30 لوحة تترجم الحنين إلى فلسطين في النادي العربي

  • 4/10/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمد ولد محمد سالم نظم النادي الثقافي العربي، مساء أمس الأول، أمسية شعرية بعنوان «همسات وجدانية» اشترك فيها الشاعران كاظم السعدي من العراق، وهبة الفقي من مصر، وأدارها الشاعر محمد إدريس، وذلك بحضور علي المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي.قرأت هبة الفقي عدة قصائد من ديوانها «بوح النرجس»، منها «خمر السعادة» و«صرخة وجع» و«ترانيم شهرزاد» و«إمارات الحسن»، والفقي شاعرة متمكنة من الأساليب الشعرية الأصيلة، مع مسحة رومانسية رقيقة، وتجتهد في صناعة الصورة البديعة، التي تدل على قوة خيالها، وفي قصيدة «إمارات الحسن» غنت للإمارات بوصفها دولة العز والكرامة والحضن الدافئ الكريم، الذي يحتضن كل من يلجأ إليه، ويحفظ له كرامته، وفي قصيدة «خمر السعادة» عبرت بسمو وجداني عن حبها، واستعارت قاموس الصوفية؛ للتعبير عن الحب الإنساني الذي يخالط الروح ويرتفع عن الحس، تقول: يا عازفَ الْحُبِّ هلْ للحبِّ مِنْ نَغَمٍإلا وجيبَ فُؤادي حين تأتيهِوالرّوحُ ليْتكَ لوْ تَدري بحالتِهاضاعتْ بوصلِكَ بَيْنَ الصَّحوِ والتِّيهِخَمْرُ السَّعادةِ مِنْ كَفّيْكَ يعْشَقُهاُعُمْري الْعليلُ وَمَنْ إلاكَ يَسْقيهِفاملأْ دِنانَ الْهَوى مِنْ شَهْدِ قِصَّتِناكيْ ينهلَ الْكونُ ما في الْعشقِ يكْفيهِيا سَيِّدَ الْقلبِ يا سُلطانَ جَنَّتِهِمَنْ ذا يُساوي غَراماً أنتَ تُحيِيهِ؟ وقرأ كاظم السعدي عدة قصائد من الشعر النبطي العراقي، منها (ثلاثية الشيب، قل الصبح يتأخر، جمال سبا أهل القرى والمدن) وهو شاعر متمكن من فنه، بارع في صناعة الصورة وتفريع المعاني، وتحويل حكايات الحب إلى قصص، وحوارات وجدانية متدفقة بينه وبين المحبوبة، غنى قصائده عدد من المطربين من بينهم كاظم الساهر وراشد الماجد، وحسين الجسمي، يقول السعدي من قصيدة الشيب: وما أصبغك يا شعر ولو صرت مثل القطنْحتى أن أشوفك ثلج أقعد أقبالك و أونْأذكرك يا شعر من كنت مثل الليل والوجه صافي وعدلوالحيل ذاك الحيل، ترجع مثل ما كنت؟ لا يا شعر، ما أظناقبالُ لَمْرايَرْ جهد لما شفت شعري وعظيت صبعي أسف ع الراح من عمري شْ وساع نام التعب ف خدودي؟ ما أدري تجري الرياح لكن ما تشتهيها السفنْدق الزمن دقته، وسلمني لهمومي لمنْ صفت راحتي صغيرة بصغر نومي الجسم ناحل صفر، وما والف هدوميوقظيت عمري قهر، آكل وأشرب حزنوما أصبغك يا شعر لو صرت مثل القطنوبعد إش، بعد ما شاب راسي تجيني تعتذر وتقولي ناسي كما شهد النادي أيضاً افتتاح المعرض الأول للفنانة الأردنية الشابة هديل عزمي بعنوان «وطن»، وهي فنانة موهوبة فازت بالمركز الثاني في (الريشة الذهبية) العالمية التي أقيمت في دبي 2016، وشارك فيها فنانون عالميون، ويقدم معرضها نحو ثلاثين لوحة بمختلف الحجوم، وركزت فيها على رصد ملامح البيئة الفلسطينية التقليدية، خاصة البيئة القروية بمساكنها وطرقاتها وأشجارها، وبيوتها القديمة وأبوابها العتيقة مع إضفاء مسحة فرح شفيفة على المشاهد لا تخطئه عين المشاهد، ماثلة في الإضاءة والشفافية المبثوثة عبر اللوحة، رغم الألوان الداكنة للبيوت والأرض، وكذلك يحضر الفرح في أشكال الخضرة التي تتخلل المساكن وتبرز منها في شكل أشجار الزيتون والنخيل، وفي رسومها اشتغال وتركيز على التفاصيل الدقيقة، التي تصنع من تجاور الآلاف منها مشهداً كبيراً كلياً، كما يظهر ذلك في مشاهد المدن؛ حيث فسيفساء البيوت المتراصة على منحدرات الجبال، في تماسك يوحي بالألفة والوحدة.تحاول الفنانة أن تقدم -من خلال معرضها- القيم التي يرمز لها الوطن، وهي السّكينة، والحريّة، والانتماء، والوفاء، والتضحية، والفداء، مترجمة حنينها لفلسطين بلاد أجدادها، وتقول هديل عن معرضها: «ترجمت فلسطين الغالية من خلال أراضيها وشوارعها وحاراتها القديمة التي تعبق بالأصالة والجمال، رسمت الوطن، في تضحية الأب ليحمي ابنه من قذائف العدو، رسمت الوطن في عيون طفل يبكي ألماً لفقدان أمه بين يديه، في حكايات وحكايات صامِتة، عن الألم والحزْن، والظلم والقهر، واليتم والعزة، والشموخ والعفة، والصمود والثبات والقوَّة، رسمت الأمل في تلك النافذة الصغيرة، التي مهما صغر حجمها، إلا أنها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة، رسمت الحلم في سلسلة من اللوحات لفتاة تطير بخيالها للغيوم، تحلم بحياة أفضل على أمل الوصول، فالأمل يجعل الحلم أجمل، أحب أن أرسم المألوف بطريقة غير مألوفة».

مشاركة :