فاطمة البنوي ومبادرات الشباب الإبداعية

  • 4/10/2017
  • 00:00
  • 78
  • 0
  • 0
news-picture

وفي تتمة للزيارة البريطانية الخاطفة وبعد إلقائي المحاضرة التي تحدثت عنها في مقالي السابق، تلاها يوم من اللقاءات البحثية ضمن ورشة العمل التي أعدتها كلية لندن للاقتصاد LSE وضمت عدداً من المختصات والمختصين ما بين الخليج والعالم العربي والقانون الدولي في جلسات تدور حول الممارسات القانونية التي تميز ضد النساء والموقف القانوني الدولي والخليجي منها سوف تخرج في كتاب قريباً. ولعل إكمال الأيام الثلاثة بتخصيص الثالث لمانشستر على الرغم من ضيق الوقت بين الوصول والمغادرة للحاق بالطائرة المقلعة من هيثرو لندن، كان مثمراً للتعرف على مجموعة أخرى من شاباتنا بالتحديد وبعض الشباب ممن أنهين وأنهوا أو مازلن في مرحلة التحضير للدكتوراه من جامعات الشمال الغربي لانجلترا كليدز وشيفيلد. أما المحاضرة نفسها وتفاصيلها فلا يسعني إلا أن أقدم قبلاً المتحدثة الشابة رفيقتي في هذه المحاضرة المانكيونية (نسبة إلى مانشستر) فاطمة البنوي، التي وإن اشتهرت بأنها "بركة" بطلة فلم "بركة تقابل بركة"، إلا أنها حرصت على ألا يُشار إلى هذه الصلة نهائياً طيلة المحاضرة التي أرادت لها أن تكون أكاديمية بحتة، تمثل خبرتها في دراسة الماجستير في علم النفس من جامعة هارفارد، وتشارك الجمهور مبادراتها الثقافية والفنية التي تعرفها جدة منذ كانت مراهقة، مروراً بـ "إيش حيقولوا عنك؟" لنايكي، واليوم تعرّفها بمشروعها الجميل الجديد، "قراءة القصص". وهو مشروع إبداعي نفسي فني فكري ثقافي يعمل على إقامة ورش كتابة قصة بخط اليد لمجموعات عمرية مختلفة على شرط ألا تزيد القصة عن صفحة واحدة مقاس A4 وبأي لغة كانت مما يمكن أن تعبر عن الإنسان. ولا يقتصر الأمر على الكتابة بل على التقديم التفاعلي أيضاً للقصص التي من غير هويات أمام جمهور يتماهى معها بطريقته الخاصة وتقوم فاطمة بتوثيقه كله والشروع على إصداره في كتاب قريباً. طرحَت هذه التجربة التي عرضَتها فاطمة أمام جمهور لا يختلف عمرياً عنها، مقدار الفجوة التي تفصل بين جيل كجيلي وجيل التسعينيات من شباب يبحث لنفسه عن مسارات أخرى لتعزيز هويته واحتياجاته وتعبر عنه بشكل لا يخضع للمحددات التقليدية وإنما بتكوينه هوية أخرى لنفسه تتمسك بدورها وبطريقتها بالأرض وثقافتها دون أن تقبل الإملاء أو بالاستجابة للمتوقع منها. كنت معجبة بعمق أسئلة الطالبات وإلمامهن بمواضيعهن وشجاعتهن الأدبية في طرحها وفي التعبير عن أنفسهن. كسر الصورة النمطية للمرأة السعودية كان تفاعلياً ما بين المتحدثتين والجمهور الذي تعدى الخطوط التنميطية بمراحل تجعلني أتفاءل وأتأمل الخير في أجيالنا الجديدة وفي قدرتها على حمل راية بناء الوطن بجدارة.

مشاركة :