واشنطن تعزز حماية قواتها بسوريا مع احتدام التوتر مع حلفاء الأسد

  • 4/10/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن – أجرى الجيش الأميركي تعديلات طفيفة على أنشطته العسكرية في شمال سوريا لتعزيز حماية قواته التي تدعم على الأرض قوات سوريا الديمقراطية. وتنشر الولايات المتحدة نحو ألف من قواتها في سوريا في مهام لتقديم المشورة وتدريب مقاتلين يحاربون تنظيم الدولة الإسلامية كما تنفذ ضربات جوية ضد المتشددين. ولا تزال الضربات مستمرة. ولكن في ظل تحليق طائرات أميركية في سماء سوريا المزدحمة يبقى سؤال مهم وهو هل ستحافظ الولايات المتحدة وروسيا على قناة اتصال عسكرية لتجنب أي حوادث عارضة. ونظرا لوجود أفراد روس في جزء من قاعدة الشعيرات التي استهدفها هجوم صاروخي أميركي الأسبوع الماضي، استخدمت الولايات المتحدة قناة الاتصال لإخطار موسكو بالهجوم سلفا لتفادي أي إصابات في صفوف الروس أو إساءة فهم الضربات بأنها هجوم عليهم. ومنذ ذلك الحين توقف الجيش الأميركي الذي أكد صباح الجمعة أنه يعتقد أن خط الاتصال لا يزال نشطا، عن التعليق على مسألة قناة الاتصال. وذكرت وسائل إعلام روسية أن موسكو علقت الاتفاق الذي يسمح باستخدام هذه الاتصالات وذلك في خطوة قد تزيد من مخاطر وقوع اشتباك عارض. وتأتي التعديلات التي وصفها مسؤولون أميركيون بأنها طفيفة بعد أيام من توجه الولايات المتحدة الأميركية ضربة صاروخية لقاعدة الشعيرات العسكرية السورية. كما تأتي التعديلات مع احتدام التوتر مع حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد وبينها حزب الله وموسكو وطهران. وكانت غرفة العمليات المشتركة التي تضم حلفاء دمشق قد توعدت بالتصدي لأي عدوان جديد على سوريا أيا كان مصدره. وقالت الغرفة ومقرها سوريا في بيان نشره موقع صحيفة الوطن القريبة من النظام السوري، إن ما قامت به الولايات المتحدة "من عدوان على سوريا هو تجاوز للخطوط الحمراء" محذرة أنه "من الآن فصاعدا سنرد بقوة على أي عدوان وأي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل أي كان"، مضيفة أن واشنطن "تعلم قدراتنا على الرد جيدا". ورفض المسؤولون الأميركيون مناقشة الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة بعد الضربة الجوية التي لاقت إدانة شديدة من دمشق وطهران وموسكو وأرجعوا ذلك لدواع أمنية. لكن أحد المسؤولين الذي طلب عدم نشر اسمه شدد على أن الضربة الأميركية لم تتسبب في إبطاء الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأبدت دول جنوب أوروبا (فرنسا وايطاليا واسبانيا والبرتغال واليونان ومالطا وقبرص) الاثنين في مدريد "تفهمها" للضربة الأميركية في سوريا بعد الهجوم الكيميائي الذي استهدف بلدة خان شيخون في شمال غرب البلاد في الرابع من نيسان/أبريل. وقالت الدول في بيان مشترك إن "الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة لقاعدة الشعيرات الجوية في سوريا كانت تنطوي على نية يمكن تفهمها بمنع وردع انتشار واستخدام أسلحة (كيميائية) مماثلة وانحصرت بهذا الهدف". وكانت العديد منن دول العالم بينها دول الخليج قد أيدت الضربة الصاروخية الأميركية. وتتحسب الولايات المتحدة أيضا لهجمات على قواتها قد يشنها تنظيم الدولة الاسلامية، حيث تدعم وحدات أميركية قوات سوريا الديمقراطية التي اقتربت من معقل التنظيم المتطرف في الرقة. وتسير القوات الأميركية دوريات في مدينة منبج منذ فترة للحيلولة دون وقوع اشتباكات بين الوحدات الكردية والقوات التركية التي استهدف في وقت سابق مواقع تحت سيطرة الأكراد. كما توجد تلك القوات على خط تماس مع وحدات من الجيش السوري النظامي. والأحد أعلن مقاتلو تحالف سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة سيطرتهم بالكامل على مطار الطبقة الواقع في محافظة الرقة والذي كان يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية. ويضم هذا التحالف قوات كردية وعربية يدعمها التحالف الدولي بقيادة واشنطن وقد أعلن في مارس/اذار سيطرته على ما بين "60-70 بالمئة" من المطار. وقال مقاتلو سوريا الديمقراطية الواقفون وسط طائرات محطمة الأحد إنهم يأملون في تحويل المطار قريبا إلى قاعدة لاستهداف الدولة الإسلامية. وقال قائد في غرفة عمليات غضب الفرات التي تهدف لاستعادة الرقة من قبضة الدولة الإسلامية "سيطرنا على المطار بشكل كامل وإن شاء الله بالمستقبل القريب... المطار ستصبح به قاعدة جوية لتحالف قوات سوريا الديمقراطية لنضرب معاقلهم في محافظة الرقة معقل داعش الرئيسي." ويحارب تحالف سوريا الديمقراطية متشددي التنظيم بالقرب من سد الطبقة والقاعدة الجوية غربي مدينة الرقة في حملة متسارعة الوتيرة لاستعادة أهم معاقل التنظيم في سوريا.

مشاركة :