أتى قصف البوارج العسكرية الأمريكية لقاعدة الشعيرات العسكرية السورية، في الوقت الذي تقوم وزارة الداخلية الإيرانية ومجلس صيانة الدستور تقوم بدراسة تقديم موعد إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة. وفي ظل الصراعات القائمة بين الإصلاحيين والأصوليين من جهة أخرى. ومحاولة روحاني الرئيس الحالي الوصول إلى سدة الحكم وكسب مرحلة أخرى. والكثير من المشاهدات التي تنبئ بعودة أحمدي نجاد لخوض معركة انتخابية جديدة. مما يضغط على التيار الإصلاحي لتحسين سمعته لدى الشعب، الذي لم ينعم بأي مما وعد به الأخير. الفساد الذي نخر بطانة الداخل، وأشعل غضب الإيرانيين، كل ذاك يجعل التنبؤ ممكنا بانسحاب إيران من سوريا، وترك الأسد وحيدًا، أمام صواريخ أمريكا. أمريكا التي بدورها تحركت أخيرًا لتضع حدًا لاستعداء النظام السوري على حياة الأبرياء. تاريخ إيران حافل بالخيانات، ليس فقط تجاه أبناء الثورة الذين قامت بتصفيتهم بعد وصول الخمييني إلى كرسي الحكم، ليس هذا وحسب. بل تغيير الحلفاء حسب المصالح. وليت المصالح المعنية تعود للشعب الإيراني، لكانت تلك سياسة لا يمكن انتقادها، فالسياسية الناجحة تعتمد على حسن اختيار الحليف، بغض النظر عن الإيديولوجيات والعواطف. لكن السياسية الإيرانية تختار الحلفاء وفقاً لصالح حفنة من أصحاب العمائم، مخلفات الثورة، المهووسين باستكمال طموح التوسع، والمُصِّرين على سياسة الكراهية وتوارث الأحقاد الكسروية. هؤلاء من يقبضون على مستقبل الإيرانيين. المضحك حقًا، أن سياسة استغفال الشعوب والضحك على الأبرياء، مازالت لعبة الملالي التي لا يطالها التحديث. هذا يبدو جليا في العراق المستلب اليوم، حيث تغيب التنمية وتنهض الإيديولوجيا الطقوسية بامتياز، حيث يصبح الفرد معدما، بلا منزل ولا وظيفة ولا كرامة، غير أنه «مرفّه» طائفيا. لا أدري إن كان تعبيري هذا مفهومًا، وقد أحاول شرحه لا حقًا. لكن المغزى أن الشعوب لم تعد مغفلة، ولم يعد ضرب الصدور أهم من لقمة العيش. إن لم تتوقف إيران عن استغباء الشعب الإيراني، ولم تسرع بتنفيذ وعودها، إنعاش اقتصادها، وترك الدول المجاورة لشأنها، فإن هناك في الأفق ما ينبئ بانفجار شعبي ينتظر الشارع الإيراني. وسيكون هذا قريبا. عودةً لصواريخ ترامب التي كانت صفعة في وجه بشار، في الوقت الذي كان يحتمي بروسيا وإيران، ويطلق أسلحته الكيماوية في وجوه العزل، إنها أيضًا، جرس إنذار لإيران، علها تهتم لشؤونها الداخلية، وتترك شعوب الجوار تتدبر شؤونها أيضًا. ما يهمني هنا هو الشعب السوري، هل بدأ العد التنازلي لنهاية عهد الديكتاتور؟ هل تنسحب إيران وتترك الأسد يواجه حسم مصيره؟ هذا ما ستنبئ به الأيام القادمة والمصيرية. نقلا عن الجزيرة
مشاركة :