عواصم - أ ف ب - تتجه الأنظار اليوم إلى مواجهة من العيار الثقيل على ملعب «أليانز أرينا»، بين بايرن ميونيخ الألماني وضيفه ريال مدريد الإسباني حامل اللقب، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم.ويعوّل بايرن، الذي يتقدم بثبات نحو لقبه الخامس توالياً في الدوري المحلي، على سجله «الخارق» في معقله، ليقطع نصف الطريق نحو تحقيق ثأره من ريال مدريد وحرمان «الملكي» من مواصلة مسعاه ليكون الفريق الأول الذي يحتفظ بلقب المسابقة بصيغتها الحالية.وفاز بايرن في المباريات الـ 16 الأخيرة التي خاضها بين جماهيره في دوري الأبطال (رقم قياسي)، آخرها بنتيجة ساحقة على أرسنال الإنكليزي 5-1 في ذهاب الدور ثمن النهائي، قبل أن يحقق النتيجة نفسها اياباً في لندن.وأكد جناح بايرن، واللاعب السابق لريال مدريد، الهولندي آريين روبن، رغبة لاعبي «البافاري» بالحفاظ على سجلهم على ملعبهم، وشدد على ضرورة «إعطاء إشارة لريال منذ الدقيقة الأولى بأنه لن يأخذ شيئاً معه من ميونيخ. ونحن نريد الفوز بالمباراة».ويسعى بايرن بقيادة المدرب الإيطالي الفذ كارلو انشيلوتي الى الثأر من «الملكي» الذي كان آخر فريق يفوز عليه بين جماهيره في المسابقة القارية، بنتيجة قاسية وبرباعية نظيفة في إياب نصف نهائي 2014.وكان أنشيلوتي في حينه مدرباً لريال وقاده الى إحراز اللقب العاشر الشهير، وكان مساعده حينها الفرنسي زين الدين زيدان الذي يتولى حالياً تدريب الفريق الإسباني، وقاده خلال موسمه الأول (2016) الى احراز لقبه الحادي عشر في البطولة القارية.واعتاد العملاقان على مواجهة بعضهما في دوري الأبطال إذ لعبا وجهاً لوجه في 22 مناسبة منذ اللقاء الأول العام 1976، كما ان أيا من الفرق لم تواجه بعضها بهذا التواتر في الدور الإقصائي من المسابقة، لأن موقعة ربع النهائي ستكون الحادية عشرة بينهما.وترتدي مواجهة 2016-2017 نكهة مميزة لأنها تضع الإسباني تشابي الونسو أيضاً في مواجهة الفريق الذي دافع عن ألوانه من 2009 الى 2014 وأحرز معه خمسة ألقاب.ومن المؤكد أن الونسو يريد إنهاء مسيرته بأفضل طريقة ممكنة لكونه سيعتزل في نهاية الموسم، ويمكن في حال أحرز مع بايرن اللقب، ان يصبح اللاعب الأول الذي يتوج بدوري الأبطال 3 مرات مع ثلاثة أندية (ليفربول الانكليزي وريال مدريد وبايرن وميونيخ).وتتركز الأنظار على المواجهة المرتقبة بين نجمي ريال البرتغالي كريستيانو رونالدو، وبايرن البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل 38 هدفاً هذا الموسم في مختلف المسابقات، مقابل 26 هدفاً في 36 مباراة للأول الذي يحمل الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم.وفي حين ان سجل رونالدو التهديفي هذا الموسم أقل من المواسم الماضية، فإن النجم البرتغالي يعرف كيف «يعذب» بايرن كونه سجل في مرمى الأخير 4 أهداف في 4 مباريات، وهو سيلقى مساندة كبيرة من الثنائي الويلزي غاريث بايل والفرنسي كريم بنزيمة.وشدد انشيلوتي على ان «التفاصيل الصغيرة ستصنع الفارق»، ما يجعل من الصعوبة بمكان ترجيح كفة فريق على آخر.وتوقع المدرب الإيطالي أن يكون اللعب «مثيراً في مواجهة ريال مدريد. نحن واثقون ونريد الفوز بدوري الابطال هذا الموسم. أعتقد بأن لدينا القدرة للتغلب على ريال».ويعول بايرن على معرفة أنشيلوتي بالفريق المدريدي من أجل محاولة بلوغ نصف النهائي بحسب ما أشار حارسه مانويل نوير الذي يعود الى الفريق مع زميله توماس مولر بعد تعافيهما من الإصابة، فيما يشكل غياب قلب الدفاع ماتس هوميلز بسبب اصابة في اربطة كاحله ضربة قاسية لبايرن.وأضاف نوير: «نملك مدرباً يعرف ريال تماماً. إنه منافس مثير وصعب. لا أعتقد بأن ريال سيكون سعيداً بمواجهة بايرن، لكن مواجهة ريال دائماً ما تكون مميزة»، مشيراً الى أن حظوظ الفوز ستكون مناصفة بين الفريقين: «والتفاصيل الصغيرة ستحسم».من جهته، قال القائد فيليب لام: «صحيح أننا في الدور ربع النهائي، لكننا نشعر وكأننا نخوض النهائي. نلعب ضد فريق كبير من الطراز الرفيع يملك أفضل اللاعبين في كل مركز. يجب أن نقدم أفضل ما لدينا».ولن يكون بايرن الوحيد الذي يعاني دفاعيا بغياب هوميلز، إذ يفتقد ريال بدوره ركنين مؤثرين هما البرتغالي بيبي والفرنسي رافايل فاران.وإذا كان هوميلز يسابق الزمن ليكون جاهزاً للقاء الإياب، فإن غياب بيبي وفاران عن مباراة «سانتياغو برنابيو» مؤكد لأن الأول تعرض السبت الماضي ضد الجار اللدود أتلتيكو (1-1) لكسر مزدوج في ضلعه، بينما يعاني الثاني إصابة عضلية ستبعده لفترة شهر.وفي المباراة الثانية المقررة اليوم، يأمل أتلتيكو مدريد الإسباني في الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور من أجل محاولة تحقيق أكبر نتيجة ممكنة أمام ضيفه ليستر سيتي بطل إنكلترا.واعتاد اتلتيكو المشاركة في دوري الأبطال خلال المواسم الأخيرة وتخطي عقبة فرق كبيرة، وكان قاب قوسين أو أدنى من الفوز باللقب للمرة الأولى في تاريخه، إلا انه اصطدم مرتين بعقبة جاره اللدود ريال مدريد وخسر نهائي 2014 (1-4) بعد التمديد بعدما كان متقدماً بهدف وحيد حتى الثواني الأخيرة من الوقت الأصلي، و2016 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.إلا ان مواجهة فريق من مستوى ليستر الذي يخوض غمار المسابقة للمرة الأولى في تاريخه، ويعاني على مستوى الدوري المحلي، قد تكون أصعب من إقصاء فرق من العيار الكبير، بحسب البرازيلي فيليبي لويس الذي قال: «لسنا مرشحين (لتخطي ليستر). لا نؤمن بهذا الأمر».وحقق ليستر بداية مثالية مع مدربه الجديد كريغ شكسبير إذ فاز بمبارياته الخمس الأولى معه ما سمح له بالابتعاد عن منطقة الخطر في الدوري المحلي، الا انه سقط الأحد الماضي أمام ايفرتون 2-4.ويأمل اتلتيكو ألا يلقى نفس المصير الذي اختبره مواطنه إشبيلية في الدور السابق، إذ خرج النادي الأندلسي على يد بطل إنكلترا (2-3 بنتيجة مباراتي الذهاب والإياب).واعتبر لويس ان فريقه كان سيلعب بشكل أفضل لو واجه فرقاً من عيار برشلونة أو ريال مدريد «لأنهما يستحوذان على الكرة ويسيطران على المباراة، لكن عندما نضطر نحن لأخذ المبادرة، فالأمور لا تكون سهلة».وأضاف: «الأمور ستكون صعبة عليهم (ليستر) لأننا نعرف كيف نتعامل مع ربع النهائي. لقد خضناه ثلاث مرات في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وبالتالي نحن مستعدون».أما مدرب أتلتيكو، الأرجنتيني دييغو سيميوني، فاعتبر أن نظرته إلى ليستر لم تتغير حتى في ظل معاناة الأخير هذا الموسم أو في ظل تحسن مستواه بعد وصول شكسبير، مضيفاً: «بالنسبة الى الكثير من الناس، نحن نواجه الآن فريقاً مختلفاً عن ذاك الذي حصلنا عليه يوم سحب القرعة (كان ليستر في الحضيض حينها). لكننا كنا نعلم دائما بأنها ستكون مباراة صعبة وشرسة ضد فريق يشبهنا كثيرا في العديد من النواحي».الأستاذ... والتلميذميونيخ (ألمانيا) - أ ف ب - تحمل المباراة المرتقبة اليوم بين بايرن ميونيخ وضيفه ريال مدريد، طابعاً مميزاً لأنها تجمع «الأستاذ» الإيطالي كارلو انشيلوتي بـ«تلميذه» الفرنسي زين الدين زيدان.«لطالما قلت بأنه يملك المطلوب ليصبح مدربا جيداً»، هذا ما قاله انشيلوتي لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن زيدان الذي عمل مساعدا للمدرب الإيطالي حين قادا معا ريال مدريد الى لقبه العاشر في المسابقة العام 2014، ثم تولى الفرنسي المهمة منفرداً وتوج مع «الملكي» باللقب الحادي عشر بعد أقل من 6 أشهر على تسلمه مهامه.وتعود العلاقة بين انشيلوتي وزيدان الى العام 1999 حين أشرف المدرب على النجم الفرنسي في يوفنتوس الايطالي حتى 2001.واعتبر المدرب الإيطالي الساعي الى لقبه الرابع في المسابقة القارية (توج مع ميلان في 2003 و2007 وريال في 2014)، أن «تلميذه» أثبت أنه مدرب رائع على الرغم من نعومة أظافره في المهنة.وتابع: «لقد بدأ من أسفل الهرم. كان مساعدي ثم أشرف على كاستيا (الفريق الرديف لريال). خبرتك كلاعب لا تمنحك أفضلية كبيرة عندما تصبح مدرباً، لأن عليك ان تدرس أيضاً. يجب أن تكون مطلعا على كل جديد وأن تكسب خبرتك الخاصة، وزيدان فعل ذلك. يتمتع بالكاريزما واللاعبون يحترمونه وهذا أمر مهم للغاية».لكن عندما يعطي الحكم الإيطالي نيكولا ريتسولي صافرة انطلاق «موقعة اليانز ارينا»، لن يكون ثمة أستاذ وتلميذ، بحسب زيدان إذ قال: «نعم، علاقتي معه مهمة لأني كنت مساعده، (لكن) مع كل الاحترام الذي أكنه له، عندما نصل الى المباراة، فأنا أريد الفوز».22هو عدد المرات الذي تواجه فيه العملاقان بايرن ميونيخ مع ريال مدريد في المسابقات كافة.وقد فاز الفريق البافاري 11 مرة، مقابل 9 انتصارات لـ «الملكي»، فيما تعادلا مرتين فقط.هذه الارقام تضع بايرن ميونيخ في موقع «العقدة» لريال مدريد الذي يحمل الرقم القياسي في عدد الألقاب التي حققها في دوري أبطال أوروبا (11 لقباً).من التاريخ ...مدريد - أ ف ب - يلتقي بايرن ميونيخ الألماني وريال مدريد الإسباني في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال، في المواجهة 23 بينهما أوروبيا، ما يعد الموعد الأكثر تواترا بين ناديين في «القارة العجوز».في ما يلي استعادة لأبرز تلك اللقاءات، علماً بأن «البافاري» و«الملكي» لم يلتقيا في أي نهائي أوروبي.- 1976: اللقاء الأول بين الناديين في العام الذي أحرز فيه «البافاري» ثالث ألقابه الأوروبية الخمسة. وفي نصف نهائي كأس أوروبا للأندية الأبطال (التسمية السابقة لدوري أبطال أوروبا)، تعادل الفريقان في ذهاب نصف النهائي (1-1) في مدريد، قبل ان يتفوق البايرن بهدفين نظيفين اياباً.- 1987 و1988: أقصي ريال مدريد بقيادة المهاجم الإسباني إميليو بوتراغوينيو على يد بايرن من نصف النهائي الأوروبي، إذ خسر 1-4 ذهاباً في ألمانيا ولم يكفه الفوز بهدف اياباً لبلوغ النهائي.الا ان ريال مدريد نال ثأره في العام التالي، فبعد تأخره 2-3 في ذهاب ربع النهائي في ميونيخ، فاز ايابا بثنائية نظيفة.- 2007: فاجأ الهولندي روي ماكاي ريال مدريد في الدور ثمن النهائي، بتسجيله أسرع هدف في «الأبطال»، وذلك بعد انطلاق المباراة بعشر ثوان فقط. وتأهل بايرن الى ربع النهائي بعد تفوقه على ملعبه 2-1، بعدما خسر في مدريد 2-3.- 2012: في نصف النهائي، تعادل الفريقان بمجموع الذهاب والاياب (3-3)، ليؤول الحسم الى ركلات الترجيح التي فاز بها بايرن 3-1، بفضل حارسه مانويل نوير الذي تصدى لركلتي البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي ريكاردو كاكا.- 2014: تجدد الموعد في نصف النهائي، وتقدم ريال على ملعبه ذهاباً بهدف، الا أن بايرن الذي كان يدربه في حينه الاسباني جوسيب غوارديولا، تلقى هزيمة مذلة على ملعبه «أليانز أرينا» برباعية نظيفة ايابا وخرج.رومينيغه: أنشيلوتي متحمسميونيخ - د ب أ - لم يبد رئيس نادي بايرن ميونيخ كارل هاينتس رومينيغه ترددا في الاعتراف بصعوبة مواجهة ريال مدريد، لكنه أكد أن لدى فريقه الفرصة والقدرة على الإطاحة بخصمه.وأضاف: «أنشبلوتي يفكر في المباراة منذ فترة. إنه متحمس للغاية للفوز والتأهل. لديه ذكريات جيدة تتمثل في التتويج في لشبونة (مع ريال في 2014). هناط شيء واضح أمامنا وهو أننا مقبلون على مواجهة صعبة. علينا تقديم مباراتين هائلتين للتأهل. ولو أن هناك فريقا يستطيع التغلب على ريال فهو بايرن».وختم: «مررت بكل أنواع المدربين في بايرن. أبرز ما أحببته في كارلو هو الهدوء والبساطة في التعامل مع مهام منصبه».
مشاركة :