اتسعت دائرة المفاوضات لوقف القتال في محافظة الأنبار لتشمل أطرافاً سياسية، بعدما اقتصرت على ممثلي الفصائل المسلحة والحكومة في عمان الأسبوع الماضي. إلى ذلك، نجحت قوات حكومية أمس بالتقدم نحو الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، واستعادت مناطق خسرتها لصالح المسلحين منذ شهرين. وعلمت «الحياة» من مصدر مطلع على المفاوضات، أن الأكراد دخلوا على الخط في المفاوضات التي جرت في عمان الأسبوع الماضي، ونجحوا في توسيع الدائرة لتشمل ائتلاف «متحدون»، بزعامة رئيس البرلمان أسامة النجيفي. وأوضح المصدر أن «الوساطة تهدف لمنح الاتفاق الأولي الذي توصل إليه شيوخ عشائر والحكومة الاتحادية زخماً إضافياً من خلال إشراك متحدون ومجلس المحافظة في المفاوضات لضمان نجاحه وإنهاء الأزمة قبل منتصف العام». وأشار المصدر إلى أن «الشيخ علي الحاتم اضطلع بالمفاوضات مع الحكومة واتفق معها على عدد من النقاط باستثناء استبدال المحافظ أحمد الذيابي وكف يد زعيم الصحوة أحمد أبو ريشة عن الملف الأمني». وأضاف أن «الأكراد الذين يمتلكون علاقات طيبة مع شيوخ الأنبار من جهة، ومع مجلس المحافظة من جهة ثانية، نجحوا في إقناع الطرفين بعقد اجتماع في أربيل خلال يومين لتقريب وجهات النظر بين الجميع». وكان مصدر عشائري أكد لـ «الحياة» أول من أمس، أن «الحاتم أبرم اتفاقاً مع الحكومة يتضمن انسحاب الجيش إلى ثكناته، مقابل تضييق مسلحي العشائر على تنظيم داعش لإجباره على مغادرة الفلوجة». ميدانياً، نجحت وحدات الجيش التي شكلت في الأنبار بالتقدم نحو الفلوجة من منافذها الغربية والجنوبية، وتمكنت من الوصول إلى مناطق كانت خسرتها لصالح المسلحين قبل شهرين، كما نجحت أفواج أمنية وعناصر من الشرطة في صد هجوم لعناصر «داعش» أمس على قضاء عامرية الفلوجة. وأبلغ مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار «الحياة»، أن قوات من الجيش والقوات الخاصة «بدأت فجر أمس عملية عسكرية على أطراف الفلوجة من محورين، جنوب المدينة وغربها تهدف لتأمين أطرافها من المسلحين تمهيداً لاقتحامها». وأضاف أن «القوات الأمنية المدعومة بالدبابات والطائرات واجهت مقاومة عنيفة خلال اقتحام مناطق الفلاحات والحلابسة والبوعلوان والبوهوة والكرمة». ولكن نحو 250 مسلحاً هاجموا أمس ناحية عامرية الفلوجة في محاولة للسيطرة عليها، على ما أفاد مصدر في مجلس المحافظة، وأكد أن أفواجاً أمنية وعناصر من الشرطة المحلية نجحت في صد الهجوم وأجبرت المسلحين على الانسحاب نحو الصحراء». السعوديةسياسة الخليج
مشاركة :