البزيع لـ«القبس»: 14 مشكلة تعترض الشركات

  • 4/11/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دينا حسان | الشركات العائلية لا تقل أهمية عن نظيراتها العاملة معها في السوق المحلية، فالغالبية العظمى من الشركات العاملة، ليس في الكويت فقط وإنما في دول الخليج أيضا، هي عائلية، وهو ما يستدعي الاهتمام والتركيز على كيانها الداخلي حتى تكون جاذبة للكفاءات المهنية الضامنة لاستمرارية وجودها. وأكد الشريك المدير في مكتب «RSM البزيع وشركاهم» نايف البزيع في لقاء مع القبس أن الشركات العائلية تحتاج الاتفاق والتنظيم بين أفراد العائلة أنفسهم، وذلك من خلال وضع دستور للعائلة يسير عليه أفراده، يحدد المهام الوظيفية لكل فرد، ويقسم التوزيعات النقدية بالعدل في ما بينهم، وبالشكل الذي يحول دون حدوث أي نزاعات أو خلافات بين أفراد العائلة. وأضاف أن هناك نحو 14 مشكلة قد تعترض الشركات العائلية عند انتقال الإدارة أو الملكية إلى الجيل الثاني أو عند غياب المؤسس، لافتاً إلى أن %10 فقط من الشركات العائلية تستمر إلى الجيل الثالث و%4 إلى %6 تستمر إلى الجيل الرابع فقط.. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء: ● ما طبيعة المشاكل التي يمكن أن تتعرض لها الشركات العائلية وتهدد استمراريتها؟ ــــ عاصرت من خلال طبيعة عملي مراقب حسابات لكثير من الشركات العائلية، عملية انتقال الملكية والإدارة لكثير منها، وللأسف خلال فترة الانتقال غير المنظمة قد تحدث بعض المشاكل، منها: 1 – من سيكون المدير العام للشركة؟ 2 – ما صلاحية المدير العام؟ 3 – هل يقبل الإخوة أو أولاد العمومة بتنصيب أحد أفراد العائلة، أو توظيف شخص من خارج العائلة؟ 4 – ما مخصصات المدير العام مقارنة بمخصصات أفراد العائلة العاملين بالشركة؟ 5 – ما وضع أفراد العائلة غير العاملين بالشركة؟ وما حقوقهم والتزاماتهم؟ 6 – من يحق له من أفراد العائلة أن يعمل في الشركة؟ ومن يحق له أن يكون عضو مجلس إدارة؟ 7 – في حال زيادة عدد أفراد العائلة، قد يؤدي ذلك إلى إرهاق الشركة مالياً لسداد احتياجاتهم المالية. 8 – عدم وجود آلية تخارج واضحة ومرنة هو أحد الأسباب الرئيسية لحدوث نزاع بين أفراد العائلة، لا سيما أن شراكة أفراد العائلة ليست شراكة طوعية، وإنما هي ناتج إرث المؤسس، وعليه قد يكون هناك تفاوت واختلاف جوهري في الآراء والأفكار والأهداف والتوجهات. 9 – سحوبات أفراد العائلة النقدية غير المنتظمة وغير المتساوية، قد تتطور إلى نزاعات جوهرية. 10 – قد يكون المؤسس، في حياته، سجل بعض الموجودات بأسماء أولاده أو بناته، إذا لم يقم المؤسس حال حياته بتحديد الملكية الفعلية لتلك الموجودات، فحتما ستكون محل نزاع وغيره بين أفراد العائلة من الورثة. 11 – توزيعات الأرباح يجب أن تأخذ في الاعتبار احتياجات العمل، كذلك احتياجات العائلة، وإن لم يكن هناك توازن معقول يضمن احتياجات استمرارية العمل ونموه، فإن ذلك قد يؤثر في استمرارية الشركة وفي تحقيق نمو بما يتماشى مع تزايد عدد أفراد العائلة. 12 – من أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث نزاع بين أفراد العائلة، هو عدم وجود هيكل ملكية مناسب لعدد أفراد العائلة. 13 – عدم إطلاع أفراد العائلة (من المساهمين) غير العاملين بالشركة، على التطورات الرئيسية في عمل الشركة والعكس صحيح، حيث إن تدخل أفراد العائلة غير العاملين في تفاصيل العمل قد يسبب إرباكا، ويكون مصدراً للمنازعات. 14 – كثير من الشركات العائلية تخصص جزءاً من ثروتها للخير، وبسبب اختلاف الآراء وتوجهات أفراد العائلة، نجد هناك خلافات على أوجه الصرف أو القرارات الرئيسية في استثمار أموال الثلث «الخيري». وأريدت التأكيد أنه لا يمكن أن تكون هناك أي علاقة دون وجود خلافات، فهي طبيعة بشرية، ولكن كيفية التعامل وآلية حل الخلافات قبل أن تصل إلى خصومه هي الأهم. ● ما نسبة استمرار الشركات العائلية بين الأجيال؟ ــــ وفقا للإحصائيات المتاحة، فإنه %10 فقط من الشركات العائلية تستمر إلى الجيل الثالث، أي أن %90 من الشركات العائلية إما أن تصفى أو تتآكل بسبب التوزيعات والسحوبات أو القرارات الاستثمارية غير الموفقة أو النزاعات، وتقريبا %4 ــــ %6 من الشركات العائلية فقط تستمر إلى الجيل الرابع. لذلك فإن مهمة الجيل الثاني هي الحفاظ على الإرث العائلي وتنظيمه، وذلك من خلال عمل التالي: وضع دستور للعائلة، ووضع هيكل ملكية مناسب للعائلة، وعمل نظام حوكمة متكامل للشركة العائلية، وتأسيس مكتب للعائلة يتناسب مع عدد أفراد العائلة وقيمة الثروة. ● ما مدى أهمية الشركات العائلية بالنسبة لاقتصاد الدولة؟ ــــ تقريبا من %80 إلى %90 من شركات المجتمعات الخليجية هي شركات عائلية، فهي مهمة جداً للاقتصاد الوطني. ● ما تقييمك للمنافسة بين الشركات غير العائلية والعائلية في السوق المحلية؟ ــــ المنافسة دائماً إيجابية للسوق المحلية، فهي تظهر أفضل ما في الشركات، ولكن الشركات العائلية إذا أديرت بطريقة صحيحة ستفوق نظيراتها من الشركات غير العائلية، والسبب هو تفاني أفراد العائلة المالكة للشركة في العمل، علاوة على ذلك أن الشركات العائلية تتوارث المعرفة، فالمؤسس يورث المعرفة إلى الجيل الثاني ومن الجيل الثاني إلى الجيل الثالث وهكذا. ● هل هناك تحديات يمكن أن تواجه الشركات العائلية؟ ــــ أي بيئة عمل فيها تحديات، كتحديات المنافسة وتحديات البيئة التشريعية، كذلك إذا لم تكن الشركات العائلية منظمة داخلياً فلن تكون قادرة على استقطاب الكفاءات اللازمة لاستمرار عمل الشركة كما يجب، ويكون عدم التنظيم كفيلاً بأن يكون عاملاً طارداً للكفاءة المهنية، لذلك ننصح دائماً الشركات العائلية بأن تنظم أمورها الداخلية وعمل ما يلي كحد أدنى: هيكل تنظيمي، وجدول للصلاحيات شامل وتفصيلي، ووصف وظيفي، وموازنة تقديرية، ومعايير قياس الأداء، وإدارة الموارد النقدية والالتزامات، وتحديد آلية ونسبة التوزيعات. ● كيف ترى مستقبل الشركات العائلية في ظل عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية؟ ــــ الظروف الخارجية تؤثر في الشركات العائلية كباقي الشركات الأخرى، لأنها تعمل في بيئة عمل تتعامل معها وفقاً للظروف المحيطة بها، لكن ما يمكن أن يؤثر في أدائها ويؤدي إلى فشلها وتصفيتها، هو المتغيرات والعوامل الداخلية والمنازعات بين أفراد العائلة أنفسهم. ● برأيك، هل القوانين والتشريعات المتعلقة بالجانب الاستثماري في الكويت، جاذبة أم طاردة للاستثمار ولماذا؟ ــــ من الصعب القول بأن بيئة العمل والاستثمار في الكويت طاردة، لأن فيها أعمالا كثيرة وشركات ناجحة، وكل بيئة لها تحديات العمل فيها، وعلى النطاق المحلي فإن هناك تحديات وإيجابيات في ذات الوقت. ● هل تحتاج الشركات العائلية الى قوانين وتشريعات خاصة بها؟ ــــ نتمنى أن تكون للشركات العائلية تشريعات خاصة بها، وأن تكون هناك محكمة خاصة بالشركات العائلية، ومن أهم القوانين الواجب وضعها وتخص الشركات العائلية، هو أن يكون هناك عقد تأسيس ونظام أساسي خاص للشركات العائلية.

مشاركة :