دفعة غربية قوية لتيلرسون نحو إقناع الروس بالتخلي عن الأسد

  • 4/11/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - قال مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن ماي تحدثت هاتفيا الاثنين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب واتفقا على أن ثمة "نافذة فرصة" الآن لإقناع روسيا بقطع علاقتها مع الرئيس السوري بشار الأسد. ويحتل الملف السوري حيزا كبيرا من المحادثات المقررة الثلاثاء في لوكا بإيطاليا، مع انعقاد اجتماع لوزراء خارجية مجموعة العشرين ستسلط الأضواء فيه على الوزير الأميركي ريكس تيلرسون قبل أن يتوجه إلى موسكو. وذكرت متحدثة باسم رئيسة الوزراء أن ترامب وجه الشكر لماي على دعمها للتحرك العسكري الذي قامت به الولايات المتحدة الأسبوع الماضي في سوريا ردا على ما تقول الولايات المتحدة وحلفاؤها إنه هجوم بغاز سام شنه الجيش السوري وقتل فيه عشرات المدنيين. وتنفي الحكومة السورية وقوفها وراء الهجوم. وكان ترامب فيما مضى غير راغب على ما يبدو في التدخل ضد الرئيس السوري وأثار الهجوم توقعات بأنه قد يكون الآن مستعدا لأن يتبني موقفا أشد مما كان متوقعا مع روسيا، الحليف الرئيسي للأسد. ومن المقرر أن يتوجه تيلرسون إلى موسكو هذا الأسبوع وقالت المتحدثة باسم ماي إن الزعيمين اتفقا خلال محادثتهما على أن الزيارة تمثل فرصة لإحراز تقدم صوب حل. وأضافت المتحدثة "رئيسة الوزراء والرئيس اتفقا على أن نافذة فرصة موجودة الآن لإقناع روسيا بأن تحالفها مع الأسد لم يعد في مصلحتها الاستراتيجية". وقالت ايضا "اتفقا على أن زيارة وزير الخارجية تيلرسون إلى موسكو هذا الأسبوع تمثل فرصة لإحراز تقدم صوب حل من شأنه أن يقدم تسوية سياسية دائمة." وأتت المحادثة الهاتفية بين الرئيس الاميركي ورئيسة الوزراء البريطانية بعيد ساعات على الدعوة التي وجهها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الى موسكو لانهاء دعمها للأسد. وكان جونسون الغى زيارة مقررة إلى موسكو السبت بسبب دعمها للنظام السوري، بعدما أدى هجوم كيميائي مفترض على بلدة خان شيخون التي تسيطر عليها فصائل من المعارضة السورية في محافظة ادلب إلى مقتل 87 شخصا، بينهم العديد من الأطفال. ودفع الهجوم الإدارة الأميركية إلى توجيه ضربة صاروخية على قاعدة عسكرية تابعة للنظام السوري في وسط البلاد. ويترقب الجميع موقف تيلرسون غداة مواقف حازمة أعلنها وزير الدفاع جيمس ماتيس والمتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر إذ حذرا نظام دمشق من أي هجمات كيميائية جديدة. وتتواصل المحادثات في لوكا صباح الثلاثاء قبل عقد مؤتمر صحافي قرابة الظهر. ودعا وزير الخارجية الإيطالي أنجلينو ألفانو الذي تستضيف بلاده الاجتماع، لعقد اجتماع خاص حول سوريا باكرا صباح الثلاثاء بمشاركة تركيا والإمارات العربية المتحدة والسعودية والأردن وقطر. وسبق أن أجرى الوزير الإيطالي مكالمة هاتفية الاثنين مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف ليطلب منه استخدام نفوذه لدى النظام السوري لتفادي وقوع هجمات جديدة مماثلة على المدنيين. رسالة واضحة ومنسقة من جهته، أعرب جونسون عن أمله بان يفضي الاجتماع الى "رسالة واضحة ومنسقة" يحملها تيلرسون الى روسيا. والمطلوب في رأيه ممارسة ضغط على موسكو لتكف عن دعم الاسد الذي بات "الآن ساما بكل معنى الكلمة". وحذرت الولايات المتحدة دمشق مجددا الاثنين من تنفيذ أي ضربات كيميائية جديدة، مؤكدة تدمير 20% من الطائرات الحربية السورية في الضربة الصاروخية الأسبوع الماضي. وأكد جيمس ماتيس أن "الولايات المتحدة لن تبقى مكتوفة اليدين حين يقتل الاسد ابرياء بواسطة اسلحة كيميائية"، مشيرا إلى أنه "ليس من الحكمة ان تكرر الحكومة السورية استخدام الاسلحة الكيميائية". ومضى شون سبايسر أبعد من ذلك ملمحا إلى أن استخدام "البراميل المتفجرة" أيضا سيشكل خطا ينبغي على دمشق عدم تخطيه. غير أن مسؤولا في البيت الأبيض طلب عدم كشف اسمه صحح الأمر لاحقا، فتراجع عن ذكر البراميل المتفجرة. وقال "لم يطرأ أي تغيير" على الموقف الرسمي الأميركي، مشيرا إلى أنه "مثلما قال الرئيس مرارا، فهو لن يحذر مسبقا من رده العسكري". وحذرت موسكو وطهران، حليفتا دمشق، واشنطن بأنهما "ستردان بحزم" على أي "عدوان ضد سوريا" بعد ضرب قاعدة الشعيرات العسكرية السورية بـ59 صاروخ توماهوك أميركي. حروبكم، موتانا وعقد تيلرسون بعد وصوله مساء الأحد إلى إيطاليا لقاء على انفراد الاثنين مع نظرائه الياباني والبريطاني والفرنسي، قبل المشاركة في طاولة مستديرة للدول السبع (الولايات المتحدة واليابان وكندا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا) بعد الظهر. وتظاهر حوالي مئتي شخص قرب مركز لوكا التاريخي الذي أغلق أمام السيارات وأخلي بصورة شبه تامة من السياح في سياق التدابير الأمنية المتخذة، للتنديد بمجموعة السبع تحت شعار "حروبكم، موتانا، لنطرد أرباب العالم". وشارك عدة وزراء قبل ظهر الاثنين في حفل تذكاري تكريما لـ560 مدنيا قتلهم جنود نازيون في آب/أغسطس 1944 في قرية سانت آنا دي ستازيما قرب لوكا. وقال تيلرسون بهذه المناسبة "نتعهد مرة جديدة بأن يحاسب جميع الذين يرتكبون جرائم ضد أبرياء في العالم".

مشاركة :