بيروت - أخلى نحو ثلاثة آلاف لاجئ سوري خيامهم في منطقة البقاع في شرق لبنان بناء على تعليمات تبلغوها من الجيش في مارس/اذار، وفق منظمة هيومن رايتس ووتش. وقال الباحث في فرع المنظمة الحقوقية في بيروت بسام خواجة "أخلى نحو ثلاثة الاف شخص مراكز اقامتهم بإرادتهم بعد تلقيهم اشعارات شفهية". وتلقى اللاجئون وفق ما افادت عدة جهات من بينها هيومن رايتس ووتشن انذارات من الجيش بوجوب اخلاء المخيمات القريبة من النقاط العسكرية وبينها مطار رياق العسكري في سهل البقاع. وأوضح خواجة أن "أوامر الاخلاء صدرت نهاية مارس/اذار وأمهل اللاجئون بين سبعة وعشرة أيام لإخلاء المخيمات". إلا أنه ورغم انقضاء المهلة عمليا، لم يقدم الجيش على أي عملية اخلاء قسرية حتى الآن. وكان مصدر عسكري لبناني قال في وقت سابق إن قرار الاخلاء مرتبط "بضرورات أمنية"، موضحا أن القرار سيسري "على كل مكان تتواجد فيه مخيمات للاجئين حول المراكز العسكرية". وشدد على أنه "لا يمكن أن يكون هناك تجمعات بشرية كبيرة حول المراكز العسكرية" مؤكدا أن "خيارنا الأمن وأمن مراكزنا فوق كل اعتبار". ويعرض تطبيق هذا القرار وفق المنظمة، عشرة آلاف لاجئ سوري للخطر مع اجبارهم على إخلاء مراكز إقامتهم وعدم توفير أي بديل لهم. وأشار خواجة في هذا السياق إلى أن "المشكلة الكبرى تبقى في نقص الوضوح من جانب الحكومة والجيش حول الوجهة التي يفترض أن ينتقل إليها هؤلاء الناس". وقال "لم يتلق كل المقيمين في المنطقة انذارات بوجوب الإخلاء. وإذا انتقلوا إلى مكان آخر لم تشمله هذه الانذارات، فمن الممكن أن يواجهوا وضعا مشابها في الفترة المقبلة". وأضاف "إنها مهلة زمنية غير واقعية على الإطلاق لنتوقع من الناس خلالها أن يقلبوا حياتهم رأسا على عقب". ولا يتوفر لدى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة معلومات عن عدد اللاجئين الذين غادروا حتى الآن. وقالت المتحدثة الاعلامية باسم المفوضية دانا سليمان إن "عددا من العائلات تمكن من التواصل مع مالك الأرض وانتقلوا إلى قطعة أرض قريبة يملكها الشخص ذاته". ومنذ اندلاع النزاع في سوريا منتصف مارس/اذار 2011، لجأ أكثر من مليون سوري إلى لبنان. ويعيش معظمهم في ظروف بائسة للغاية في بلد يعاني أصلا من وضع اقتصادي صعب وبنية تحتية مترهلة. وتقيم غالبيتهم في مراكز إقامة مؤقتة موجودة في أراض زراعية خصوصا في منطقة البقاع، ويتلقى أصحاب هذه العقارات مبالغ مالية مقابل السماح بوضع الخيم في ممتلكاتهم. إلا أن اخلاء مخيمات اللاجئين يتزامن مع حملة ضغط تمارسها الحكومة اللبنانية للحصول على المزيد من الدعم الدولي في مواجهة أزمة اللجوء. واعتبر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مطلع العام الحالي أن أزمة اللاجئين السوريين وصلت إلى الذروة في لبنان، محذرا من أن التوتر بين اللبنانيين والسوريين يمكن أن يتحول إلى "اضطرابات أهلية". وفي المؤتمر الأخيرة حول سوريا الذي استضافته بروكسل، وصف الحريري وجود اللاجئين في لبنان بأنه قنبلة موقوتة. كما طالب بزيادة الدعم الدولي لبلاده في تقاسم أعباء اللاجئين. ورغم أن اللاجئين أخلوا مناطق اقامتهم طوعا إلا أنهم مجبرون على ذلك امتثالا لإنذارات الجيش وخوفا من تبعات الاخلاء القسري.
مشاركة :