هل ينجح الغرب في الضغط على بوتين للتخلي عن الأسد؟

  • 4/11/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ التضييق الغربي على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جانب دول أوروبية والولايات المتحدة، بسبب دعم موسكو للرئيس السوري بشار الأسد، وازدادت حدة تلك النبرة في اجتماع مجموعة السبع الكبار، اليوم الثلاثاء. لم تخف فرنسا موقفها من بوتين، إذ قال وزير خارجيتها، إن كل دول مجموعة السبع متفقة على أن الأسد لا يمكن أن يكون جزءا من مستقبل سوريا. أما وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، فقد قال إن تحالفات روسيا مع الأسد وإيران وحزب الله لا تخدم مصلحتها ويجب عليها التحالف مع أمريكا وآخرين. وقد كشف هذا المشهد ضغطا غربيا بقيادة واشنطن ضد موسكو، بعد فترة من التودد أبداها الرئيس الأمريكي، على مدار الأشهر الماضية تجاه نظيره الروسي. وانتبهت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية إلى هذا التطور الأخير في تخيلها مشهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو نادم على الاستمرار في دعم الأسد بعد الانتقادات الحادة التي وجهت إليه في قمة الدول السبع الكبار، والاتفاق على إنشاء جبهة موحدة لعزل الأسد في أعقاب الضربة الأمريكية على قاعدة عسكرية سورية الأسبوع الماضي. ونبهت الصحيفة إلى زاوية أخرى من المصالح المشتركة بين روسيا والغرب،  إذ أوضحت أن الاقتصاد الروسي يعاني جراء العقوبات المسلطة على موسكو، بعد ضمها شبه جزيرة القرم في 2014، وأن أي عقوبات إضافية ستزيد من معاناة الشعب الروسي. يأتي ذلك متزامنا مع إعلان وزارة الدفاع في روسيا، اليوم الثلاثاء، أن اثنين من أفراد قواتها قتلا بهجوم في سوريا وأصابة ثالث بجروح خطيرة. وقالت ديلي تليجراف إن بوتين في عزلة كبيرة إلى درجة إصدار الكرملين بيانات مشتركة مع مليشيا حزب الله، المصنفة تنظيما إرهابيا من قبل الدول الغربية. أما صحيفة التايمزالبريطانية، فاعتبرت أن العلاقات بين الشرق والغرب دخلت نفقا مظلما، إذ تهدد روسيا بحرب حقيقية، إن هي أعطيت مهلة بشأن دعمها لبشار الأسد. أما الغرب فينظر في كيفية توظيف العقوبات الذكية لفك الارتباط بين الكرملين ونظام الأسد وإيران. بل دعت الصحيفة الرئيس الروسي إلى المساعدة عاجلا في إيجاد بديل لبشار الأسد. تلك النبرة المتبادلة بين تصريحات المسؤولين الغربيين وعناوين الصحف في أوروبا والولايات المتحدة، تكشف عن تقدم لصالح هذه الجبهة التي بدأت في الضغط على حلفاء الرئيس السوري، مستغلة أصداء هجوم إدلب الدامي، الأسبوع الماضي. أما في الجانب الروسي، فلم تخف صحيفة فزغلياد، أن موسكو تتعرض لضغوط شديدة من قبل الغرب لحثها على تغيير موقفها من بشار الأسد؛ مشيرة إلى ثبات موقف موسكو وطهران من هذه المسألة.   وسخرت الصحيفة، مما اعتبرته «حكاية مزعومة» حول حاويات الأسلحة الكيمياوية، التي عثر عليها في الصور، التي نشرت للقاعدة الجوية، واعتبرتها «نكتة». وسردت الصحيفة عددا من الملابسات اعتبرتها إجراءات غربية لتأكيد حالة الضغط على موسكو، فلقد دعت أنقرة، على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، موسكو إلى الكف عن دعم بشار الأسد. أما وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون فألغى زيارته الرسمية التي كانت مزمعة إلى موسكو. وبطبيعة الحال أثارت خطوة جونسون هذه رد فعل ساخرا جدا من قبل الخارجية الروسية، التي صرحت بأن “قرار إلغاء رحلة جونسون إلى موسكو يؤكد مرة أخرى شكوكنا في وجود قيمة زائدة للمباحثات مع البريطانيين، ولا سيما أنهم في معظم قضايا العصر الأكثر حيوية لا يملكون موقفا خاصا، كما لا يملكون مقدرة على التأثير الفعلي في مسار الشؤون الدولية، ويبقون “في ظل” شركائهم الاستراتيجيين”. ويبدو إلغاء جونسون زيارته إلى موسكو مضحكا أكثر، خاصة إذا علمنا أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يعتزم المجيء إلى موسكو يومي 11-12 من أبريل /نيسان الجاري، ولم يغير جدول أعماله. في حين أن وسائل الإعلام الغربية ذكرت أنه آت لمطالبة الكرملين، بل ولتوجيه إنذار إليه للكف عن دعم بشار الأسد. واكتفت موسكو بإيصال رسالة عبر المحادثة الهاتفية بين الرئيس الروسي ونظيره الإيراني فيما اعتبرته إجابة واضحة وقاطعة من قبل الكرملين على جميع المقترحات والاتهامات والتهديدات الحالية من طرف الغرب. أما على أرض الواقع فقد ذكرت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الثلاثاء، أنها تأمل أن توافق الولايات المتحدة على إجراء تحقيق دولي في الهجوم بغاز الأعصاب، الذي دفع واشنطن لشن هجوم صاروخي على قاعدة جوية سورية الأسبوع الماضي.أخبار ذات صلةأمريكا تأمل أن تتخلى روسيا عن دعم الأسدوزير الخارجية الفرنسي: على روسيا وقف «الرياء» بشأن الملف سورياتيلرسون يشارك في اجتماع مجموعة السبع قبل زيارة موسكو لبحث…الأسهم الأوروبية تستقر مع أنشطة اندماج واستحواذ في قطاع الأدويةشارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :