قصفت البحرية الأمريكية بعشرات من صواريخ (توما هوك) عدداً من الأهداف العسكرية المعادية في مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي ، بعد أن أمر الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) بتوجيه ضربات قاصمة إلى المواقع العسكرية والكيماوية للنظام السوري ، وقال مسؤول عسكري أميركي رفيع إن مدمرتين أميركيتين أطلقتا من شرق البحر الأبيض المتوسط أكثر من خمسين صاروخاً على قاعدة جوية سورية تشمل مدرجاً وطائرات ومحطات للوقود رداً على هجوم بالغازات السامة على مدينة خان شيخون بريف إدلب ، واستهدف القصف مخزناً للأسلحة الكيميائية ، وأكد مراسل المعارضة السورية المسلحة من ريف حمص أن الضربة الأميركية القاصمة لمطار الشعيرات دمرت أكثر من 24 طائرة مقاتلة من نوع سوخوي وبرجاً للمراقبة ومستودعات للوقود، كما دمرت مدرجات المطار وبات عملياً خارج الخدمة ، وقال المراسل إن المطار المستهدف يقيم فيه خبراء وفنيون روس وإيرانيون، مشيراً إلى أنه تم إبلاغ القوات الروسية قبل شن الضربة .وقال الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) إنه أمر بضربة عسكرية خاطفةٍ ومحدودة على القاعدة الجوية التي انطلق منها الهجوم الكيميائي في سورية بعد أن استخدم نظام الأسد غاز الأعصاب المحرّم دولياً لقتل الكثير من المدنيين والنساء والأطفال وأدعو كل الأمم المتحضِّرة إلى السعي لإنهاء المذبحة وإراقة الدماء في سورية وأوضح (ترامب) أن من مصلحة الأمن القومي لأميركا منع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً ، مؤكدا أنه ليس هناك شك في استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية محظورة ، وأشار إلى فشل المحاولات السابقة التي استمرت سنوات طويلة لتغيير سلوك الأسد الإرهابي . من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي (ريكس تيلرسون) الضربات العسكرية مناسبة، وتظهر أن ( ترامب ) مستعد لاتخاذ عملٍ حازمٍ رداً على الأعمال المشينة واللإنسانية لنظام الأسد وأشار تيلرسون إلى أن الولايات المتحدة لم تطلب أي موافقة من روسيا على الضربة الأميركية في سورية لأن ممارسات الأسد اللاإنسانية فاقت كل احتمال ، كما أن الرئيس (ترامب) لم يخبر وسائل الإعلام بما ينوي فعله حتى يوجه الضربة للأهداف المطلوبة مستغلاً عنصر المفاجأة ، لأن النظام السوري علم قبل 24 ساعة من وقوعها أن شيئاً ما سيحدث، وأن (ترامب) غير رأيه في مصير الأسد ، وأراد العسكريون الاحتفاظ بعنصر المفاجأة ، لأن النظام السوري يمكنه أن ينقل الطائرات والأسلحة الكيميائية من القاعدة لو علم بموعد الضربة ، وتابع أن للضربة أهدافا عسكرية وسياسية، وأنها وجهت رسالة واضحة لكل من موسكو وطهران وپيونغيانغ . وكانت واشنطن قد توعّدت بِردٍّ حاسمٍ ومناسبٍ على الهجوم بالسلاح الكيميائي المحظور دولياً الذي شنه نظام بشار الأسد على مدينة (خان شيخون) شمال غرب سورية ، كما طالبت برحيل الأسد ، وقد عقَّبَ رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) على القصف الأمريكي للأهداف العسكرية السورية قائلاً (بالأفعال لا الأقوال بعث الرئيس ترامب رسالة قوية وواضحة مفادها أن استخدام الأسلحة الكيماوية وترويجها غير مقبول ولا يحتمل) ودعمت إسرائيل قرار الرئيس الأمريكي(ترامب) دعماً كاملاً وتأمل أن هذه الرسالة الحازمة حيال الممارسات الفظيعة التي قام بها نظام الأسد قد دوّت ليس فقط في دمشق بل أيضا في موسكو وطهران وپيونغيانغ وفي أماكن أخرى . وأعلنت وزارة الخارجية السعودية الجمعة، تأييدها «الكامل للعمليات العسكرية» الأمريكية على قاعدة عسكرية في سورية، ردا على «الهجوم الكيميائي» في خان شيخون، الذي تسبب بمقتل 180 شخصاً، منوهة بـ«القرار الشجاع» للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية تنويهه «بهذا القرار الشجاع لفخامة الرئيس الأمريكي دونالد ، كما أيدته دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا وباكستان والهند ، وأيدته كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا ، وأُعلِنت حالة الإستنفار التام في قوات حلف شمال الأطلسي .عبدالله الهدلق
مشاركة :