مع بث وكالة الأنباء الألمانية لخبر اعتماد السعودية للريال المعدني كخيار بديل عن الريال الورقي، وقعت الوكالة في فخ الشائعات التي أفسدت مواقع التواصل الاجتماعي لتتورط هي، وتورّط غيرها من المؤسسات الإعلامية المشتركة معها التي سارع بعضها إلى نشر الخبر نقلا عنها. ورغم أن وكالة الأنباء الألمانية تعد من وكالات الصف الثاني بعد الوكلات العالمية الثلاث الشهيرة، رويترز، وفرانس برس، واسوشيتد برس، إلا أن اعتمادها لبث خبر كهذا يدل على تعاظم المصادر الإخبارية عبر تويتر وفيسبوك من جهة، لكنه أيضا لا يزكيها. والناس في النقل عن مواقع التواصل الاجتماعي مذاهب تبلغ حد التطرف يمينا ويسارا، لكن الواضح للجميع أن شخصيات عالمية في جميع المجالات ومن جميع الجنسيات من أصحاب القرار هم أفراد فاعلون في هذا العالم لذا فهم أسرع وسيلة في نشر أخبارهم كلٌ في مجاله. ويقول خبير في عالم التقنية : المسألة في غاية البساطة إذا أعلنت شخصية مشهورة ما عبر فيسبوك أو تويتر عن معلومة معينة، فكيف بعد هذا لأي وكالة أو صحيفة نفي ما قالته هذه الشخصية بذاتها، وأضاف: الإشكالية في هذه الحالة تكمن في الثقة بمصداقية الحساب وكونه ليس مزورا، وهو ما أصبح ممكنا عبر أدوات التوثيق التي أتاحها كلا تويتر وفيسبوك. وقضية التوثيق بحد ذاتها ليست وقاية أكيدة من الاختراق والتزوير، فحساب وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد اخترق مساء الأحد رغم أنه موثق وغردت فيه تغريدات عدة وتم تغيير كل معالم الحساب قبل أن يتمكن الوزير من استرجاعه خلال ساعات. وعودا على بدء، فالوكالة التي جاء في نص خبرها أن مؤسسة النقد أصدرت بيانا يفيد فعلا بوقف التعامل بالريال الورقي ربما حاولت القيام بسرقة دقائق معدودة في سرعة نشر الخبر الذي كانت الأجواء التي خلقتها مواقع كتويتر وفيسبوك تدل على أن بثه رسميا بات من المعلوم بالضرورة، واعتمادا على ثقة الناشر بمصدره في التواصل الاجتماعي التي هي في الحقيقة لا تعدو كونها تغريدات من هنا وهناك، وصورة لورقة "أي فور" تم لصقها على باب زجاجي على أنها تعميم حكومي! جعل ضربتها الاستباقية ترتد عليها لتكشف أن عشرات الآلاف من التغريدات في هاشتاق الريال المعدني كانت كلها ضحية لمعلومة مغلوطة.
مشاركة :