اللؤلؤ والمرجان

  • 4/11/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جاءني عدنان يسعى مستبشرا ومعه كتاب له غلاف زاه وجميل، ولعله من أجمل الأغلفة التي رأيتها، خطوطه وألوانه وظلاله وصورة رجل وقور طلق المحيّا يشع منه البشر والسماحة والندى، تضافرت لتصنع العتبة الأولى من عتبات الكتاب الباعثة على التفاؤل، قلت لعدنان: تعرف دائما ما أتمنى، وهذا كنت أتمناه منذ سمعت به. اللؤلؤ والمرجان في تاريخ وأعلام قبيلة زهران في الجاهلية والإسلام، كتاب المؤرخ سعيد بن محمد العدواني الزهراني، العسعوس، والذي يبدو فاتحة لأجزاء أخرى لاحقة، نتمنى لصاحبها التوفيق، ولو لم يكن له إلا هذا الجزء لكفاه أن يقول: تركت لكم وثيقة، وهو يشكل مع ثلاث سِيَر أخرى (مبلغ علمي) مرجعا في التاريخ المعاصر لسراتنا المُطْعِمَة. حوى الكتاب تسعة فصول، الأول نبذة مقتضبة في تاريخ زهران العريقة، وتناولت البقية تفاصيل السيرة الذاتية للمؤلف، وهذا صلب التأريخ والكتابة للتاريخ، ذلك أن السير التي يكتبها المرء مستذكرا حياته هي في حقيقتها تاريخ لزمان ومكان عاشهما، ولو ترك لنا الأولون سيرة في كل جيل لما اشتكينا من عوز المصادر فالسيرة ذاكرة المكان والزمان. عاش المؤلف حياة حافلة بالعطاء ثرية بالتجربة، تسنم فيها المناصب داخل أرامكو ومرافق بترولية أخرى، تمازجت روحه بعبق السراة، وظل وفيّا لها وفاءه لوظيفته، وعَى ما سمع وما رأى، ثم أوعى ما وعى في كتاب هو للباحث كنز وللمقتدي هدف.

مشاركة :