«يستحقون السعادة» .. مبادرة لمحو الأمية في الشارقة

  • 4/9/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» رفع القائمون والمستفيدون من مبادرة «يستحقون السعادة» التي أطلقها مجلس الشارقة للتعليم مطلع الفصل الدراسي الثاني لمعالجة مشكلة فئة الأميين الراغبين في استكمال تعليمهم على مستوى الإمارة، تحية شكر وعرفان إلى مقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لإتاحته فرص الالتحاق بالتعليم للراغبين، باعتبار التعليم ركناً أساسياً لرقي المجتمع وتقدمه في مختلف المجالات الحياتية.وأكدوا أن سموه يعمل جاهداً ولا يدخر وسعاً في سبيل نشر العلم وتطويره وتيسير سبل الحصول عليه دون إغفال أهمية مواكبة التطور الكمي والنوعي لقطاع التعليم العام والعالي.قال الدكتور سعيد مصبح الكعبي عضو المجلس التنفيذي رئيس مجلس الشارقة للتعليم إن المبادرة هي ترجمة للتوجيهات السامية لسموه الرامية إلى إتاحة فرص التعليم لكل مواطن، باعتبار أن التعليم ركن أساسي لرقي المجتمع وتقدمه في مختلف المجالات الحياتية.وذكر أن المبادرة محاولة مهمة للقضاء على الأمية من خلال البرامج الموجهة لهذه الفئة ممن فاتهم قطار التعليم لظروف معينة، وأنها تأتي في إطار جهود الإمارة للقضاء على آفة الأمية وخفض معدلاتها إلى أقصى حد، ونشر المعرفة والتعليم، وفق منظومة من البرامج والفعاليات التعليمية، بهدف الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين. واعتبر المبادرة من المشروعات النوعية التي ينفذها المجلس واستهل بها مبادراته لعام الخير، تماشياً مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2017 في الإمارات «عام الخير»، لافتاً إلى أن «يستحقون السعادة» موجهة نحو شريحة مهمة من أفراد المجتمع، وأنه صممت البرامج التعليمية المناسبة، ووفرت الكوادر البشرية للقيام بهذه المهمة. وقال إن الدارسين والدارسات من النماذج المشرفة التي لا يحد من إقبالها على طلب العلم أي عائق أو ظرف، وأهاب بالحرص على طلب العلم تحت أي ظرف وفي كل مرحلة عمرية، معلناً نية المجلس التوسع في فتح فصول بمختلف مدن الإمارة إذا توفر عدد من الدارسين الراغبين.الاستثمار الحقيقيمن جانبه عبر علي أحمد الحوسني أمين عام مجلس الشارقة للتعليم «بالإنابة» عن سعادته بما تحقق خلال المرحلة الأولى من المبادرة التي انطلقت رسمياً مطلع الفصل الدراسي الثاني، وتستأنف من جديد مع بداية الفصل الدراسي الثالث والأخير. وقال إن المبادرة تأتي متماشية مع رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة بأن التعليم هو الاستثمار الحقيقي ولا يمكن تجاهل دوره المحوري في تحقيق تنمية وتقدم المجتمع، حيث تمكن مبادرة «يستحقون السعادة» لمحاربة الأمية في هذا السياق من بلوغ الأهداف الاستراتيجية الخاصة بخلق مجتمع المعرفة القادر على مواصلة طريق التميز والتطور والبناء، لافتاً إلى أن القضاء على الأمية ضرورة أساسية من ضرورات التنمية ورد الجميل للآباء والأمهات واجب علينا، وتوجيهات والدنا سلطان خطة عمل لنا.وأضاف إن المجلس بادر لوضع خطة البرنامج بعد إعلان نتائج تعداد الشارقة والإحصاءات التي نتجت عنها، موضحا أن هدف المبادرة الأساسي معالجة مشكلة فئة الأميين الراغبين في استكمال تعليمهم، الناتجة عن مشروع تعداد «الشارقة 2015»، الذي أجرته دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية في الشارقة تحت شعار «للغد، لا لمجرد العد»، وأن عدد المستفيدين منها بلغ 89 منهم 11 دارسة في مجلس أولياء أمور الشارقة، 16 دارسة في مركز البطائح الثقافي الرياضي، و23 في مراكز التعليم المسائية، و4 تم إلحاقهم بمدارس الإمارة الحكومية بعد التنسيق مع وزارة التربية وحل الإشكاليات التي كانت تعوق دون استكمالهم لدراستهم وهم من الفئة العمرية الصغيرة، و10 حالات استوعبتهم مدينة الخدمات الإنسانية فيما تعذر قبول 17 بسبب شدة الإعاقة ورفض بعض أولياء الأمور إلحاق أبنائهم. تحية شكر وتقديرويشهد الفصل الثالث من العام الدراسي الجاري بداية تعليم عدد من غير القادرين على التحرك بالوصول إلى بيوتهم وتلقيهم الدروس داخلها لتجنيبهم مشقة التنقل بواقع خمس حالات: واحدة في منطقة الحمرية و3 في الذيد وواحدة في المنطقة الشرقية.ورفع الحوسني تحية شكر وتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على توجيهاته السديدة خاصة فيما يتعلق بدعم قطاع التعليم، لافتاً إلى تسلمهم كشوفاً بأسماء من أدرجوا في عملية التعداد الناتجة من الإحصاء، وذلك بعد اجتماع تنسيقي عقد بين مجلس الشارقة للتعليم ودائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية في الإمارة، حيث تكفل كادر تربوي متخصص بدراسة الحالات بشكل فردي والتواصل معها للتأكد من ظروفها وكيفية التنسيق.وأضاف إنه تمت مخاطبة الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها وزارة التربية الشريك الاستراتيجي، ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لإلحاق بعض الحالات، وكذلك اتخاذ الاجراءات العملية لفتح فصول في مجالس أولياء الأمور لاستقبال فئة كبار السن وتوفير مواصلات لهم بواقع 3 أيام في الأسبوع، أما عن فئة كبار السن غير القادرين على الوصول إلى مقر مجالس أولياء الأمور، فأوضح الحوسني أن المجلس سيقوم مطلع الفصل الدراسي الثالث والأخير بإرسال معلم لهم في المنازل بواقع 3 أيام في الأسبوع.وأوضح الحوسني أن إقبال المواطنين والمواطنات على الالتحاق بفصول محو الأمية التابعة للمبادرة يتم بدافع ذاتي من أنفسهم دون إلزام أو إجبار، وقد ساعد وجود رغبة التعلم لدى الدارسين على تهيئة المناخ المطلوب لإنجاح العملية التربوية والتعليمية وتحقيق نتائج ممتازة في هذا السياق. مؤكداً سعيهم في توفير برامج متنوعة تتناسب واحتياجات وقدرات وإمكانات الأميين.. وتوقع أمين عام مجلس الشارقة للتعليم بالإنابة في حال استمرار الجهود الحالية وإقبال المستهدفين فإن أهداف المبادرة ستتحقق وحث على تجديد العزم على مواصلة العمل بشكل فعال ما سيحفز الدارسات على مواصلة تعلمهن ويزيد عدد الراغبات في الالتحاق.قراءة القرآن وتعلم الحساب وتعتبر رغبة كثير من المنتسبين لمبادرة «يستحقون السعادة» في قراءة القرآن الكريم وتعلم الحساب عاملاً أساسياً في إصرارهم على الاستفادة من الفرصة التي وفرتها لهم حكومة الشارقة.. المعلمة نورة بن سعيد من مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات في الشارقة قالت إن لديها 8 دارسات وكان هناك تجاوب خلال الفصل الدراسي الثاني منهن في تعلم واستيعاب الأحرف الأبجدية والاستيعاب وكذلك كتابتها، حيث كانت النتائج طيبة في زمن وجيز من بدء الدراسة، الأمر الذي شجعنا، مشيرة إلى أن استجابتها للمشاركة في المبادرة تنم عن مسؤولية وطنية في المساهمة بتخفيض نسبة الأمية وتمكين الفئة التي حرمتها ظروف الحياة والالتزامات الأسرية من استكمال الدراسة، واصفة المبادرة بأنها نوعية من إمارة لا تطلق سوى المشاريع والفعاليات المهمة التي تستهدف بناء الإنسان. علياء صالح مبارك تقول التحقت بمركز محو الأمية في مركز البطائح الثقافي الرياضي آملاً في تعلم القراءة والكتابة ولو بجزء بسيط كي أتمكن من قراءة القرآن وإفادة نفسي خاصة أثناء مراجعة الدوائر الحكومية والمستشفيات. دافع تعلم القراءة والكتابة، ومعرفة أمور الدين عند صبيحة عبد الله بخيت وهي سيدة في نهاية العقد السادس من عمرها هو سبب التحاقها بمركز محو الأمية، لافتة إلى أن ما منعها من الدراسة هو الزواج والمسؤوليات الأسرية وتربية الأبناء، والآن وبعد أن تزوج أبناؤها عادت لتحقق حلمها القديم.وانتهت بالقول: أنتظر قدوم الشهر الفضيل حيث سأكون بإذن الله قادرة على تهجئة وقراءة القرآن.وأبدت الدارسة شيخة علي بن راشد حرصها على تعلم قراءة وتجويد القرآن وتمنت أن تكون إلى جانب حصص العربية أوقات تخصص لتجويد القرآن الكريم. مدعاة لافتخار أبنائها بهافاطمة عبد الله محمد نموذج لسيدة صاحبة إرادة قوية، استطاعت بفضل إرادتها الكبيرة أن تعود إلى مقاعد الدراسة لتحقق ما لم تتمكن من تحقيقه في صغرها بعد أن رفضت أسرتها أن تذهب إلى المدرسة وزوجتها صغيرة فشغلتها المسؤوليات الأسرية وتربية ستة من الأبناء، مضيفة أنها تعتزم تعلم القراءة والكتابة لتتمكن من قراءة القرآن الكريم الذي ينير القلب، قائلة إن دخولها مركز محو الأمية في مجلس أولياء الأمور بالشارقة مدعاة لافتخار أبنائها بها.وقالت آمنة محمد عبد الله إنها قررت المشاركة بتشجيع من أبنائها، وأضافت: كان الذهاب إلى المدرسة أمراً صعباً، فكنت أهتم بتربية أبنائي الستة لكن بعد أن أديت الأمانة في تربيتهم قررت العودة إلى مقاعد الدراسة كي أتعلم القراءة والكتابة، وأتمكن من قراءة القرآن، مشيرة إلى أن المبادرة أتاحت لهم الفرصة كاملة ووفرت لهم كافة الإمكانيات وذلل المجلس لهم كل الصعوبات المتعلقة في التنقلات وتوفير المواد التعليمية وحتى الدفاتر والأقلام. خير من ألا تأتي «أن تأتي خير من ألا تأتي وأن تلحق بقطار التعليم حتى ولو تأخر الموعد كثيراً أمر جميل»بهذه الكلمات بدأت مريم سالم المعمري أكبر الدارسات سناً حديثها وقالت إنها تشجع السيدات على اغتنام الفرصة، مضيفة إنها التحقت بمدرسة ووصلت إلى الصف السادس لكنها بعد مضي قرابة أربعين سنة نسيت ما تعلمته وهي طفلة، ولكونها مستمعة جيدة إلى الأخبار وأحوال العالم لديها ثقافة عالية لكن ما ينقصها هو تعلم القراءة والكتابة وعليه التحقت بمركز محو الأمية في مجلس أولياء الأمور في الشارقة، لافتة إلى أنها ام ل15 ابناً وابنة 9 من الإناث و6 من الذكور ولديها عدد كبير من الأحفاد.إيعاز وتشجيع من الأسرة وقالت الدارسة آمنة محمد خلف إنها التحقت بالمركز لتتعلم كتابة اسمها وقراءة القرآن، بإيعاز وتشجيع من أسرتها، وإنها مصممة ألا تدع الفرصة تفوتها، ضاربة وغيرها من المنتسبين لمبادرة «يستحقون السعادة» عناوين للمثابرة في سبيل العلم. وأشارت إلى أنها وبعد مضي فصل دراسي كامل استطاعت كتابة اسمها وقراءة بعض الآيات القرآنية وأسماء الشوارع واللوحات التعريفية فيها.

مشاركة :