خادم الحرمين للقمة الآسيوية الإعلامية: آن الأوان أن نتعلم من دروس الماضي القاسية

  • 5/6/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

    دعا خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسائل الإعلام داخل وخارج المملكة إلى الاستفادة من دروس الماضي "القاسية" في تحفيز الإعلام على لعب دوره الأصيل في جعل ثقافة الحوار والأخلاق منهجًا مستمرًا.     جاء هذا في كلمة خادم الحرمين في افتتاح القمة الآسيوية الحادية عشرة للإعلام تحت عنوان (الإعلام والتنوع لإثراء تجربة البث) بفندق الهيلتون بجدة، والتي افتتحها وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبد العزيز خوجة، وزير الثقافة والإعلام،الثلاثاء 6 مايو.       وفي الكلمة التي ألقاها نيابة عنه وزير الثقافة والإعلام، رحَّب خادم الحرمين بالحضور، وأكد أهمية دور الإعلام الذي "يحمل أمانة الكلمة" صاحب الدور المهم في نشر القيم الفاضلة.       وأشارت الكلمة إلى دور المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود في إشراك رجال الإعلام في مسيرة التحول والتحديث، حتى صدرت الصحيفة الأولى "أم القرى" منذ أكثر من 90 عامًا واقتربت الإذاعة من عامها الـ 70 واحتفل التلفزيون بمرور 50 عامًا قبل عدة أيام .     ولفت خادم الحرمين الحضور إلى أهمية القمة المنعقدة في المساهمة "بشكل فعال في رفع مستوى المنتج الإعلامي في وسائل الإعلام"، وبخاصة أن دول العالم "تتعرض لمؤثرات ثقافية خارجية تهز قيمها الدينية والإنسانية بتشويه نقائها، وتضعف منظومتها الأخلاقية بتسويق أعمال غير مسؤولة".       وقال: "لقد آن الأوان لأن نتعلم من دروس الماضي القاسية وأن نجتمع على الأخلاق والمثل العليا التي نؤمن بها جميعًا ولجعل ثقافة الحوار عملا ومنهجا مستمرًا".       وألقى رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، الدكتور رياض بن كمال نجم، كلمة رحب فيها بالمشاركين في القمة من الأعضاء في المعهد الآسيوي لتنمية الإذاعة AIBD واتحاد إذاعات الدول العربية واتحاد إذاعات آسيا والباسيفيك ABU ومن جميع أنحاء العالم لتبادل الخبرات.     وأضاف الدكتور نجم: نعيش في عالم من أبرز وأوضح خصائصه الدور الذي تقوم به وسائل الاعلام في كونها مصدرا أساسيا للمعلومات وتوفيرها التثقيف والترفيه في المجتمع وحيث إن ميزات عملية التواصل هو التغير والتجديد بحسب حاجة المجتمعات والأفراد.     وعن دور الإعلام في التنمية قال إن "وسائل الاعلام قد أسهمت وبشكل مكثف خصوصًا في الدول النامية في عمليات التنمية، بيد أن هذا الدور بدأ يقل مع تغير اهتمامات المجتمعات والتطورات المتلاحقة في عالم الاتصالات".     وقال رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع إن "التطور الهائل والمستمر في تكنولوجيا الاتصالات والحواسيب والهواتف الذكية كان من نتائجه تغيير الطريقة التي تتلقى بها المجتمعات والأفراد المعلومات بل إن هذا التطور غيَّر الصورة التقليدية والكلاسيكية لعملية الاتصال نفسها التي تبدأ بمرسل الرسالة حتى وصولها إلى مستقبلها، وأضحى المستقبل متمكنا بسبب التطورات التكنولوجية بأن يكون هو المرسل أيضًا، وأصبحت التفاعلية هي ما يميز عملية الاتصال في عالمنا".     وهذه التطورات الهائلة التي جعلت الجميع يعيش في فضاء مفتوح، تلاشت معه المسافات والحدود، وتحقق بلا جدل مصطلح القرية الكونية، لم تكن بلا ثمن، وفق رياض نجم.     وأوضح أنه فيما يخص الأفراد أو المؤسسات الإعلامية فالعديد من الأفراد يلاحظ عليهم ظاهرة سوء الاستخدام لتقنيات الإعلام الجديد؛ الظاهرة التي جعلت البعض يعيش بشخصيتين؛ شخصية افتراضية عند ولوجه شبكة المعلومات الدولية الإنترنت وتطبيقاتها المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي، وشخصية أخرى تعيش الواقع اليومي بكل تفاصيله.      ففي الشخصية الافتراضية "يعتقد البعض أن لهم الحق في نشر كل ما يرغبون فيه" حتى وإن كان في ذلك نشر لقيم الكراهية والتعصب والإقصاء، وفات عليهم أن هناك حدودا لحرية التعبير عندما تبدأ بالتعرض لحقوق وخصوصيات الآخرين، أو عندما تنشر قيم ومبادئ تضر بالسلم والأمن الاجتماعي".     وأضاف رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع أن المؤسسات الإعلامية هي الأخرى "وقعت في هذا الفخ بسبب التنافس المحموم بينها في نقل الأخبار، وأصبح شعار كثير منها بأن سرعه نقل الخبر تفوق في أهميتها مصداقية الخبر، وكان نتاج هذا السباق المحموم بروز إشكاليات وقضايا ملحة أدت الى انتهاك الخصوصية وضعف المصداقية والإساءة للآخرين، وهذا يضع مسؤولية أكبر على وسائل الإعلام العمومي في إيضاح الحقيقة واحترام المهنية في تغطيه الأحداث".     وعلى هذا، وإضافة لمتغيرات أخرى "كان لا بد من إعادة النظر في قطاع الإعلام في المملكة؛ لكي يستوعب هذه المتغيرات، وضمن هذا التوجه صدرت موافقة حكومة المملكة على إعادة هيكلة الإعلام السعودي بإنشاء ثلاث هيئات إعلامية جديدة مستقلة.       ومن بين تلك الهيئات: هيئة الإذاعة والتلفزيون التي تعني بإدارة وتشغيل القنوات العمومية في البلاد، واستحداث كيان جديد هو الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ،والتي تعنى بتنظيم قطاع الإعلام في المملكة.    

مشاركة :