صراحة – وكالات : يعتزم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الطلب من رؤساء الدول “السبعة” تشديد العقوبات ضد موسكو، في وقت لمحت فيه وشنطن إلى أنها تدرس فرض عقوبات جديدة على روسيا وإيران بسبب سوريا. وحسب تقرير أوردته صحيفة التايمز البريطانية، فإن جونسون ينوي اتخاذ الهجوم الذي حصل بالأسلحة الكيماوية في محافظة إدلب مؤخرا، ذريعة لحثّ الدول الصناعية السبع الكبرى، على تبني إعلان مشترك، يدعون فيه روسيا إلى التخلي عن دعم الرئيس السوري بشّار الأسد وسحب قواتها من هناك، تحت طائلة فرض عقوبات جديدة عليها تضاف إلى تلك التي فرضتها الدول الغربية على موسكو بسبب ما تزعمه عن تورطها في الأزمة الأوكرانية. وذكرت التايمز، في تقريرها، أنه قد تم إعداد وثيقة العقوبات العتيدة ضدّ روسيا، لعرضها على اجتماع وزراء خارجية الدول الصناعية السبع الكبرى المقرر في إيطاليا. وهي تهدف قبل كل شيء “لجعل الحياة صعبة جدا” بالنسبة للمسؤولين الحكوميين الروس. ويشار إلى أن روسيا كانت عضوا في مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبار(G8) التي ليس لها نظام تأسيسي أو تنظيمي، وعندما امتنع بقية الأعضاء في يونيو/حزيران 2014 عن حضور قمة لهذه المجموعة كانت مقررة في موسكو تحت ضغوط هائلة مارستها واشنطن أنذاك، تجاهل الكرملين هذه المنظمة ولم يبد أي حماسة للعودة إليها، واعتبر الرئيس فلاديمير بوتين أن منظمة “الدول العشرين” الممثلة بلاده فيها أهم بكثير من هذه المنظمة التي تعتبر ناديا للدول الغنية. وقالت الصحيفة إن جونسون مؤمن بأن حادث استخدام الأسلحة الكيماوية في إدلب، والرد العسكري السريع من جانب الرئيس دونالد ترامب، الذي أمر بتوجيه 59 صاروخا مجنحا ضدّ قاعدة تابعة لسلاح الجو السوري في حمص، هو فرصة جديدة للتخفيف من معاناة البلاد بعد ست سنوات من الحرب الأهلية. وكانت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، قد أعلنت أن الرئيس الأمريكي يدرس إمكانية فرض عقوبات جديدة على روسيا وإيران بسبب سوريا. وقالت، أثناء مقابلة مع قناة CNN، الأحد”: يعتزم الرئيس بحث المسألة، ونبحثها بالفعل”. وزعمت أن لدى بلادها “أدلة سرية” تثبت أن الطيران الحربي السوري استخدم الأسلحة الكيميائية في بلدة خان شيخون، مضيفة: “سيتم الكشف عنها لاحقا وسيصبح جليا للجميع ما حدث هناك بالضبط”. وقالت، مشددة: “نتحدث عن الدلائل التي رأيناها ورآها الرئيس (الأمريكي دونالد ترامب)، ونعلم ما حدث. ليست لدينا أية شكوك في هذا الشأن”. وفي معرض إجابتها عن سؤال: ماذا تعرف الولايات المتحدة تحديدا عن دور روسيا في الهجوم الكيميائي المنسوب إلى الحكومة السورية؟ قالت المسؤولة الأمريكية: “نعرف بالتأكيد أن على روسيا تقديم إجابات محددة”. وتابعت: “إما أنهم (الروس) عرفوا عن الأسلحة الكيميائية وعن استخدامها، وأخفوا ذلك عن المجتمع الدولي ببساطة، وإما خدعهم الأسد الذي يمتلك الكيميائي وهم كانوا غير مدركين ذلك على الإطلاق”. وأكدت أن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، سيثير موضوع مسؤولية روسيا عن إتلاف ترسانة دمشق الكيميائية خلال زيارته لموسكو يومي 11-12 أبريل/نيسان الجاري. وأضافت هايلي: “حسنا أن وزير الخارجية سيتوجه إلى روسيا الأسبوع القادم، أتوقع أن نتلقى إجابات كثيرة نتيجة هذا اللقاء”. وذكرت صحيفة “صاندي تايمز” أن تيلرسون يخطط لتوجيه اتهامات ضد موسكو بعدم الوفاء بالتزاماتها التي قطعتها في العام 2013 بشأن تدمير الكيميائي السوري. وفي موسكو، أكد قسطنطين كوساتشوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، أن الرئيس الأمريكي في حال فرضه عقوبات جديدة على روسيا لدعمها الحكومة السورية، سيقطع بذلك طريقه التراجع على نفسه ويدمر الجسور. وقال إن التصريحات حول إمكانية تشديد العقوبات ضد روسيا وإيران لدعمهما سوريا، تؤكد أن ترامب لم يحقق جميع الأهداف المخطط لها بالضربة الصاروخية على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للجيش السوري في 7/4/2017. وأوضح البرلماني الروسي هذه الاهداف، بالقول: “قبل كل شيء، اطمئنان أولئك الذين يريدون سفك الدماء في سوريا من خلال أتخاذ إجراءات أخرى حاسمة ضد روسيا على نحو يتعارض مع موقف روسيا”. وأكد كوساتشوف، وهو يستخدم عبارات مجازية، يبدو أن ترامب سيسير على “طريق خطير” في حال فرض هذه العقوبات الجديدة، لأنه لا يمكن إطعام “الذئاب” التي لا تشبع أبدا في واشنطن ، على حساب “الأغنام”، أي علاقات جيدة مع روسيا ومواجهة العدو المشترك (الإرهاب). ووصف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي(المجلس الأعلى للبرلمان) على صفحته في “فيسبوك” رفض واشنطن عرض الأدلة التي ادعت أنها تثبت وقوف دمشق وراء الهجوم الكيميائي في خان شيخون، بالـ “وقح”. واعتبر كوساتشوف أن الرفض الأمريكي هذا يمثل نموذج “الانعدام التام للعلاقة السببية بطريقة أمريكية أو، بعبارة أخرى، الوقاحة الأمريكية المبنية على التلاعب بالحقائق والكذب”. وتساءل: “ولماذا نسي الأمريكيون إطلاع الروس ومجلس الأمن الدولي والعالم أجمع على تلك الدلائل؟”.
مشاركة :