في الرياضة الاحترافية بشكل عام، يسعى كل فريق أو لاعب إلى أن يكون الأفضل.. ولكن عندما يكون متفوقا بفارق شاسع عن باقي المنافسين، يبدو إنجازه وكأنه أقل قيمة، فالإنجاز تعلو قيمته كلما احتدم الصراع مع منافس آخر.والآن ورغم أنه لم يمر سوى سباقين اثنين فقط من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا1- بموسم 2017، ترجح المؤشرات الأولية أن الهيمنة التي فرضها فريق مرسيدس على منافسات فورمولا1- في المواسم الثلاث الأخيرة، قد انتهت بالفعل، وأن الموسم الجديد سيشهد صراعا شرسا يصعب خلاله التكهن بالبطل.وعانت سباقات فورمولا1- في الأعوام الثلاثة الماضية من الهيمنة المطلقة التي فرضها مرسيدس، حيث احتكر سائقاه البريطاني لويس هاميلتون والألماني نيكو روزبرج لقب فئة السائقين كما احتكر مرسيدس لقب فئة الصانعين بلا منازع.ولكن الموسم الجديد الذي انطلق بسباق الجائزة الكبرى الأسترالي في مارس الماضي وتواصلت منافساته بإقامة سباق الجائزة الكبرى الصيني في شنغهاي، شهد مؤشرات تفيد بأن الجماهير ستتمكن أخيرا من متابعة منافسة حقيقية بين فريقين وربما أكثر.وكان الألماني سيبستيان فيتيل سائق فيراري قد توج بالسباق الأسترالي ثم أحرز هاميلتون سباق الصين أمس، وتلاه فيتيل في المركز الثاني.وتوج هاميلتون في سباق أمس بفارق يزيد قليلا على ست ثوان أمام فيتيل وكان بإمكانه التفوق بفارق أكبر في حالة تطبيق استراتيجية أكثر فاعلية.واعترف هاميلتون بأن فيتيل فرض تفوقه خلال بعض اللفات وكان من الصعب عليه مضاهاته، لكنه نجح أيضا في التألق في لفات أخرى.وتوقع هاميلتون صراعا شرسا مع فيتيل هذا الموسم، حيث صرح عقب سباق أمس قائلا «ستكون واحدة من أكثر البطولات تنافسية، ربما تكون البطولة الأكثر تنافسية في مسيرتي.»وجاءت هذه التوقعات من هاميلتون المتوج بلقب بطولة العالم ثلاث مرات كان أولها قد حسم من خلال المنعطف الأخير في السباق الأخير بالموسم، وذلك في 2008.
مشاركة :