محللون: الضربة الأمريكية على سوريا توجه رسالة إلى كوريا الشمالية والصين

  • 4/9/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - (أ ف ب): يقول محللون ان الضربة الأمريكية على قاعدة عسكرية في سوريا يوم الجمعة تتضمن ايضا رسالة واضحة إلى كوريا الشمالية وحليفتها الرئيسية الصين لكنها ليست قوية بما يكفي لردع بيونج يانج عن برنامجها النووي. وبينما يعد توقيت الضربة مصادفة إلى حد كبير، إلا ان اصدار ترامب للأمر في الوقت الذي يستضيف فيه الرئيس الصيني شي جينبيغ كان له وقع خاص وخصوصا ان من بين بنود جدول اعمال القمة البرنامج النووي الكوري الشمالي وسبل التصدي له. كما أن لجوء ترامب إلى الخيار العسكري أعطى ثقلا خاصا لتهديده مؤخرا باتخاذ إجراء احادي ضد بيونج يانج إذا لم تتدخل الصين لوقف البرنامج النووي لجارتها في الشمال. يقول كيم يونغ هيون الاستاذ في جامعة دونغوك ان الضربة على سوريا إعلان نوايا يجب قراءته بمعنى اوسع. ويضيف كيم ان الضربة توجه «رسالة إلى بيونج يانج بأن الولايات المتحدة لديها شريف جديد لا يتردد في سحب مسدسه». مع ان الضربة يمكن ان تحمل الشمال على التريث لكن من المستبعد ان تحمل الزعيم الكوري الشمالي الذي يعتبر السلاح النووي الضمانة الوحيدة لبقاء نظامه على تغيير رأيه. ويضيف كيم «على المدى البعيد لن تساعد العمليات العسكرية الأمريكية في الخارج في ردع الطموحات النووية لكوريا الشمالية». وقد نفذت كوريا الشمالية خمس تجارب نووية، اثنتان منها العام الماضي ويوحي تحليل الصور التي التقطتها الاقمار الاصطناعية بأنه يتم التحضير لتجربة سادسة. ولم تظهر على بيونج يانج اي بوادر بالحد من تجاربها الصاروخية بهدف التدرب على إطلاق صاروخ مزود برأس نووي يمكن ان يصيب الاراضي الأمريكية. إذا كانت دول عدة تعتبر الضربة ضد سوريا تحذيرا فإن بيونج يانج التي غالبا ما تبرر سعيها لحيازة السلاح النووي بالعدائية الأمريكية معتادة على ذلك. يقول جويل ويت كبير المحللين في المعهد الأمريكي الكوري في جامعة جونز هوبكنز «من المستبعد ان يكون للضربة على سوريا اي تأثير ملحوظ على كوريا الشمالية التي تدرك تماما التهديد الذي تمثله الولايات المتحدة». عندما قامت الولايات المتحدة بغزو العراق في عام 2003 توارى الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جون ايل عن الانظار مدة ستة اسابيع وسرت شائعات بأنه اختبأ خوفا من هجوم أمريكي. الا ان تشانغ يونغ سوك كبير الباحثين في معهد السلام والتوحيد في جامعة سيئول الوطنية يرى ان نجل كيم الزعيم الحالي كيم جونج اون ليس مضطرا إلى أخذ احتياطات مشابهة. وتابع تشانغ «اذا كان لديه اسلحة نووية فلن يشعر بالخوف من ضربة على سوريا». بالفعل، نشرت وسائل الاعلام الكورية الشمالية للزعيم وهو يتفقد مزارع للفطر وهو يبتسم. يبرز السؤال في هذه الحالة حول مدى تأثير لجوء الرئيس الأمريكي إلى القوة على السياسة في الصين. الصين هي الحليف السياسي والاقتصادي الاساسي لكوريا الشمالية وتأثيرها على هذا النظام الانعزالي أكبر من اي دولة اخرى. يريد ترامب على غرار اسلافه في البيت الابيض من الصين ان تستخدم نفوذها لضبط سلوك الشمال لكنه مضى ابعد منهم بأن هدد باتخاذ إجراء احادي الجانب إذا لم تقم بكين بدورها. في هذا الإطار، يمكن ان يكون للضربة على سوريا تأثير اكبر على بكين مما هو على بيونج يانج. يقول وانغ دونغ البروفيسور المساعد ومدير كلية الدراسات الدولية في جامعة بكين «انها اشارة إلى ان ادارة ترامب لن تكتفي بالاقوال وستنتقل إلى التنفيذ». مع انه من الواضح ان صبر الصين نفد إزاء الاستفزازات النووية لجارتها في الشمال الا انها تتجنب اي رد من شأنه ان يؤدي إلى انهيار النظام. ويقول وانغ «من وجهة نظر الصين لا يزال هناك مجال لحل دبلوماسي».

مشاركة :