضاً التفجير وإطلاق النار في النرويج في2011 على يد المتطرف اليميني أندرس بريفيغ الذي أودى بحياة 77 شخصاً. ولم تشهد السويد هجوماً كبيراً من قبل على رغم هجوم فاشل فجر فيه رجل نفسه في كانون الأول (ديسمبر) 2010 على بعد مئات الياردات فقط من موقع هجوم أمس. وقالت الشرطة النرويجية في تعليق على «تويتر» إن أفرادها في كبرى المدن وفي مطار العاصمة أوسلو سيحملون السلاح حتى إشعار آخر وذلك بعد هجوم السويد. والدنمارك في حال تأهب قصوى منذ حوادث إطلاق النار في شباط (فبراير) 2015. ووقعت حوادث دهس عدة بشاحنات أو سيارات في أوروبا خلال العام الماضي. وفي 2010 حضّ تنظيم «القاعدة» أتباعه على استخدام الشاحنات كسلاح. وأعلن «داعش» مسؤوليته عن هجوم بشاحنة في مدينة نيس الفرنسية في تموز (يوليو) 2016 أودى بحياة 86 شخصاً وعن هجوم في برلين في كانون الأول بشاحنة لقي فيه 12 شخصاً حتفهم. وفي الشهر الماضي دهس رجل بسيارة المارة على جسر ويستمنستر قرب البرلمان البريطاني ثم طعن رجل شرطة حتى الموت ثم قتلته الشرطة بالرصاص. ولقي ستة أشخاص في المجمل حتفهم. وقال ملك السويد كارل غوستاف عن هجوم ستوكهولم «مشاعرنا مع من تأثروا بالحادث ومع عائلاتهم». وقال رئيس «المفوضية الأوروبية» جان كلود يونكر إن «أي هجوم على أي من دولنا الأعضاء هو هجوم علينا جميعاً». وفي شباط (فبراير) أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالخطأ إلى وقوع حادث أمني يتعلق بالمهاجرين في السويد ما أصاب السويديين بالحيرة. ولم تخض السويد التي تلتزم الحياد حرباً منذ 200 عام لكن جيشها شارك في مهام حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في عدد من مناطق الصراع في السنوات الأخيرة منها العراق ومالي وأفغانستان.
مشاركة :