الروائي سنان أنطون: الكتابة حوار مع السلطة

  • 4/10/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ليلاس سويدان | أقيم في مكتبة «تكوين» حوار مع الروائي العراقي سنان أنطون، أداره محمد ماجد العتابي، تناول عدة موضوعات تتعلق بالكتابة والنشر والرواية، ودور المثقف في زمن الثورات والحروب والمذابح وقدرة الأدب على تشكيل الوعي. تحدث أنطون بداية عن علاقته بالمكتبات منذ الطفولة، وقال بعيدا عن النوستالجيا التي لا مفر منها، إن بغداد كان فيها الكثير من المكتبات، وإنه كان محظوظا بوجود مكتبة في بيت أسرته، إضافة لوجود مكتبة المدرسة التي كانت غنية بالكتب، لذلك شراء الكتب مترسخ في ذاكرته ولا يستطيع تذكر أول مرة اشترى فيها كتابا. ثم أجاب عن سؤال عن اللحظة الفارقة التي أطلق فيها شرارة الكتابة، فقال إن الأطفال المراهقين في العراق علاقتهم بالشعر كعلاقة كرة القدم في البرازيل، فكل واحد منهم يحلم بأن يكون شاعرا، وتحدث عن المرحلة الأولى للكتابة والتي نشر فيها هو وصديقه في المدرسة مجلة كتباها باليد، ثم كتابته لرسائل الحب لأصدقائه ليرسلوها لصديقاتهم في عملية أشبه بـ«عرضحالجي الحب»، إضافة لمحاولة كتابة نصوص شعرية ونثرية من دون نشر. لكن ظروف الحرب مع إيران وحضور الكتاب العرب لمهرجان المربد لتبجيل صدام حسين أيقظا وعيه بعلاقة الثقافة بالسلطة، واعتبار أن الكتابة هي حوار مع السلطة ومع النظام ومع الحياة. ثم المرحلة الثانية للكتابة التي كانت الأكثر جدية هي في سنوات الدراسة الجامعية التي حاول فيها نشر نصوص في جريدة محلية في العراق، لكنها رفضت لأنها نصوص «ليست تعبوية» كما قيل له، فاتجه للنشر في الخارج بمجلة «اليوم السابع» التي توزع في العالم العربي والعواصم الأوروبية. المثقف المواطن وتطرق سنان إلى علاقته بشعر سركون بولص، الذي اعتبر شعره بعد حرب 2003 انموذجا للتعامل مع الكوارث في العراق، والكتابة عن الضحايا وأشباح القتلى من دون إنتاج العنف والانتقام وكوارث جديدة. ثم أجاب عن سؤال حول إشكالية دور المثقف ما بين نشر الجمال أو دوره التوعوي النقدي، فقال إن المثقف بالنهاية مواطن ولو تعامل على هذا الأساس لقطعنا أشواطا كبيرة، وقال انه ضد المثقف «النبي» الذي يقود لليوتوبيا، وأثبتت الثورات والتعامل معها أن المثقفين فشلوا في هذا الامتحان، وأن على المثقف أن يكون عضويا لا نخبويا متعاليا. واعتبر أن  دور الأدب هو أن يقدم رؤية للعالم في زمن الصراعات والمذابح. رواية فهرس روايته الأخيرة «فهرس» كانت موضوع سؤال أيضا حول كونها رواية تجريبية، أجاب عنه بقوله انه حاول أن يكتب بشكل جديد، ولكن من دون شكل «تزويقي»، بحيث يكون للشكل علاقة جدلية مع  المحتوى، فسركون بولص ملهمه، كما قال، في الكتابة بطريقة جديدة من دون التخلي عن العناوين الرئيسة. من الموضوعات التي تطرق اليها أيضا أثناء إجابته عن أسئلة العتابي مدير الحوار وأسئلة الحضور، قدرة الأدب على خلق التغيير وتحريك الوعي، فالثقافة- كما قال- حيز يتم فيه إنتاج أفكار عن الوطن والحرية والتغيير، فكثير ممن خرجوا ولديهم الإيمان بإمكانية إسقاط طاغية، كان في أرشيفهم الشخصي أغان وشخصيات من روايات، لأننا نعيش العالم ونستوعبه من خلال سرديات كثيرة مختلفة تأتينا من الأفلام والأساطير والروايات. تأثير الأدب والثقافة في الذاكرة كبير، كما قال، ولكن يجب ألا نتوقع المستحيل من الأدب، فهو ليس منصة فقط للتغيير السياسي، لكنه يلعب دورا لغويا ونصيا وجماليا، وفي الوقت نفسه يصور لنا بطريقة، غير مباشرة، الحياة التي يجب أن نحلم بها، ولكن يجب ألا نلوم الروائيين والشعراء لأنهم لم يكتبوا روايات واشعارا ثورية. مأزق الأدب المترجم من الأسئلة التي طرحت على سنان أنطون، تساؤل حول وضع الأدب العربي في الغرب، وأن ما يترجم منه ليس أكثر من كتب تمثل الأكثر مبيعا، بغض النظر عن قيمتها الأدبية، وكيفية الخروج من مأزق عدم النظرة بجدية إلى الكاتب العربي، كصاحب أساليب سردية وأفكار تضيف للأدب وليس مجرد متلصص على مجتمعه، فأوضح ان مبادرات الترجمة التي تقف بعيدا عن النظرة الاستشراقية التقليدية هي من دور النشر الصغيرة ومبادرات فردية. دور النشر الكبيرة مهتمة بالربح فقط، وهي كتابات تعيد ترسيخ الصورة النمطية للعالم العربي. وتحدث عن أهمية المراجعات النقدية التي تنشر في صحف كبيرة والتي تضمن لفت الانتباه لكتاب ما وزيادة مبيعاته، كما حدث مع رواية إلياس خوري «باب الشمس» التي رفضت نشرها كل دور النشر الكبيرة، ونشرتها دار نشر صغيرة إلى أن نشرت المراجعة في «نيويورك تايمز» ووقتها اهتمت دور النشر الكبيرة بها. جانب من الحضور

مشاركة :