نعم، في القرن الحادي والعشرين، من حق كل ذكر أن يوزع قُبلات على كل معزة، وأن يحضنها، وإن استطاع أن يغتصبها فلا بأس، فهي معزة ليس لها صاحب؛ لأنها خرجت من بيتها لتتعلم أو لتعمل. هذه الجملة التى خرجت من فم رجل، دليل على ما تحمله هذه الجملة من ثقافة ذكورية؛ وهي النظر إلى أي معزة نظرة إباحية، فهى تملك فرواً خفيفاً يكشف عن تفاصيل جسدها، وأيضاً تملك أربعة أرجل وتتمايع بقول "مااااااء"، فذلك يثير غريزة الذَكر فيندفع نحوها لكي يُقبّلها ويحتضنها. فيجب على كل معزة أن تبقى في بيتها، وإن أرادت الخروج من البيت تخرج محتشمة، ولكن إذا تبرجت تتحمل إذاً جميع العواقب التي سوف تتعرض لها؛ لأن من واجبها أن تحافظ على المشاعر الحيوانية للذكور. لا أعلم حقاً ما فعله طفل في سن التاسعة؛ هل هو شهوة أم تقليد؟! ولكن، عن أي شهوة أتحدث! فهناك ذكور تستخدم الجنس تعبيراً عن غضب أو انتقام، والدافع لا يكون شهوة على الإطلاق. أما ما يفعله الأطفال، فما هو إلا تقليد لمن هم يكبرونهم في السن عن طريق مشاهدة مشهد إباحي على شاشات التليفزيون أو الدخول على الإنترنت أو مشاهدة والديه في وضع ما جعله يرغب فى التقليد، فكما نعلم أن الأطفال في هذه المرحلة يقلدون الآخرين، ولكن الأهل ما زلوا غير مقتنعين بذلك. عندما نجد أماً تسبُّ ابنها بألفاظ بذيئة ثم عندما تجد ابنها يسبّ غيره بهذه الألفاظ يحدث لها صدمة! لا أعلم ما الصدمة في ذلك! وأنتِ ذات نفسكِ تنطقين بهذه الألفاظ! فما بالك عندما يشاهد الطفل فعلاً ما، فمن المؤكد أنه سيقوم بالتقليد. ولا شك في أن الطفل في هذه المرحلة يسعى محاولاً اكتشاف كل ما هو خفي، مثل: عندما يسأل الطفل والدته" "إزاي أنا جيت؟"، أو عندما يدرس في مادة العلوم أن الجنين يتكون عن طريق دخول حيوان منوي لبويضة الأنثى، أو عندما يشرح المعلم الجهاز التناسلي لكل من الذكر والأنثى. كل ذلك يجعله يتساءل عن كثير من الأمور، ولكن الأم هنا تبدأ برواية قصص خرافية لطفل أو تقوم بالتهزيق والضرب ثم تقول له: "عيب"، أو تكتفي بالهروب، فيذهب الطفل للبحث بنفسه حتى يكتشف ما يخفيه عنه الجميع، ولكن هذه المرة دون توجيه فتختلّ سلوكياته ويدفعه الفضول إلى التجربة. فكم هم من يشاهدون الأفلام الإباحية! وكم هم من يمارسون العادة السرية! إنها الثقافة الشرقية التي جعلت من الجنس شيئاً محرماً ولا يجوز الإفصاح عنه أو التوعية به رغم أنه أساس الحياة. فعندما تُعلّم الطفل كيف يحترم جسده ومن أي شيء يتكون، وما وظائفه، وما يحتاجه، وكيف يعوضه عن احتياجاته، وكيف يقوم بتهذيب،ه وما دور العقل فى حماية الجسد، وكيف يهتم به... إلخ من التوعية الجنسية أو ما يطلق عليها الصحة الجنسية للطفل، وليس حديثي هذا شرحاً للطفل كيف تتم العملية الجنسية، وإنما لكل مرحلة حديثها المناسب. ولكن مجتمعاتنا الشرقية تدفع الطفل الذَكر عندما يكون على مشارف البلوغ لتعلم فنون استعراض ذكورته ويكون جهازه التناسلى هو أول ما يقوم باستعراضه، أما فيما يخص الأنثى فيتم دفعها عندما تكون على مشارف البلوغ لتعلم استعراض أنوثتها أو الخوف والترهيب من الجنس الآخر وهي لا تعلم لماذا؟ ولكن هذه هي ثقافة الأهل (أطلِق الحرية التامة للخروف واربط المعزة)! ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :