برّأت المحكمة الإدارية، قائد مدرسة القائد السابق، لمجمع مدارس تحفيظ القرآن الكريم بجازان، بعدما أعفته إدارة تعليم جازان العام الماضي من منصبه، على خلفية جريمة قتل بشعة، تعرض لها طالب في المرحلة الابتدائية، على يد والده.
وكان والد الطفل قد حضر إلى المدرسة، واستأذن في أن يصطحبه ابنه (الضحية)، قبل أن يقوم بنحره، بـ"سكين" في حوش فناء مهجور بمحافظة أحد المسارحة. وترك الأب ابنه ينزف (آنذاك) حتى فارق الحياة، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه.
وسارعت إدارة تعليم جازان، بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في واقعة السماح للطالب بالخروج مع والده أثناء الدوام الرسمي، وتوصلت اللجنة إلى إعفاء قائد المدرسة ووكيله والمرشد الطلابي.
وقال محمد بن يحيى عطيف (قائد مجمع مدارس تحفيظ القرآن الكريم سابقًا)، الذي تم إعفاؤه: لجأت بعد القرار التعسفي من إدارة تعليم جازان إلى المحكمة الإدارية، حيث تقدمت بطلب تظلم لعدم استناد القرار لأي نظام.
وقال إن القرار يعدّ من المخالفات التي وقعت فيها إدارة التعليم ضدي، وضد زملائي بالمدرسة، عبر ارتكاب مخالفتين "إعفائي من إدارة المدرسة، ونقلي إلى مدرسة أخرى كمعلم، رغم أن لي في مجال التعليم ثلاثون عامًا تقريبًا، منها 24 عامًا قائدًا لهذه المدرسة وغيرها".
وتابع: "أعرف تمامًا كيفية التعامل مع الأنظمة والقوانين التي وضعتها وزارة التعليم، وتطبيق دليل الإجرائي في مثل هذه الحالات وغيرها دون تهاون أو تقصير وبشهادة زملاء العمل في ميادين التربية والتعليم والمشرفين التربويين، وكذلك مسؤولين بقطاعات التعليم".
وأضاف: أستغرب من إدارة تعليم جازان اتخاذ قرار ظالم كهذا بحقي يمحو كل تاريخي في العمل التربوي والتعليمي، ما تسبب لي بحالة نفسية سيئة، بعدما لحقني من إساءة تمسّ سمعتي وحياتي وكرامتي ومهنيتي دون وجه حق".
وقال: "لذا توجهت إلى المحكمة الإدارية بالمنطقة من أجل إنصافي من الظلم الذي وقع علي، والمطالبة بكامل حقوقي، حتى أثبت للمجتمع براءتي في هذه القضية وأن تعاملي معها كان وفق إجراءات نظامية سليمة".
وبين أنه لم يصل إلى إدارته آنذاك "أي خطاب سواء من المحكمة العامة أو إدارة التعليم يتعلق بوصاية الطالب المغدور من والده ليبقى الأب هو الوصي على ابنه، ولا يمكن أن يكون في حسابات إدارة المدرسة ومعلميها أن يتجرّأ والده على ارتكاب جريمة شنيعة بحق ابنه الصغير بهذه الطريقة المؤلمة".
وبين أنه "لو كان لديهم علم بما سيفعله الأب، لما تم السماح باصطحاب نجله، والخروج معه إطلاقًا".
وأوضح "عطيف" أن المحكمة الإدارية أقرّت بإلغاء قرار إدارة تعليم جازان السابق المتضمن إعفائي من منصبي، وأنه سيستلم نسخة من الحكم رسميًّا نهاية الشهر الجاري، ما يعني بطلان القرار شكلًا ومضمونًا.
وكانت "عاجل" قد انفردت آنذاك بنشر تفاصيل الجريمة البشعة التي تعرض لها الطالب السعودي (عبدالله) الذي كان يدرس بالصف الرابع الابتدائي بمجمع مدارس تحفيظ القرآن الكريم بأحد المسارحة جنوب منطقة جازان على يد والده.
وكان والد الطفل قد حضر (16 فبراير 2016) إلى مدرسته، واستأذن له في الخروج معه والسير به إلى مكان مهجور وذبحه بسكين كانت بحوزته وفصل رأسه عن جسده كليًّا وتركه ينزف ويصارع الموت على كتبه الدراسية حتى لفظ أنفاسه.
وفي حين حاول الأب الهروب من موقع الجريمة، إلا أنه تم إلقاء القبض عليه من قبل رجال الأمن، الذين اشتبهوا فيه، واعترف أمامهم بأنه أقدم على قتل ابنه نحرًا.
اقرأ أيضًا:
جريمة بشعة في جازان.. أب ينحر نجله طالب الابتدائي
مشاركة :