ملتقى «علوم الفضاء» يؤكد أهمية تدريس الجيل الجديد المعارف الفلكية

  • 4/9/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:«الخليج» اختتم مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، التابع لجامعة الشارقة أعمال «الملتقى التعليمي - التدريبي الأول في علوم وتقنيات الفضاء» والمقام في مقر المركز على مدار 3 أيام، بالتعاون مع وكالة الإمارات للفضاء، ووزارة التربية والتعليم، وأكاديمية الفضاء الوطنية في بريطانيا، ووكالة الفضاء في المملكة المتحدة، ومجلس أبوظبي للتعليم ومجلس الشارقة للتعليم.ضم الملتقى مجموعة كبيرة من طلاب مدارس الدولة ومعلمي مادة العلوم الفيزياء فيها، حيث عمل برنامج الملتقى على جانبين متوازيين: الأول تأهيل مدرسي العلوم - الفيزياء في المراحل الدراسية العليا، بما يواكب التطورات العلمية في هذا المجال والأساليب العملية في نقل هذه المعارف. والجانب الثاني خُصص للطلاب والطالبات من عمر 16 إلى 18، من أصحاب الميول العلمية، وعمل على تغذية جيل جديد لديه شغف بدراسة علوم الفضاء، بتزويده بمعارف فلكية، عبر مجموعة من جلسات العمل والمحاضرات العلمية والتعليمية، والورش، لتعريفهم بأهمية تقنيات الفضاء، ودور علوم الفلك في حياة البشر، وإطلاعهم على استخدامات بعض الأجهزة في الرصد الفلكي والملاحة السماوية، وتفسير الظواهر الكونية، ومراقبة حركة الأرض والمحيطات، وعمليات رصد للقمر وكوكب المشتري من منطقة مليحة في الشارقة، التي نقل الطلاب إليها، بعيداً عن التلوث الضوئي، لضمان نجاح الرصد، كما شرحت أسماء النجوم ومواقعها التي شاهدها الطلبة والمعلمون من المنطقة ذاتها، عبر تلسكوب عالي الجودة.وأكد الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، أن المركز حلم كبير تحقق، بتوفيق من الله، وبرؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة. وأشار إلى أنه في المستقبل القريب، سنجد أن من ليس له مكان في الفضاء، لن يكون له مكان على الأرض، لأهمية علوم الفضاء التي لم تعد رفاهية لأي شعب، بل باتت المدخل الأهم والرئيسي لكل تطور، لارتباطها المباشر بجميع جوانب الحياة، بحيث إن الأقمار الصناعية التي أطلقت لدراسة الكون، توجهت بعد ذلك لدراسة الأرض، والآن تستخدم لخدمة شبكة الهواتف المتحركة والقنوات الفضائية والإنترنت. وأضاف أن معظم الاكتشافات التكنولوجية الحديثة، هي في الأساس أفكار علوم الفضاء والفلك وإنجازاتها. وتوجه د. النعيمي بالشكر إلى صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى أصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى، حكام الإمارات، الذين أطلقوا السياسة الوطنية لقطاع الفضاء التي تهدف إلى بناء قطاع فضائي قوي ومستدام، ووضع استراتيجية الابتكار في قطاع الفضاء، لأن تطوير العنصر البشري في هذا المجال من أولويات الدولة. ثم أعطى نبذة عن المركز وما يحتويه من معارض فلكية وفضائية وفيزيائية تعليمية لمختلف الفئات العمرية، ولاسيما المعرض الفلكي المتقدم لمشاهدة الكون في أربع حقب زمنية، تمثل استكشاف الكون بالعين المجردة، وكيف أن العلماء المسلمين صوروا الكون والأجهزة التي استخدمت قديماً، فضلا عن معرض استكشاف الكون بأول تلسكوب وهو غاليليو غاليلي، ثم باستخدام أجهزة الطيف. ومعرض تكنولوجيا الفضاء، الذي يشمل استكشاف الفضاء منذ إطلاق أول قمر صناعي 1957 وحتى يومنا هذا، ومرصد الشارقة الفلكي الذي سيكون اضافة كبيرة للباحثين والطلبة. وقال البروفيسور آنو أوجها، مدير أكاديمية الفضاء الوطنية في بريطانيا «لكي نواصل المسير في هذا التوسع، فإننا بحاجة إلى جيل من العلماء والمهندسين للمستقبل. لهذا السبب، عقد المركز، بالاشتراك مع الأكاديمية، وبدعم من وكالات الفضاء في المملكة المتحدة والإمارات، برنامجا تدريبيا إماراتيا بريطانيا في مجال علم الفضاء، وهو الأول من نوعه على الإطلاق. وضم البرنامج طلبةً من المرحلة الثانوية ومعلمين لمادة العلوم من أنحاء دولة الإمارات، حيث تلقوا تدريباً متخصصا ومكثفاً لثلاثة أيام، قام كل متدرب خلالها بممارسة أنشطة عملية مصممة لتعزيز فهم الطلبة وزيادة الفاعلية لدى المدرسين في المفاهيم الجوهرية في علم الفيزياء. كما تجولوا في مختبرات العلوم في الجامعة واستمعوا إلى متحدثين ضيوف متخصصين في علم الفلك واستكشاف الفضاء». وأثنى المهندس محمد الحرمي، مدير إدارة التطوير المؤسسي في «مركز محمد بن راشد للفضاء» على تنظيم ملتقيات متعلقة بعلوم وتكنولوجيا الفضاء في الدولة، لدورها البارز في رفد الطلبة بمعلومات جديدة عن الفضاء وتوجيههم إلى مجال يعد بمستقبل مهني واعد، وشدد الحرمي على أهمية التعاون بين القطاعات المتخصصة والهيئات الأكاديمية من جميع الاتجاهات والنواحي، المتمثلة في تأهيل المدرسين وتمكينهم من تأسيس جيل المستقبل من الشباب المتخصص في علوم وتقنيات الفضاء، بما ينسجم مع توجهات الدولة واستراتيجياتها. وأكد حسن دحبور، مدرس فيزياء في معهد التكنولوجيا التطبيقية في مدينة العين، أهمية جلسات العمل والمحاضرات العلمية، وورش العمل التي شارك فيها خلال الملتقى، حيث حققت الهدف المنشود منها، وسوف يعمل على نقل تلك المعارف التي اكتسبها إلى طلابه وزملائه في العمل. وأضاف أنه شارك في ورش لقياس حجم النجوم والمسافات بينها ودرجة حرارتها، وطريقة الرصد الفلكي وأنواع التلسكوبات المستخدمة في الرصد. الطالب سهيل أحمد العمري، من مدرسة ثانوية التكنولوجيا التطبيقية في رأس الخيمة، عبر عن سعادته بانضمامه إلى البرنامج، لشغفه بهذا المجال ورغبته في معرفة مزيد من المعلومات عن الفضاء، بسبب استراتيجية الدولة نحو الفضاء واحتياجها للعنصر البشري المدرب، وتمنى الانضمام مستقبلا لأحد البرامج الدراسية في مجال الفضاء. علياء المنصوري، أول فتاة إماراتية وعربية تفوز بجائزة الجينات في الفضاء قالت «مشاركتي في هذا الملتقي مهمة جداً، وخصوصاً أنه موجه إلى فئة الشباب وهم عماد المستقبل، حيث إن دولة الإمارات تهتم اهتماما كبيراً بالفضاء، ومثل هذا الملتقى سوف يسهم في دخول عدد كبير من الشباب في دراسة الفضاء وعلومه». الطالبة سارة سعيد صفر، من مدرسة سلمى بنت قيس للتعليم الأساسي، في دبا الحصن، أكدت أن حبها للفضاء ومشاهدة النجوم، وحرصها على أن تسهم مع الدولة في كل ما هو جديد في الفضاء والفلك، سبب مشاركتها.في اليوم الأخير تجوّل الحضور على مجموعات الطلاب الذين قسّموا، للعمل على تجارب علمية ليشرحوها للحضور، فمنهم من شرح تجربة الكاميرا الحرارية وفوائد استخدامها، لكشف البصمات في مسرح الجريمة، والتنبؤ بالحالات الجوية والكوارث الطبيعية، على تقليل عدد الضحايا، والتعرف إلى درجة حرارة جسم الإنسان والمسطحات المائية وكوكب الأرض. كما قدمت مجموعة أخرى شرحاً لبذلة رائد الفضاء بالنسخة الروسية التي يبلغ وزنها من 15 - 20 كلغ. قدمت إحدى المجموعات شرحاً لقانون كبلر الأول، بتجربة مبسطة مكونة من غشاء مطاطي، تدور فيه الكرات الصغيرة حول الشمس، ليوضح العلاقة بين المسافة والسرعة بين الشمس والكواكب، وكيف تنشأ القوة بين الكواكب. وشرحت المجموعة الأخيرة تجربة تحليل الضوء، عبر تلسكوب خاص.وفي نهاية الملتقى، كرّم مدير الجامعة، يرافقه البروفيسور أوجها، وإبراهيم الجروان، نائب مدير مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، الدكتور سعيد مصّبح الكعبي، رئيس مجلس الشارقة للتعليم، وأمينة خميس اليماحي، رئيسة قسم الموارد البشرية بوكالة الإمارات للفضاء، المعلمين والطلبة المشتركين، واللجنة المنظمة.

مشاركة :