حذر تربويون ومعلمون ، وزير التعليم “أحمد العيسى” ، من خطوة الاستغناء عن الكتاب المدرسي لمصلحة التعليم الرقمي ، واصفين إياها بـ”خطأ فادح” يعصف بالعملية التعليمية بأكملها . وعبر المعلمون بشأن الاستغناء عن الكتاب المدرسي أن هذا الأمر “غير منطقي” ، وأن إلغاء الكتاب خطأ فادح سيضيع العملية التعليمية . وأشار آخرون أن دول العالم لم تستطع الاستغناء عن الكتاب المدرسي ، مبينين أن الصرف المادي الكبير على التعليم الرقمي لا يشكل الخسارة الحقيقية ، بل تتمثل المشكلة في خسارة التحصيل العلمي للطلاب . واستشهدوا بتجربة ولاية لوس أنجلوس الأمريكية ، عندما استغنت في إحدى السنوات عن الكتاب المدرسي ، وصرفت 1.5 بليون دولار في التقنية ، وبعد عامين اكتشفوا أنهم ارتكبوا خطأ بإلغاء الكتاب ، فتراجعوا وأعادوا طبع الكتاب ، بالإضافة إلى أن الاعتماد على التقنية وإلغاء الكتاب المدرسي له أضرار صحية ، مثل أضرار العيون ، وإصابات الرقبة ، وتشتيت الانتباه لديهم . ونوه بعض الأكادميين ، إلى خطورة الاستغناء عن الكتاب المدرسي ، وبينوا إلى أن الاحتجاج بثقل الحقائب المدرسية ليس مقنعًا لإلغاء الكتاب ، موضحًا أن هناك حلولاً كثيرة بديلة يمكن أن تقلص ثقل الحقيبة المدرسية . ويرى البعض أن إلغاء الكتب سيتسبب في زيادة ضعف مستوى إتقان الكتابة والقراءة لدى الطلبة ، مشيرًا إلى أن التقويم المستمر للمرحلة الابتدائية يظهر أن مخرجاته ضعيفة جدًّا لعدم إتقان الكتابة والقراءة . وكان وزير التعليم “أحمد العيسى” ، وقع الأربعاء (29 مارس 2017) ، مشروع التحول نحو التعليم الرقمي ، حيث تم تخصيص 1.6 مليار ريال لجميع مراحل المشروع ، معلنًا عن توقف الوزارة عن طباعة الكتب والمقررات الدراسية بعد عامين أو ثلاثة . ولاقا هذا القرار تبايناً في الآراء بين مؤيد لتحول العليم إلى التعليم الرقمي مواكبة لبعض الدول العالمية المتطورة ويرى رافضون هذه الفكرة أن هجر الكتب التعليمية له عواقب وخيمة على الطالب وقد تؤدي إلى مالا يحمد عقباه .
مشاركة :