قال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض بأن من يهايطون بالنعم في المواقع الإلكترونية ويبثونها ليسوا من البشر، ويجب أن يقفوا عند حدهم من خلال عقوبات رادعة تردع هؤلاء الذين يبذرون في النعم بالمناسبات. وأكد سموه خلال إجابته عن سؤال لـ(الجزيرة) بأن حفظ النعم واجب علينا.. ويجب أن يكون هناك احترام للطعام وهذه نعمة من رب العالمين يجب ألا نفرط فيها وأن نشكر الله عز وجل على ما نحن فيه من خير ورزق. جاء ذلك خلال رعاية سموه للمؤتمر الدولي الأول لحفظ النعم الذي انطلقت فعالياته في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بحضور نخبة من رجال الأعمال وحضور عدد من الخبراء في مجال القضاء على الجوع وبنوك الطعام. وأوصح سموه خلال مؤتمر صحفي بأن الجهات ذات العلاقة عليها أن تقوم بدراسة عن قصور الأفراح والاستراحات والمطاعم وتضع أفكارا لتقنين هذه النعم من خلال وضع أنظمة واضحة للحد من الإسراف. وحول سؤال عن وضع قانون يفرض غرامة وسجنا لهؤلاء الذين يسرفون في المناسبات رد سموه: ما يحصل هو هدر ولا يجوز أبداً وعلينا أن نقوم بالتوعية والإرشاد وهذا الذي سوف نسير عليه في إطار توجهات قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- الذي يحرص كل الحرص على أن نحافظ على هذه النعمة التي أعطانا إياها الله في هذا البلد، وأن نعمل معاً في كل عمل يخدم المحتاج سواء داخل المملكة وخارجها.. مشيراً سموه إلى أن توزيع النعم خارج مدينة الرياض مرتبط بسياسة الجمعية وهي سوف تراعي ذلك في نشاطاتها. وأضاف سموه في رده على (الجزيرة) بأن قيام هذه الجمعية هي مبادرة جيدة وجديرة بالاهتمام من قبل رجال الأعمال ومن أهل الخير لحفظ النعم التي يهدرها الناس في أفراحهم وخاصة أن حجمها كبير. وعن رؤية سموه لما يحصل من هدر قال سموه: حجم ما سمعناه من هدر في النعم والبالغ حوالي 8 ملايين وجبة مهدرة هو شيء مخيف، وعلينا أن نتبع ما يأمرنا به ديننا الحنيف في عدم الإسراف ونحن نشاهد أشياء مؤذية ما ترضي رب العباد ولا تقبلها النفس البشرية ولا يقبلها الدين، لذلك نوصي الجميع بأن يحافظوا على النعم وأن يحترموا هذه العطايا الخيرة وأن يبتعدوا عن الإسراف والتبذير في المناسبات، ولكننا متفائلون بوجود مثل هذه الجمعية التي سوف تساهم في حفظ هذه النعمة وإيصالها بطرق جيدة لكي يستفيد منها المحتاج في الداخل والخارج. واختتم سموه تصريحه للصحفيين بالقول: نحن نشاهد مناظر مؤذية نجدها في الشارع وفي المطاعم والمطابخ وفي الاستراحات وقصور الأفراح من العبث بالنعم، وندعو الله أن يحفظ هذا البلد وأن يديم هذه النعمة وعلينا أن نحافظ عليها ونحترمها. وقد ألقى الأستاذ هشام بن عبدالعزيز الصغير رئيس مؤسسة (إطعام) كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة الرياض مقدراً لسموه هذه الرعاية الكريمة التي تدل على حرص سموه للعمل الخيري. وقال الصغير لا بد من حفظ هذه النعمة المهدرة وأن هذا المؤتمر سوف يناقش عدداً من القضايا الهامة التي تتعلق بهدر هذه النعم وهذه قضية هامة يجب أن تتظافر الجهود لوضع حد لها. بعد ذلك ألقى الأستاذ عبدالله الفوزان رئيس جمعية (إطعام) كلمة قال فيها: أرحب بالجميع ونقدر عالياً رعاية سمو الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض لافتتاح هذا المؤتمر مشيراً إلى أن هذا المؤتمر سوف يضع حداً للهدر الغذائي ويضع حلولاً جذرية موضحاً بأن نسبة الهدر فيما نحتاجه من الأرز وصلت إلى 40% بمعنى أننا نصرف مليارا ونصف المليار من المال على هدر النعم. وقد شهد المؤتمر توقيع اتفاقيات بين جمعية إطعام وأربع جهات هي وزارة البيئة والمياه والزراعة، وبرنامج الأغذية العالمي «الأمم المتحدة» وشركة الصافي «دانون» ونادي النصر. بعدها كرم الأمير فيصل بن بندر الرعاة والشركاء الذين ساهموا في مؤتمر إطعام الدولي الأول.
مشاركة :