الرئيس الأميركي يضغط على نظيره الصيني بشأن التجارة وكوريا الشمالية

  • 4/9/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يمكن تفسير التحرك السريع في سوريا كإشارة، لا سيما لكوريا الشمالية ومن ثم حليفتها الصين فضلا عن دول مثل إيران وروسيا، على أن الرئيس دونالد ترمب جاهز لاستخدام القوة العسكرية، خصوصا مع قيام كوريا الشمالية بتطوير واختبار صواريخ قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة. ونقل عن الرئيس الصيني شي جينبينغ قوله إنه اتفق مع ترمب، خلال اليوم الثاني للقمة بين الصين والولايات المتحدة، على أن التقدم النووي لكوريا الشمالية وصل إلى «مرحلة خطيرة جدا». وأما بخصوص نظام ثاد الأميركي المضاد للصواريخ، الذي يثير حفيظة الصين وتعتبره مخلا في التوازن العسكري، فقالت كوريا الجنوبية في بيان إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبلغ سول، أمس السبت، أنه شرح الموقف الأميركي للرئيس الصيني خلال اجتماع القمة. وأطلع ترمب رئيس وزراء كوريا الجنوبية هوانغ كيو آن على مناقشاته مع جيبينغ خلال اتصال هاتفي أمس السبت. وتعارض الصين نشر نظام ثاد في كوريا الجنوبية لكن واشنطن وسول تقولان إنه يهدف إلى التصدي للتهديد الصاروخي لكوريا الشمالية. وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أيضا إن الرئيس الصيني، كما جاء في تقرير وكالة «رويترز»، وافق على زيادة التعاون في كبح البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، على الرغم من أنه لم يقدم أي صيغة جديدة لمواجهة موقف بيونغ يانغ. وضغط الرئيس ترامب على نظيره الصيني جينبينغ من أجل فعل مزيد لكبح البرنامج النووي لكوريا الشمالية، والمساعدة في تقليل العجز التجاري الأميركي مع بكين، على الرغم من تخليه عن الخطاب المناهض للصين أثناء حملته الانتخابية. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» إن جيبينغ شجع الولايات المتحدة للمشاركة في خطة «حزام واحد وطريق واحد» وهي مبادرة الرئيس الصيني في السياسة الخارجية وتهدف إلى تطوير البنية التحتية في آسيا وأفريقيا وأوروبا. وتنظر بعض الدوائر السياسية إلى هذه المبادرة على أنها تأتي في إطار الرد على استراتيجية محور آسيا التي وضعها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وتحدث ترامب علنا عن إحراز تقدم في مجموعة من القضايا في أول قمة بين الصين والولايات المتحدة مثلما فعل عدد من مساعديه لكنهم لم يقدموا تفاصيل تذكر بخلاف اتفاق الصين على العمل المشترك لتضييق هوة الخلافات وإيجاد أرضية مشتركة للتعاون. وفي حين اختتم الزعيمان قمة فلوريدا، التي طغت عليها الضربات الصاروخية الأميركية على سوريا، انضم جيبينغ إلى ترمب في تأكيد الروح الإيجابية للاجتماعات مع تجاهل الخلافات العميقة التي تسببت في احتكاكات بين أكبر اقتصادين في العالم. وأصر مساعدو ترمب على أنه التزم بتعهده بإثارة مخاوفه بشأن الممارسات التجارية الصينية، وأشاروا إلى إحراز بعض التقدم بينما وافق شي على خطة مدتها مائة يوم لإجراء محادثات تجارية تهدف إلى تعزيز الصادرات الأميركية وتقليل الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة. وخلال الحملة الانتخابية تعهد ترمب بوقف ما وصفه بسرقة الصين للوظائف الأميركية. وساعد كثير من العمال ترمب على تحقيق الفوز غير المتوقع في انتخابات الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) ويتعرض ترمب لضغوط من أجل الوفاء بتعهداته لهم. وقال الرئيس الجمهوري في تغريدة الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة لم تعد تتحمل العجز التجاري الهائل وخسارة الوظائف وإن اجتماعه مع شي «سيكون صعبا للغاية». ويوم الجمعة لم يظهر ترمب بأسلوب مختلف فحسب لكنه تجنب أيضا أي هفوات علنية في البروتوكول كان يخشى مسؤولون صينيون أن تعرض زعيمهم للحرج. وقال ترمب للصحافيين: «لقد حققنا تقدما هائلا في علاقتنا مع الصين... سنحرز تقدما إضافيا والعلاقة التي طورتها مع الرئيس جيبينغ علاقة رائعة». وأضاف: «أعتقد أن كثيرا من المشكلات السيئة المحتملة ستحل» دون إعطاء أي تفاصيل. وتحدث جيبينغ بشكل إيجابي للغاية. وقال: «انخرطنا في تفاهم أعمق وبنينا ثقة... أعتقد أننا سنواصل التطور بطريقة مطردة لتشكيل علاقات ودية من أجل السلام والاستقرار في العالم وسنحمل أيضا مسؤوليتنا التاريخية». ورد ترمب قائلا: «حسنا، أنا أتفق معك مائة في المائة». وأشاد جيبينغ بالتبادلات العسكرية بين البلدين، وقال إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة «الاستفادة بشكل جيد من آلية الحوار المقرر إقامتها بين هيئتي أركان القوات المسلحة للبلدين» على الرغم من أن الوكالة الصينية الرسمية «شينخوا» لم تذكر مزيدا من التفاصيل. لكن في علامة على وجود قضايا صعبة وصف تيلرسون المناقشات بأنها «واضحة جدا وصريحة». وقال تيلرسون: «اتفق الرئيس ترمب والرئيس شي على العمل معا لتوسيع مجالات التعاون مع إدارة الخلافات بناء على الاحترام المتبادل»، مضيفا أن ترامب قبل دعوة الرئيس الصيني لزيارة الصين. ومن جانب آخر، قال الاتحاد الأميركي للحريات المدنية في أوراق قدمها إلى محكمة، إن تعليمات داخلية أصدرتها وزارة الخارجية الأميركية لتطبيق حظر الدخول الذي فرضه الرئيس دونالد ترمب على مواطني ست دول يغلب المسلمون على سكانها، تساعد في إظهار أن الحظر ينتهك الدستور. وأورد الاتحاد ذلك في دعوى أقامها أمام المحكمة الاتحادية في شمال كاليفورنيا - موكلا من ثلاثة طلاب يحملون تأشيرات دخول - ضد الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب في السادس من مارس (آذار) بمنع دخول القادمين من إيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن لمدة 90 يوما ومنع دخول المهاجرين لمدة أربعة أشهر. وجاء في الدعوى التي تطالب بأمر قضائي ضد الأمر التنفيذي أن الأمر التنفيذي يمثل تمييزا ضد المسلمين. وأصدر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون تعليمات في سلسلة برقيات عددها أربع إلى القناصل الأميركيين في مختلف أنحاء العالم الشهر الماضي توجههم لتنفيذ أمر ترمب، وهي البرقيات التي كشفت عنها «رويترز» لأول مرة. وأشار الاتحاد الأميركي للحريات المدنية إلى نص إحدى البرقيات التي توجه القناصل إلى تقييم ما إذا كان مقدمو طلبات التأشيرة من بين سكان الدول الست، «تظهر أنهم بالعكس (من الأمر التنفيذي)»، يستحقون التأشيرات الأميركية ويمكن أن يظلوا محرومين منها على أساس أمر ترمب. وقال الاتحاد الأميركي للحريات المدنية إن هذا التوجيه «يرقى إلى (الكشف عن) تعديل غير دستوري في القانون الحالي». ورفض مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية التعليق. كما رفضت وزارة العدل التعليق أيضا.

مشاركة :