قال الشاعر جميل صدقي الزهاوي :العدل كالغيث يحيي الأرض وابله والظلم في الملك مثل النار في القصبيقول المثل (رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة) وقد بدأ هذه الخطوة وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة الدكتور فالح العزب في تصريح إعلامي مؤخرا أن لدى الحكومة حزمة كبيرة لتنظيم السلطة القضائية فهناك بطء شديد في إجراءات التقاضي فالكثير من القضايا يستغرق سنوات حتى يحصل صاحب الحق على حقه بسبب كما ذكر الوزير التأخير في الدورة المستندية وهي التي أيضا السبب المباشر في تأخر غالبية المشاريع التنموية الكبرى .وزير العدل في مؤتمره الإعلامي تكلم عن الخطوط العريضة لتطوير مرفق القضاء مثل رؤية الموظف الشامل لسد النقص في الموظفين وإلغاء النظام الورقي واعتماد النظام الإلكتروني لسرعة الإنجاز وأن الحل الجذري لقضية تكدس القضايا وتأخر النظر فيها وإصدار الأحكام هو إنشاء محكمة اليوم الواحد وأن تلك الاقتراحات في تطوير عمل السلطة القضائية هي نتيجة عملية رصد لشكاوي المواطنين والمقيمين استمرت أربعة شهور للتعرف على المشاكل التي تتسبب في تعطيل مصالح الناس وتكدس القضايا .كلام جميل ووعود وردية أطلقها وزير العدل ولكن الواقع شيء آخر فهو لم يتحدث عن واجهة مباني المحاكم والمراجع لا يجد له موقف بسيارته وتبدأ المعاناة من مواقف السيارات ومن هنا تبدأ المعاناة وبعدها يدخل في متاهة في مباني المحاكم فهو يلف كثيرا من الغرف والقاعات حتى يصل إلى المكان المطلوب وهناك مناظر مؤذية يشاهدها المراجع وهي ملفات القضايا التي أحيانا تكون ملقاة على الأرض ويتم نقلها بطريقة بدائية من قاعات المحاكم إلى الأقسام والأرشيف الذي فيه الفوضى تضرب أطنابها في كل مكان حيث تضيع الملفات وهذه القضية بحاجة إلى نسف وتنظيم لأقسام الارشيف.هناك قضية في غاية الأهمية لم يتطرق لها وزير العدل ولعلها هي السبب الرئيسي في تكدس القضايا والتأخر في النظر فيها وهي قضية الإعلان التي غالبا ماتستغرق وقتا طويلا قد يصل إلى السنة أو أكثر إذا القضية يشترك بها عدة خصوم ومندوبي الإعلان أولا عددهم قليل وثانيا لايقومون بتوصيل القضايا إلى المعلن وغالبا ما يضعون على الملف عبارة (لم يستدل على العنوان) حتى يقبضون المرسوم وعندها يقومون بتوصيل القضايا إلى العنوان الصحيح وهي مشكلة يعاني منها كل مراجع ولعل قضية الإعلان هي المدخل للقضايا الأخرى في وزارة العدل.نعتقد أن الحل الجذري لقضية الإعلان هو تخصيص هذه الإدارة وتسليمها لشركة مثل الدي اتش ال التي تقوم بتوصيل الرسائل والأغراض داخل الكويت وخارجها حتى تكون هناك سرعة في توصيل القضايا العناوين وعدم تأخيرها والتلاعب أحيانا بهذه الأوراق حتى تتأجل القضايا ويطول النظر فيها ولابد من إلغاء قسم الإعلان لأنه غير قادر على التعامل مع كثرة القضايا .أما محكمة اليوم الواحد فهي حلم ولتكن البداية في محكمة السنة الواحدة لأن القضايا الآن تستغرق عدة سنوات ولو تم الانتهاء منها في سنة واحدة سوف يعتبر ذلك إنجازا.نقول لمعالي وزير العدل وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة الدكتور فالح العزب الكلام سهل وهو يذكرني بأغنية لبنانية اسمها (شو سهل الحكي) والأكيد أن مرفق القضاء بحاجة إلى نسف ونفضة قوية خاصة في إجراءات التقاضي التي تتم بصورة بطيئة جدا فلا يعقل أن قضية جنحة تستمر لعدة سنوات فكيف بقضايا الجنايات والمطلوب هو زيادة عدد القضاة وكذلك عدد القاعات والجلسات حتى يتم القضاء على قضية تكدس القضايا وأن يتم تقليص الدورة المستندية والتخلص من النظام الورقي وكتابنا وكتابكم فهو نظام قد عفا عليه الزمن وتمنياتنا للوزير النجاح في مهمته الصعبة والشاقة وأن لا يتم استبداله لأن الحكومة تحارب الوزراء الناجحين وتتمسك بالوزراء الفاشلين.أحمد بودستور
مشاركة :