العاهل الأردني : روسيا تريد بقاء الأسد لفترة أطول مما نريد نحن

  • 4/10/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أنه سيكون هناك عواقب لقرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس لو جاء مثل هذا القرار معزولا عن أية اجراءات أخرى أكثر شمولية مشيرا إلى أنه عندما التقى الرئيس الامريكي ترامب في فبراير الماضى اكتشف حرصه (الرئيس الامريكي) على ايجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالسرعة الممكنة.وأشار الملك عبدالله الثاني خلال حوار اجرته معه صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية إلى أنه ابلغ الرئيس الامريكي ان استمرار الاستيطان الاسرائيلي يؤدي الى خلق العداء والاشكاليات موضحا ان أولوية الرئيس ترامب هي محاربة التطرف والإرهاب دولياً، وهذه الإشكاليات لا تخدم هذه الجهود، بل هي تزيد من قوة إيران وزعيم عصابة داعش الإرهابية أبو بكر البغدادي.وحول قرار حظر الهجرة من بعض الدول المسلمة، والذي تسعى الإدارة الحالية إلى فرضه، قال الملك عبدالله الثاني: "لستُ قلقا إلى حد كبير من وصول المقاتلين الأجانب للولايات المتحدة، لأن لديهم إجراءات حازمة تمنع ذلك. الخطر الذي أخشاه هو الحرب الفكرية، فإذا ما شعر المسلمون في الغرب والمجتمع الدولي بأنهم مستهدفون، فإن هذا أكثر خطورة، فهجمات الذئاب المنفردة والإرهاب الداخلي هو أمر رأيناه مؤخرا في بريطانيا، ورأيناه أيضاً مرتين في الولايات المتحدة."وأضاف الملك عبدالله الثاني: "لقد تمكنا في الأردن من القضاء وإلقاء القبض على 40 عنصرا من داعش ضمن عمليتين رئيسيتين. وعندما ننظر إلى الموضوع من زاوية أوسع، فإن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يؤجج التطرف والعنف في المنطقة، وسيستمر في ذلك، إذا لم نتمكن من إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، حيث نجد أن جزءا كبيرا من أولئك هم من أصول فلسطينية." وعن الوضع في سوريا و هل الرقة التي تتخذها داعش عاصمة لها، شارفت على السقوط.. وإذا سقطت ماذا سيحدث بعد ذلك؟ قال الملك عبدالله الثاني: "أعتقد أن الرقة سوف تُسترجع (من يد داعش). وأعتقد أن الأمور تسير بشكل جيد في سوريا والعراق فيما يتعلق بدحر الإرهاب. إن المشكلة الوحيدة هي أن الإرهابيين سيضطرون للحركة وسوف يتوجهون جنوبا. إنه تحد، لكننا مستعدون لمواجهته بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا." مضيفا "إنهم يقصدون وجهات أخرى أيضاً، فنلاحظ توجههم إلى ليبيا، ومع نجاحنا في ليبيا سوف يتوجهون جنوبا إلى حوض تشاد، وهذا سيزيد من قوة بوكو حرام، ما سيزيد بدوره من قوة الشباب (الصومال). العديد من أعضاء الإدارة الأمريكية يدركون هذا، لذا أعتقد بأننا سنرى استراتيجيات جديدة، فلا يمكننا التركيز على سوريا والعراق فقط، بل لا بد أن يكون التركيز عالمياً، فأينما تواجد هؤلاء الإرهابيون علينا محاربتهم." وردا على سؤال حول ضرورة رحيل الأسد من الحكم ، قال الملك عبدالله الثاني: "إن هذا الموضوع سيبحث في محادثات جنيف المقبلة، في حين أن محادثات أستانه والتي نشارك فيها (بصفة مراقب)، تقتصر فقط على التوصل إلى وقف إطلاق النار. أعتقد أننا ندرك جميعاً أن روسيا تريد بقاءه لفترة أطول مما نريده نحن. لكنني لا أعتقد أن روسيا متمسكة ببقاء بشار. فالمنطق يقتضي بأن شخصاً ارتبط بسفك دماء شعبه من الأرجح أن يخرج من المشهد و في نهاية المطاف نحتاج نظاما سوريا مقبولا من كل الشعب السوري."وحول رغبة العاهل الأردني في رؤية الولايات المتحدة منخرطة بشكل أكبر مع روسيا فيما يخص سوريا قال الملك عبدالله الثاني :" لروسيا مصالح على عدة مستويات من ضمنها القرم وسوريا وأوكرانيا، بالاضافة الى الاهتمام في ليبيا. فكيفية تعامل الأمريكيين والأوروبيين مع روسيا بالنسبة لجميع هذه القضايا بشكل متواز هو أمر مهم مشيرا إلى ان ما يهم روسيا بالدرجة الأولى هو القرم، وإذا ما تم التوصل لتفاهم حولها سترى مرونة أعلى فيما يخص سوريا وستصبح أوكرانيا أقل القضايا إشكالية."وتابع العاهل الأردني :"بالنسبة للرئيس بوتين فإنه يواجه تحديا رئيسيا يتمثل في الإرهاب. فداعش بذراعها الدولي بدأت تشكل تهديدا لهم. وأعتقد أن حادثة (مترو) سانت بطرسبرغ هي بداية انتقال المقاتلين الأجانب إلى ساحة قتال جديدة. ولذلك هناك مصلحة للرئيس بوتين لأن يعمل على إيجاد حل سياسي عاجلا أم آجلا في سوريا. فإذا كانت الدول الأوروبية تواجه خطر المقاتلين الأجانب، فإن روسيا تواجه هذا الخطر بعشرة أضعاف. فهناك الكثير من المجموعات الإرهابية من القوقاز، وقد خاضوا حربين في الشيشان."واضاف الملك عبدالله الثاني: ننظر إلى الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا كعنصر مساعد، وبخلاف ذلك، ستستمر الولايات المتحدة وروسيا في السعي نحو تحقيق مصالحهما بشكل متضارب في سوريا، وإذا ما استمر هذا التوتر فقد يمتد الى مناطق أخرى مثل مولدوفا. وسيستمر هذا الوضع المتأجج حتى يتم التوصل إلى تقارب في وجهات النظر.وأوضح العاهل الأردني: " إذا تمكنا من الوصول إلى حل في سوريا والتوصل إلى تفاهم مشترك يكون عادلا للشعب السوري عندها يكون الحل مناسباً. قضية القرم هي القضية الأولى للرئيس بوتين. وهنا يمكن أن يكون التوجه كالآتي: فيما يتعلق بالقرم فلنناقش الوضع، لكن فيما يتعلق بسوريا، فإننا بحاجة إلى أن نتقدم للأمام."

مشاركة :