حلفاء الأسد يهدّدون أميركا بالرد على أي هجوم

  • 4/10/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هددت موسكو وحلفاؤها الداعمون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بالرد على أي عمل عسكري أميركي جديد في سوريا، وأكدت واشنطن أن لا حل للازمة السورية مع بقاء الأسد، فيما وجهت روسيا انتقادات لاذعة إلى بريطانيا بعدما ألغى وزير خارجيتها زيارة لموسكو. واعتبرت غرفة العمليات المشتركة لقوات الحلفاء (روسيا وإيران والقوات الرديفة) في سوريا أنهم «مستعدون للرد بقوة على أي عدوان وأي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل أي كان وأن أميركا تعلم القدرات على الرد جيداً». وقالت غرفة العمليات إن ما أسمته «العدوان الأميركي على سوريا تجاوز واعتداء على سيادة الشعب والدولة وأن سوريا تحارب الإرهاب المتعدد الجنسيات منذ ست سنوات نيابة عن العالم. واستنكرت أي استهداف للمدنيين أياً كانوا». وأضافت: إن فعل أميركا هذا لن يثنينا عن محاربة الإرهاب والقضاء عليه، وسنتابع قتالنا إلى جانب الجيش العربي السوري والقوات المسلّحة السورية والصديقة، وسنعمل معها لتحرير كل الأراضي السورية من رجس الاحتلال أياً كان». على الأسد الرحيل من جانبها اعتبرت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي أنه لا يمكن للأسد البقاء في السلطة بعد الهجوم الكيميائي في خان شيخون. وقالت هايلي، في مؤشر على تغيير محتمل في نهج إدارة الرئيس دونالد ترامب حيال الملف السوري خلال تصريحات لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية ليس هناك أي خيار لحل سياسي والأسد على رأس النظام. وتابعت «إن نظرتم إلى أعماله، إن نظرتم إلى الوضع، سيكون من الصعب رؤية حكومة مستقرة ومسالمة مع الأسد». وقالت هايلي إن «تغيير النظام هو أمر نعتقد أنه سيحصل»، مضيفة أن واشنطن تركز أيضاً على قتال تنظيم داعش في سوريا والحد من النفوذ الإيراني. أولوية قتال «داعش» وتأتي مواقف هايلي غداة تصريحات لوزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون أكد فيها أن أولوية بلاده في سوريا تبقى هزيمة تنظيم داعش حتى قبل أن يتحقق الاستقرار. وقال تيلرسون في مقابلة لشبكة «سي بي إس» التلفزيونية، من المهم أن تبقى أولوياتنا واضحة. ونعتقد أن أولى الأولويات هي هزيمة تنظيم داعش. وتساءل تيلرسون أمس، قبل يومين من زيارته موسكو، عن النوايا الفعلية لروسيا في سوريا معتبراً أنها بدت «غير مؤهلة» للإشراف على تفكيك الترسانة الكيميائية لنظام الأسد. وقال لشبكة إيه بي سي «هذا سيكون جزءاً من المباحثات التي سنجريها حين أصل إلى موسكو هذا الأسبوع. سأطلب من وزير الخارجية (سيرغي) لافروف والحكومة الروسية أن يفيا بالتزاماتهما حيال المجتمع الدولي حين وافقا على ضمان التخلص من الأسلحة الكيميائية». موسكو ولندن في الأثناء، وجهت روسيا انتقادات لاذعة إلى بريطانيا التي قالت إنه ليس لها «تأثير حقيقي» على الساحة الدولية، إثر إلغاء وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون زيارته المقررة إلى موسكو. وقال بيان للخارجية الروسية إن إلغاء الزيارة «يؤكد مرة ثانية الشكوك حول القيمة المضافة للحوار مع البريطانيين، فنحن لا نعرف موقفهم من معظم الأحداث الراهنة». ووصف البيان البريطانيين بأنهم «لا يملكون تأثيراً حقيقياً في مسار العلاقات الدولية، ويقبعون في ظل شركائهم الاستراتيجيين». وتابع البيان الروسي «لا نعتقد أننا نحتاج إلى حوار مع لندن بقدر ما تحتاجه لندن معنا». وأشار البيان إلى أن هناك «سوء فهم أساسياً وجهلاً حول ما يحدث في سوريا وحول الجهود الروسية لحل الأزمة». وأعلن جونسون السبت أنه لن يسافر إلى موسكو الأسبوع المقبل، موضحاً أن «التطورات في سوريا غيرت الوضع بشكل جذري». ونفى النظام السوري استخدام السلاح الكيميائي وسعت موسكو إلى رد الاتهام عن حليفها الرئيس السوري بشار الأسد وقالت إن الطائرات السورية قصفت مخزن أسلحة للمسلحين حيث كان يتم وضع «مواد سامة» داخل القذائف. مسؤولية بالوكالة وانتقدت الحكومة البريطانية دور روسيا في سوريا أمس، قائلة إنها مسؤولة «بالوكالة» عن مقتل مدنيين في هجوم خان شيخون. وكتب وزير الدفاع مايكل فالون في صحيفة ذا صنداي تايمز «على روسيا أن تظهر التصميم اللازم لإسقاط هذا النظام». وأضاف «روسيا هي الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد». وقال «بالوكالة روسيا هي مسؤولة عن مقتل المدنيين الأسبوع الماضي». وأكمل «إذا كانت روسيا تريد أن لا تتحمل مسؤولية الهجمات المستقبلية، فإنه يتعين على الرئيس الروسي فلادمير بوتين أن يفي بالتزاماته لتفكيك ترسانة الأسلحة الكيماوية لدى الأسد، وأن يتعاون مع عملية حفظ السلام الأممية». وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن تركيا لا تزال ملتزمة بوقف لإطلاق النار في سوريا لكن روسيا يجب أن تكف عن الإصرار على ضرورة بقاء الأسد في السلطة. وأضاف في تصريحات نقلتها قناة (تي.ار.تي خبر) الرسمية على الهواء مباشرة أنه أبلغ نظيره الروسي بأن موسكو لم تتخذ الخطوات اللازمة في مواجهة انتهاكات لوقف إطلاق النار في سوريا. تحقيق فوري ودعا وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل لإجراء تحقيق فوري على أيدي مفتشي الأسلحة الكيميائية الدوليين بعد هجوم خان شيخون. وقال جابرييل في تصريحات خاصة لصحيفة «بيلد أم أم زونتاج» الألمانية الأسبوعية: «من المهم أن يتسنى للأمم المتحدة وخبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الوصول فوراً وإجراء تحقيقاتهم بدون أي عراقيل». وأشار وزير الخارجية الألماني إلى أن كثيراً من الأشخاص يساورهم قلق حالياً ويتخوفون من احتمالية نشوب حرب بين القوتين العظميين. ولكن جابرييل أعرب عن ثقته في أنه لن يحدث مثل هذا التصعيد للعنف. ونقل رئيس وزراء اليابان شينزو آبي أمس للرئيس الأميركي دونالد ترامب دعمه لإصرار واشنطن على منع استخدام أسلحة كيماوية في سوريا. وقال آبي لترامب عبر اتصال هاتفي «أؤيد إصرار الولايات المتحدة للوفاء بمسؤوليتها لردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية».

مشاركة :