الحمد لله الذي رزقنا برسول كريم، رسالته أن يفصّل لنا ما نزل عليه من الوحي الإلهي.. ورزقنا بعقل يدرك رحمة الله بعباده. انتشر بين الرجال حديث ضعيف وليس له إسناد قوي متواتر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو (أن معشر النساء هن أكثر حطب جهنم)، نقله محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه عن عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر بن عبد الله. وقد ذكر ابن حجر في كتابه تقريب التهذيب أن عبدالملك بن أبي سلمان كان صدوقا له أوهام. كان وقع هذا الحديث مؤلما في نفوس الطالبات والنساء بشكل عام لأنه من ضمن الدروس التي تُدرّس في مناهج الدين، وقد غلب على هذا الحديث صفة الظلم والله ليس بظلام للعبيد. بل الرجال الذين جعلوها حجة واهية في حين لم يجدوا دليلا واضحا من كتاب الله يقوي حجتهم لممارسة أفكارهم السوداوية حول المرأة، وتهميش دورها في المجتمع، فاستدلوا بهذا الحديث الضعيف في الإسناد والتواتر.. كما أن فيه افتراء على الله وعلى رسوله، وذلك بحد ذاته ذنب عظيم، والصحيح أن الرسول كانت مهمته تفصيل ما جاء في القرآن الكريم، والقرآن لم يأت بآية فيها احتكار الجنة للرجال دون النساء. لذا أرجو تمرير هذه الرسالة لأكبر شريحة من المسلمين ليتقوا الله، ولا يكذبوا على النساء بتشويه صورتهن، وكأنهن عار على هذه الأرض، وأن الله توعدهن بالنار وأنهن حطبها.. فهل يعقل أن تفرّق الأم بين أبنائها من ذكور وإناث، الله عز وجل أرحم بعباده من الأم بولدها، بل إنه كرّمهن بجعلهن حجابا للذكور من النار فكيف يتوعدهن الله بحطب جهنم؟!.
مشاركة :