نحنُ مستهدفون - عبد الله إبراهيم الكعيد

  • 5/7/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

في البدء ليتنا نُحدد على من يعود الضمير "نحنُ "؟ أذكر أن هذه ال " نحنُ " كانت محل ارتباك بين (الفرقاء) المتحاورين في اللقاء الخامس (على ما أذكر) للحوار الوطني الذي كان بعنوان مطّاط: "نحنُ والآخر". فمن نحن ومن هو الآخر؟ اختلف القوم آنذاك في تحديد هويّة ال نحن وكذا الآخر. دعوني إذاً أُحدد في مقالي هذا "نحن" بالسعوديين حتى يسلك الكلام مجرى واضح المعالم. ثم أقول بكل صدق أنني كلّما سمعت أو قرأت مصطلح "نحنُ مستهدفون" أثناء الحديث عن الأخطار التي تهدد مجتمعنا أقف متسائلاً لماذا نحن من بين كل شعوب المنطقة أو القارّة أو الكون بأجمعه؟ ثم أطرد كل هذه الوساوس وأُقدّم حُسن النيّة فأتساءل مرّة أُخرى ربما يقصد القائل خاصة إذا يتحدّث بصفته الرسمية تحفيز العاملين في القطاع (أيّاً كان) على عدم التهاون في المهمة المُكلّفين بها فالعدو مجهول رغم إعلانه الحرب الخفيّة علينا..! لكن هل كان لهذا الأسلوب التمييعي للأسباب الحقيقيّة مردود ايجابي في استنهاض همم النساء والرجال للدفاع ضد هذا الاستهداف؟ المرأة أو البنت السعودية مستهدفة لعفافها لهذا يحاولون(من هم؟) إفسادها، الشاب السعودي مستهدف (لا أدري لماذا؟) لهذا يُسهّلون عليه الحصول على المخدرات، الاقتصاد السعودي مستهدف لهذا يُغرقون السوق بالسلع والبضائع الرديئة، الطفل السعودي مستهدف لهذا تم إنشاء قنوات فضائية لتربّيه كما يريد المُتربّص، البعارين السعودية مستهدفة (مزايين) لهذا نشروا وباء "كورونا" للقضاء عليها وعلينا، وهكذا من استيهامات وتخيلات تجعلنا لا نتصدى لمشكلات المجتمع ومآزقه بشكل عقلاني وهو ما أدى إلى هذا الارتباك وبالتالي فقد الثقة في القدرة على وضع الحلول الناجعة لأن العدو الزئبقي قد استهدفنا وانتهى أمرنا..! لا أعني بكلامي هذا إنكار وجود عدو متربّص قد يستخدم ضدّنا كل أسلحته المشروعة وغير المشروعة ولكن حين نخلق عدوّاً وهمياً ونلقي عليه أخطاءنا وفشلنا في التصدي لمشكلات يعاني منها وربما بضراوة أكبر غيرنا في كل أصقاع الدنيا فهذا ما يستنكره أيّ عاقل. حان وقت مواجهة الحقائق وتشخيص الواقع بكل دقّة ومن ثم العمل بصدق وتكاتف لحماية هذا الوطن من كل خطر واضح المعالم والأبعاد بعيداً عن التوهّمات.

مشاركة :