حتمية تعطيل النصاب من قبل تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي بزعامة العماد ميشال عون وكتلة نواب «حزب الله» وحلفائه من النواب في الجلسة النيابية الثالثة المخصصة لانتخاب رئيس جديد للبنان اليوم، دفعت أوساط بعض الكتل النيابية الى بدء عملية حبس نبض بحثاً عن المخارج الممكنة للجلسات المقبلة إذا استمر العجز عن اختيار الرئيس سيد الموقف، لكن من دون تلمس أي تطوّر في المواقف يسمح بالأمل بأي اختراق في الجمود الحاصل على هذا الصعيد. (للمزيد) وفيما ينتظر أن يتكرر المشهد نفسه اليوم، بما فيه استمرار ترشح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي واصلت قوى «14 آذار» دعمها له، وترشح النائب هنري حلو باسم «اللقاء النيابي الديموقراطي» برئاسة وليد جنبلاط الذي أكد أنه يتمسك بترشيحه نظراً الى «تراثه الاعتدالي والحواري»، فإن يوم أمس شهد تحركاً مكثفاً للسفراء والديبلوماسيين العرب والأجانب في اتجاه كبار المسؤولين والقادة، بموازاة زيارة قام بها رئيس حزب «الكتائب» رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل لجعجع من أجل بحث الخيارات الممكنة للمرحلة المقبلة في حال استمرار تعطيل نصاب جلسة انتخاب الرئيس. وفيما أعلن الجميل إثرها أن جعجع «ما زال مرشحنا حتى الآن»، أوضح «أننا نبذل كل جهد ممكن لإنجاز الاستحقاق الرئاسي ضمن المهلة الدستورية أي قبل 25 أيار (مايو) الجاري، باعتبار أننا نعي ماذا يعني الشغور في هذا المنصب، فهدفنا في الوقت الراهن وشعارنا هو «إنقاذ الجمهورية» الذي يبدأ بانتخاب الرئيس ضمن المهلة الدستورية». في موازاة ذلك، نقل زوار جنبلاط عنه رفضه «أن يهوّل أحد علينا بالفراغ» في الرئاسة، مشيراً الى أن حكومة الرئيس تمام سلام موجودة لتسلّم سلطات الرئاسة ولا مشكلة، مع أنه يستحسن انتخاب الرئيس ضمن المهلة الدستورية. وبرر تكتل عون إثر اجتماعه أمس تعطيل نصاب جلسة اليوم بالقول إن «ما نعطله هو الفراغ المقنّع ومشاريع التصادم... وعندما يريدون عمادنا وفاقياً فليأتوا به رئيساً». ورفض نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «رئيساً لا لون ولا طعم ولا رائحة له»، وطالب برئيس «يستثمر قوة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته ويكون قادراً على صياغة اتفاق بين القوى السياسية ويلتزم به». وفي المقابل، دعت كتلة «المستقبل» بعد اجتماعها برئاسة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، قوى «8 آذار» الى إعلان مرشحها لخوض التنافس لانتخاب الرئيس تجنباً للفراغ. ودانت الكتلة تصريحات مستشار المرشد الأعلى للثورة في إيران الفريق يحيى رحيم صفوي عن أن خط الدفاع عن بلاده أصبح في جنوب لبنان، سائلة هل أن «حزب الله كما يدعي هو للدفاع عن لبنان أم هو للدفاع عن إيران ونظامها؟». أما تحرك السفراء الكثيف فتجلى أمس باجتماع السفير الأميركي ديفيد هيل مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وجرى البحث في دعم الجيش اللبناني. وقالت سفيرة الاتحاد الأوروبي أنجلينا إيخهورست بعد لقائها وزير العمل سجعان قزي إن «الاتحاد لم يوفر جهداً في حض القوى على الاتفاق في ما بينها لتأمين انتخاب الرئيس، وهو وإن كان لا يتدخل في الشأن الداخلي اللبناني، غير أنه يعتبر أن وجود الرئيس يؤمن استمرار تدفق المساعدات». واعتبر السفير الروسي ألكسندر زاسبكين أن «من الضروري تكثيف التشاور بين الأحزاب السياسية في لبنان في أسرع وقت لإنجاح التوافق بالدرجة الأولى حول الأساس السياسي لعمل الرئيس خلال المرحلة المقبلة، فيكون هناك توافق بشأن كل هذه الأمور». والتقى السفير التركي إينان أوزيلديز الرئيس الجميل وأكد ضرورة التركيز على الاستحقاق الرئاسي في لبنان بمعزل عن التطورات في المنطقة. وجدد السفير السعودي علي عواض عسيري تأكيد «موقف المملكة وحرصها على الاستقرار في لبنان والتوافق بين اللبنانيين»، وقال بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري إنه بحث معه المستجدات الإقليمية والدولية «وأكدت أن اختيار الرئيس الجديد يعود للبنانيين أنفسهم». والتقى رئيس الحكومة تمام سلام عسيري والقائم بأعمال السفارة السعودية عبدالله الزهراني. ورد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي على الحملة التي استهدفت عزمه على مرافقة البابا فرانسيس في زيارته المرتقبة للقدس في 24 أيار الجاري، وقال فور عودته من فرنسا مساء أمس: «كل مرة نكون بأوج عزّ لبنان في الخارج وأحمل اسمه يتم اختراع خبرية»، متسائلاً: «لماذا لا ينتظرون عودتي الى لبنان؟ لماذا عم يجرصوني في الخارج؟». وعبّر عن «المرارة كيف أن البعض يرفض إطلالة لبنان وأن تكون له قيمة. وعلى الفور نحرتق بأخبار صغيرة». وعن زيارته الأراضي المقدسة قال بانفعال: «البابا رئيس الكنيسة يأتي الى الأراضي البطريركية التي لدي ولاية فيها... أنا لست مرافقاً للبابا ولست في الوفد البابوي. البابا آت لعندي وأنا سأزوره، وفي الأردن أيضاً سأكون في استقباله حيث لدينا رعية هناك». وأكد أن «القدس العربية مدينتنا أيضاً نحن المسيحيين قبل كل الناس. المدينة المقدسة هي أم الكنائس، وأنا ذاهب لأقول إنها مدينتنا، ولا يكفي أن ندلي بخطابات عن القدس ونحن موجودون فيها قبل أن تنشأ إسرائيل. نحن موجودون في حيفا والجليل، وطوال عمرنا لدينا مطرانية صور والأراضي المقدسة». متسائلاً: «هل من الممنوع أن أزور شعبي؟ وهل هذا جرم؟ يتشدقون بالقضية الفلسطينية وأنا ذاهب الى بيت لحم لأقول مع الرئيس محمود عباس لكم حق بدولة كفلسطينيين وبيت لحم لكم». وقال: «غير مسموح أن يقولوا أقبل أو لا أقبل، ولا أحد يقول لي ماذا أفعل. أنا أحترم الدولة وغيري لا يحترمها. وكل واحد عامل حالو وصياً على البطريرك». وأضاف: «كفى... ومن هو متضايق من تصرفاتي لا يشرّف (لا يأتي) الى بكركي إذا كان يشعر أنه سيحرج». وأكد أنه لن يلتقي مسؤولين إسرائيليين. وقال: «أطالب برئيس قبل 24 أيار، هل كانت هناك أصوات معي؟ هل قال أحد إن البطريرك يطالب بذلك؟ أقول لا نستطيع الوصول الى الفراغ وهذا جرم... هل تكلم أحد عن ذلك؟». وقال: «سأواصل الصراخ نريد رئيساً قبل 24 أيار. نحن ضد الفراغ وضد عدم عقد جلسات نيابية لانتخاب الرئيس. عندما أتكلم من الناحية الوطنية فليساندوني». لبنان
مشاركة :