تمكنت كل من شركة قطر ستيل بالتعاون مع وزارة البلدية والبيئة، والهيئة العامة للأشغال، ومختبر أبحاث النقل بالمملكة المتحدة، من توظيف خبث الحديد (وهي مخلفات نشاط صناعة الحديد والصلب لا تكتسب قيمة تجارية)، ودمجه ضمن مكونات الخلطات الإسفلتية والخرسانية، ليعوض الحجر المستورد بنسبة تتراوح بين %20 و%40. وبهذه المناسبة أقامت قطر ستيل أمس ندوة بعنوان «الاستخدام المبتكر لخبث الحديد في أعمال البناء والتشييد» للتعريف بنتائج دراستها، التي انطلقت منذ يناير 2015، حيث قال علي بن حسن المريخي، العضو المنتدب والمدير العام لقطر ستيل في كلمة افتتح بها أعمال المؤتمر: «تعد قطر ستيل أول شركة قطرية متكاملة للحديد والصلب في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، والتي أنشأت في 1974، ومن خلال عمليات تصنيع الحديد والصلب التي تقوم بها قطر ستيل، يتم إنتاج حوالي 350 ألف طن سنوياً من المنتجات الثانوية، وتسمى خبث الحديد، وهي من أفضل المواد التي يمكن استخدامها كبديل لأحجار البناء التي يتم استيرادها واستخدامها في تعبيد الطرق والتطبيقات الإنشائية والخرسانية، لما يتمتع به خبث الحديد من قدرة على تحسين استدامة المواد الإنشائية في دولة قطر». مادة بديلة وأضاف بالقول: «لإثبات إمكانية استخدام خبث الحديد كمادة بديلة عن أحجار البناء المستوردة، تم إطلاق مشروع بحثي في شهر يناير من العام 2015 بالتعاون مع وزارة البلدية والبيئة وإدارة الوقاية من الإشعاع، والمواد الكيميائية، وهيئة الأشغال العام، ومختبر أبحاث النقل بالمملكة المتحدة، ومجموعة من المختصين في صناعة البناء والتشييد». وأوضح المريخي أن هذا المشروع يؤكد على الشراكة والتعاون بين الجهات الحكومية وشركات الصناعة الوطنية، لدعم استراتيجية الدولة في مجال حماية البيئة والعمل على تحسين إمداد المواد الإنشائية، وتحقيق التنمية المستدامة. إدارة المشروع ولفت إلى أن مختبر أبحاث النقل بالمملكة المتحدة أشرف على إدارة المشروع، وقد تم تصميم المشروع على مرحلتين، المرحلة الأولى تم إجراء فحص مخبري لتطوير خلطات إسفلتية متكونة من خبث الحديد والخرسانة بهدف استبدال ما بين 20 إلى %40 من أحجار البناء المستوردة، وتم تطوير خلطات إضافية من أساسات رصف الطرق من خلال استبدال الرمل الناعم بمواد تحتوي على خبث الحديد، وجاءت نتائج المختبرات مطابقة مع المواصفات القطرية للمواد الإنشائية لعام 2014. وقال: «تم خلال المرحلة الثانية، إنشاء طريق في أكتوبر 2016 بطول 800 متر تقريباً، وعرض 10 أمتار في موقع قطر ستيل بمدينة مسيعيد، وتم تعبيد الطريق برصفه بأساسات من خبث الحديد ومواد إسفلتية وخرسانية أخرى، وكان ذلك بإشراف من مندوبين من وزارة البلدية والبيئة وهيئة الأشغال العامة ومختبر بحوث النقل، ووفقاً لذلك تم تقسيم الطريق إلى ثلاثة أقسام فرعية طول كل منها 200 متر، القسم الأول من الطريق لم يستخدم فيه خبث الحديد، والقسم الثاني تم استخدام خبث الحديد بنسبة %20، والقسم الثالث تم استخدام خبث الحديد بنسبة %40 لتقييم الأداء ومراقبة الإشعاع على المدى الطويل».;