بناء على موافقة خادم الحرمين الشريفين، قام مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور سليمان أبا الخيل، بوضع حجر الأساس لمبنى الأنشطة الطلابية بمقر معهد العلوم الإسلامية والعربية بمنطقة رامبوتان بجاكرتا، بمساحة 27 ألف متر مربع، بحضور سفير السعودية في إندونيسيا أسامة بن محمد الشعيبي، ونائب رئيس مجلس الشورى الإندونيسي هداية نور واح، ومستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي الإندونيسي عبدالواحد مكتوب. واستمع "أبا الخيل" لشرح تفصيلي عن المبنى من قِبل المستشار والمشرف العام على الشؤون الفنية بالجامعة المهندس عبدالعزيز الجريان. وبيّن الجريان أن المبنى يشتمل على صالات استقبال وصالات متعددة الأغراض للرجال والنساء، وصالة ألعاب أطفال، وغرف اجتماعات، وخدمات متنوعة، وملاعب خارجية، ومواقف للسيارات، وجلسات عامة. وأوضح "الجريان" أن المبنى الرئيسي الجديد لمعهد العلوم الإسلامية والعربية في جاكرتا يضم الأقسام العلمية والمعامل والقاعات الدراسية للطلاب والطالبات والمكاتب الإدارية والقاعات المدرجة وقاعات متعددة الأغراض. وقال د. سليمان أبا الخيل: إن العلاقات بين السعودية والجمهورية الإندونيسية الشقيقة ضاربة في جذور التاريخ، ومبنية على مبادئ وأسس قوية ومتينة. بين الدولتين الشقيقتين والشعبين الصديقين محبة وتآلف وعمل يخدم الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها. وتابع: خادم الحرمين الشريفين يولي عناية فائقة للجمهورية الإندونيسية، ويعطيها اهتمامًا كبيرًا، وفق منهج المملكة العربية السعودية في علاقاتها الاستراتيجية مع الدول الشقيقة. ومن هنا جاءت زيارته الكريمة لإندونيسيا، التي قام بها مؤخرًا - حفظه الله -، والتي عندما ننظر فيها نظرة اعتبارية من جميع الجوانب والمعطيات نجد أنها ذات مدلولات كبيرة، ومفاهيم عميقة. وأكد أن خادم الحرمين الشريفين هو رائد العمل الإسلامي، وهو رجل السلم والسلام.. وملك العطاء والوفاء.. مضيفًا: الجامعة بدعم وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ستبذل جهدًا في سبيل نشر العلوم الإسلامية والعربية في مرافقها كافة في الداخل والخارج. وأضاف: إن السعودية بمختلف مؤسساتها التعليمية ومعاهدها ومراكزها وكراسي البحث التي تقوم عليها في الداخل والخارج تعمل على مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف والغلو وكل ما يؤثر على الأمن والأمان لأي شعب وأي بلد توجد فيه هذه الجهات التعليمية والتربوية؛ ولذلك فإن جامعة الإمام تضرب مثالاً وأنموذجًا في هذا المقام عبر معهد العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا. وقال: معاهد الجامعة تحظى بمكانة كبرى لدى الشعب الإندونيسي الشقيق. ومن هنا نؤكد أن الجامعة تعمل وفق استراتيجية منبثقة من رؤية السعودية 2030 في نشر المعرفة؛ الأمر الذي دفع إلى إنشاء 3 معاهد جديدة، وإقامة أكثر من 25 فعالية. وأشار مدير جامعة الإمام إلى أن اكتمال بناء المعهد سيتم خلال 24 شهرًا، وفق أعلى معدلات الجودة والتميز في البناء، بما يخدم العملية التعليمية. مضيفًا: وجهنا الشركة المنفذة لمبنى المعهد بأهمية البناء وفق أعلى معدلات الجودة والسلامة. وقدم الشكر والتقدير للحكومة الإندونيسية على ما تجده جامعة الإمام من دعم وترحيب، وقال: حفاوة الترحيب والاستقبال تؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين الشقيقين. من جهته، أكد سفير السعودية لدى إندونيسيا أسامة بن محمد الشعيبي أن زيارة خادم الحرمين الشريفين للجمهورية الإندونيسية حملت بشرى خير لهذه البلاد، عبر توقيع نحو 11 اتفاقية. وقال الشعيبي: بناء المجتمع من أهم الاتفاقيات.. ونشكر معالي مدير جامعة الإمام على مبادرته بتدشين المعاهد الجديدة، التي ستكون في مدن إندونيسية عدة. مضيفًا: سنكون عونًا لجامعة الإمام، وسنبذل كل ما يسهل إقامة هذه المعاهد. من جهته، قال نائب رئيس مجلس الشورى الإندونيسي هداية واحد: معاهد جامعة الإمام تمثل علامة فارقة في إندونيسيا على صعيد قطاع التعليم، وترجمة فعلية لعمق علاقات البلدين. وأشاد بدورها في نشر العلوم الإسلامية والعربية عبر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومعاهدها في الخارج. من جهته، قال مدير معهد العلوم الإسلامية والعربية الدكتور خالد الدهام: هذا المشروع أولى اللبنات لبناء معهد العلوم الإسلامية والعربية في مقره الجديد المتمثل في مبنى الضيافة والأنشطة الطلابية. مضيفًا: نحن الآن نقطف أولى ثمرات زيارة خادم الحرمين الشريفين لإندونيسيا بتدشين مبنى الأنشطة الطلابية على أرض المعهد في منطقة رامبوتان، وسيعقبه - بمشيئة الله - افتتاح فروع المعهد في سورابايا وميدان ومكاسار، ومركز تدريب معلمي اللغة العربية والعلوم الشرعية في مالانج، وتدشين الأركان الثقافية السعودية في جامعة أحمد دحلان في جوكجاكارتا، وإقامة حلقة نقاش في الجامعة المحمدية في مالانج، والملتقى الثقافي في جامعة علاء الدين في ماكاسر، وتدشين بعض البرامج العلمية والوحدات الإدارية، وتخريج دفعات من طلاب معهد العلوم الإسلامية والعربية في جاكرتا ومعهد خادم الحرمين الشريفين في بندا آتشيه. وتابع الدهام: إن زيارة مدير الجامعة نوعية، ولم تعهدها إندونيسيا؛ إذ تأتي بموافقة وتوجيه من مقام خادم الحرمين الشريفين؛ إذ اتسمت هذه الزيارة بامتداد الخير والعطاء إلى ست مناطق في ربوع هذا الأرخبيل. وهذا يأتي تأكيدًا لما تقدمه حكومتنا الرشيدة لأشقائها المسلمين في جمهورية إندونيسيا استشعارًا منها بواجبها الديني ومسؤوليتها التاريخية لخدمة الإسلام والمسلمين، ونشر اللغة العربية والعلوم الإسلامية وفق وسطية الإسلام وتعاليمه السمحة في كل أصقاع الدنيا.
مشاركة :