قدم الفريق المكون من خمس مهندسات سعوديات والمتأهل إلى نصف نهائي /تحدي22/ "جائزة الابتكار الإقليمية التي أطلقتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث"، مقترحا مطورا من مشروعن البحثي يهدف لتطوير حل مستدام صديق للبيئة يتمثل في الاستفادة من مخلفات ألياف النخيل في تصنيع مقاعد الملاعب الرياضية والتي يمكن أن تكون واقعا حقيقيا في بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022. وتهدف المسابقة لدعم المبتكرين العرب ورعاية أفكارهم التي من شأنها أن تسهم بتقديم حلول مبتكرة لاستضافة وتنظيم الفعاليات الكبرى وإحداث أثر مستدام في المجتمعات العربية. ويضم الفريق كلا من : نوره الربيق، سهيلة الخواشكي، ندى حبودل، أروى العنقري ونورين مندوره، وهن من أوائل المهندسات السعوديات المتخرجات من قسمي الهندسة الميكانيكية والصناعية من جامعة الفيصل في المملكة العربية السعودية ويعمل الفريق على الاستفادة من الكتل البيولوجية الهائلة الناتجة عن مخلفات النخيل لاستخدامها في تصنيع مادة مركبة من الألياف يمكن أن تستخدم كبديل طبيعي مستدام للبلاستيك المستخرج من البترول. يشار إلى أن فكرة المشروع قد بنيت على العديد من الدراسات المبدئية التي بدأها الفريق منذ عام 2015 بجامعة الفيصل بالتعاون مع سابك، من خلال دراسة الخصائص المختلفة للمواد الناتجة من ألياف النخيل الطبيعية سواء كانت الخصائص الميكانيكية أو تحملها للحرارة والضغط وخلافها من الخصائص التي تؤهلها لتكون مكونا أساسيا للعديد من المنتجات ومن بينها مقاعد الملاعب. ليقوم بعد ذلك الفريق وبمجهودات فردية بالعمل على إنتاج العينات المبدئية من تلك المادة المصنعة من مخلفات ألياف النخيل الطبيعية للتعرف على جدوى وملابسات العملية الإنتاجية. وقد شجعت النتائج التي تحصل عليها الفريق في الاستمرار في المشروع وتقديمه في /تحدي 22 / في مجال الاستدامة، من أجل توفير بديل مستدام، صديق للبيئة لإنتاج واحدة من العناصر الهامة في منافسات كرة القدم وهي مقاعد الجماهير والمشجعين. وتمثل الاستدامة عنصراً هامة في هذا المشروع حيث ستكون المادة المركبة المنتجة من ألياف النخيل الطبيعي هي المكون الأساسي للمقاعد بعد خلطها بالبلاستيك المعاد تدويره . وسيساهم المشروع في تدوير مخلفات النخيل بعد معالجتها وتدوير مخلفات البلاستيك أيضا، هذا إلى جانب أن المقعد نفسه يمكن إعادة تدويره وتشكيله وتصنيع شيء مختلف منه مما يحد من الأضرار البيئية التي قد تنتج من تصنيع مقعد جديد من البلاستيك. ووفقا للدراسات المبدئية التي أجراها الفريق للتعرف على الجدوى الاقتصادية للمشروع تبين أنه باستخدام ما يقارب 1- 3 بالمائة فقط من إجمالي مخلفات النخيل السنوية للمملكة العربية السعودية (75 ألف طن) يمكن إنتاج بين 40 و 60 ألف كرسي، ويقدر سعر الطن الواحد من مخلفات النخيل من 100 إلى 150 دولار أمريكي والذي يعد سعرا رمزيا جدا هذا إلى جانب وجود العديد من المؤسسات التي تعاني للتخلص من تلك النفايات. وتحدثت المهندسة نوره الربيق قائدة الفريق عن الدافع وراء المشروع قائلة: "لطالما كان النخيل جزءا من ثقافتنا العربية، نستظل بسعفه ونصنع من جذوعه سقوف وأعمدة بيوتنا، وينفرد العالم العربي بنحو 70 بالمائة من عدد 120 مليون نخلة في العالم، كما أن مخلفات النخيل في المملكة وحدها تصل إلى 75 ألف طن سنويا، وكان هذا دافعا لنا لتقديم حل مستدام للاستفادة من تلك النفايات عوضا عن حرقها أو دفنها في الصحراء". وأضافت عن طموحهم من تلك الفكرة قائلة: "طموحنا أن يكون /تحدي 22/ فرصة أن نظهر للعالم قدرات العقول العربية والخليجية النيرة الساعية لإيجاد حلول مستدامة، ومهتمة بالبيئة وحريصة وطموحة على تعزيز ثقافة الإنتاج المحلي. ونتمنى أن يكون /تحدي 22/ هو المنصة التي ننطلق منها لتحقيق أهدافنا سواء كان من خلال الدعم لتسجيل براءة الاختراع كهدف مرحلي، أو الهدف الأكبر وهو تنفيذ الفكرة واستخدام مقاعد مصممة ومنتجة محليا من ألياف النخيل في ملاعب بطولة كأس العالم قطر 2022 لتضفي لمسة خليجية وعربية مميزة في هذا الحدث الكبير". وعن تنوع المهارات والخبرات في الفريق قالت نوره: "الفريق يمتاز بأنه من خلفية هندسية مكون من خمس من أوائل خريجات الهندسة في المملكة، 3 من تخصص الهندسة الميكانيكية و 2 من تخصص الهندسة الصناعية. كما أن بعض أعضاء الفريق لديهم معرفة بسيطة عن عالم الأعمال والأعمال الهندسية التجارية وكيفية إدارة مثل هذا المشروع". الجدير بالذكر أن الفرق المتأهلة للمرحلة الثانية حظيت بدعم وتوجيه نخبة من المختصين والخبراء في العالم العربي وذلك عبر شبكة /تحدي 22/ من الشركاء المحليين والإقليميين من المؤسسات وحاضنات الأعمال لدعمهم في تقديم مقترح مطور، بالإضافة إلى حضور ورشتي عمل قدمت بالتعاون مع شركاء البرنامج أسترولابز، وسيتم الإعلان عن الفرق المتأهلة لنهائي /تحدي 22/ في منتصف شهر إبريل الحالي. وستتم دعوة المتأهلين للمرحلة النهائية إلى الدوحة للمشاركة في ورش عمل وجلسات مع مرشدين متخصصين في مجالات مختلفة لتطوير أفكارهم وتقديمها وعرضها أمام لجنة التحكيم في الحفل الختامي للدورة الثانية من /تحدي 22/.;
مشاركة :