"السعودية لجراحة العظام": حقن الخلايا الجذعية لعلاج خشونة المفاصل لا يستند لدليل

  • 4/11/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الجمعية السعودية لجراحة العظام بأن ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام عن نجاح حقن الخلايا الجذعية في علاج خشونة المفاصل لا يستند إلى دليل علمي قاطع. ونصحت الجمعية في الوقت الحالي بعدم استخدام الخلايا الجذعية أو اعتمادها كعلاج بديل (أو مساعد) لعلاج خشونة المفاصل حتى يثبت علمياً نجاحها. وتفصيلاً قالت الجمعية في بيان لها: من منطلق الدور الاجتماعي للجمعية السعودية لجراحة العظام في تثقيف وتوعية المجتمع، ونظراً لورود العديد من الاستفسارات والأسئلة حول ما تم نشره وتداوله مؤخراً في بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن مدى فعالية ونجاح استخدام الخلايا الجذعية لعلاج خشونة المفاصل، ولأهمية تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول هذا الموضوع: قامت الجمعية السعودية لجراحة العظام بتشكيل لجنة علمية متخصصة تضم مجموعة من الباحثين والأكاديميين والاستشاريين في جراحة العظام من ذوي الخبرة والتخصص الدقيق في علاج خشونة المفاصل من مختلف مناطق المملكة. وقامت اللجنة بمراجعة الأبحاث والدراسات المنشورة عن مدى فعالية استخدام الخلايا الجذعية (أياً كان مصدر الخلايا الجذعية) لعلاج خشونة المفاصل. وبعد مراجعة علمية دقيقة وتمحيص لجميع الأبحاث والدراسات المنشورة، فقد اتضح أن أغلب الأبحاث المنشورة – والتي تعتمد عليها بعض الشركات والمراكز الطبية في تسويق نتائجها – هي أبحاث ضعيفة، وغير متقنة بسبب وجود خلل علمي في أساليب وطرق إجراء البحوث، وتقويم نتائجها، والذي يعتمد على أدوات تقويم غير دقيقة، مما أدى إلى تضارب النتائج وجعلها أكثر عرضة لتأثير الدواء الوهمي. بالإضافة إلى عدم وجود طرق علاجية متفق عليها علمياً لكيفية ومتى يتم استخدام العلاج بالخلايا الجذعية. وتجدر الإشارة إلى أن أغلب الدراسات والأبحاث المنشورة تفتقر أيضاً إلى تقويم المضاعفات الجانبية المحتملة من استخدام هذه التقنية على المدى القريب والبعيد، وخاصة سلامة تلك الخلايا بعد الحقن على المدى البعيد وضمان عدم تحولها إلى خلايا غير غضروفية أو سرطانية. كما لوحظ أن الأبحاث السريرية ركزت في مجملها على الخلايا الجذعية المستخلصة من الكبار (مثل الخلايا الدهنية) لسهولة استخلاصها، ومن المعروف أن الخلايا الجذعية والمستخلصة من الكبار لا تمتلك القدرة التي تمتلكها الخلايا الجذعية المستخلصة من الأجنة، وبالتالي تُعد أقل كفاءة في قدرتها التجديدية إلا في ما خلقت له وهو تجديد الخلايا المكونة للدم. وبعد المراجعة الدقيقة فقد اتضح أنه لا يوجد دليل علمي يثبت أي فائدة علاجية (من ناحية تحفيز نمو الغضاريف أو منع تطور الخشونة) لاستخدام الخلايا الجذعية في علاج خشونة المفاصل على المدى القريب أو البعيد. بالإضافة إلى أن عملية استخلاص الخلايا الدهنية الذاتية (كأحد مصادر الخلايا الجذعية) من الجسم تتطلب تخديراً وتدخلاً جراحياً (شفط الدهون)، مما يجعل المريض عرضة للمضاعفات الجانبيه سواء كانت ناتجة عن التخدير أو عملية شفط الدهون أو عن حقن المفصل، والتي قد يكون من أخطرها التهاب المفصل الجرثومي في ظل عدم ثبوت فائدة علاجية تذكر. ويجب الإشارة إلى أن الهيئة العامة للغذاء والدواء (السعودية) إلى الآن لم تصرح بتسويق أي منتج لغرض استخدامه في العلاج بالخلايا الجذعية لخشونة المفاصل. وبناءً على ما سبق تود الجمعية السعودية لجراحة العظام أن تنبه إلى أن ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام عن نجاح حقن الخلايا الجذعية في علاج خشونة المفاصل لا يستند إلى دليل علمي قاطع. وعليه تنصح الجمعية السعودية لجراحة العظام في الوقت الحالي بعدم استخدام الخلايا الجذعية أو اعتمادها كعلاج بديل (أو مساعد) لعلاج خشونة المفاصل حتى يثبت علمياً نجاحها. كما أن الجمعية ترى أن يقتصر استخدام هذه التقنية في المجال البحثي فقط وتحت إشراف المؤسسات العلمية البحثية غير الربحية الخاضعة للرقابة من قِبل لجان مستقلة، تطبق أخلاقيات البحث العلمي، وأن يتم توعية المريض بمدى فعالية هذه التقنية والأضرار الجانبية المحتملة لاستخدامها. يشار إلى أن الجمعية يرأسها الدكتور عبدالعزيز العمر.

مشاركة :