أكد وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور اليوم تطابق وجهات النظر بين الكويت والسودان بشأن القضايا الثنائية والعربية، لاسيما ما يجري في سورية وليبيا والعراق واليمن والصومال.ووصف غندور في تصريح صحفي ادلى به على هامش زيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير للكويت في اطار جولة خليجية تشمل البحرين المباحثات التي أجراها الرئيس البشير مع سمو أمير البلاد بأنها كانت «مهمة» وتناولت كل القضايا الثنائية بين البلدين وفي مقدمتها القضايا السياسية والديبلوماسية.وقال إن «المباحثات تناولت كذلك الاستثمارات الكويتية في السودان وكيفية المضي بها قدماً في ضوء مبادرة الأمن الغذائي العربي التي أجازتها الجامعة العربية وأصبحت مبادرة عربية بعد أن أقرت في القمتين العربيتين في نواكشوط وعمان».وأضاف إن «الزعمين أكدا خلال مباحثاتهما متانة العلاقات الكويتية - السودانية، وعبرا عن رضاهما التام عن سير تطورها». وقال: «إن كلمة شكر لا تكفي لسمو الأمير وحكومة وشعب الكويت على ما يقدمونه من دعم متواصل للسودان، وكذلك على تبني مؤتمر إعادة الإعمار في شرق السودان الذي مضى عليه عشر سنوات وأقيمت فيه مشروعات كبيرة في ولايات شرق السودان الثلاث».وأوضح أن «هناك دراسات لأكثر من 220 مشروعاً في السودان منها 76 أصبحت جاهزة من حيث الجدوى الاقتصادية»، مؤكداً أن «دولة الكويت سيكون لها السبق في إقامة بعض هذه المشروعات».وأشاد وزير الخارجية السوداني بالدور «المهم» الذي يؤديه الصندوق الكويتي لللتنمية الاقتصادية العربية والقطاع الخاص الكويتي في دعم المشروعات التنموية الحيوية في السودان، معرباً عن الأمل في «أن يكون لهم دور كبير في المساهمة بدعم التنمية الشاملة في السودان».وقال إنه «بعد استضافة الأشقاء في الكويت مؤتمر إعادة إعمار شرق السودان بدأت الجامعة العربية بتبني إعادة الإعمار في إطار الخطط الاستثمارية لدعم السودان والاستفادة من قدراته الكبيرة».وأضاف إن «دول الخليج لها دور مهم في هذا الجانب نظرا لما تملكه من مقومات استثمارية وخبرات كبيرة بالاستثمار في مجالات مختلفة ولاسيما في مجالات الزراعة والتصنيع الزراعي والثروة الحيوانية وحتى في مجالات النفط والمعادن اذ يمتلك السودان ثروات كبيرة».وتابع: «إن أشقاءنا في دول الخليج وافقوا على شراكة استراتيجية مع السودان سيجري توقيعها في أقرب فرصة بحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي»، موضحاً أن «السودان لديه قانون استثمار متميز يقدم جميع التسهيلات الممكنة للمستثمرين العرب ويعد واحداً من أفضل القوانين لتشجيع الاستثمار».وأضاف إن «السودان عاش فترة طويلة حالة من عدم الاستقرار السياسي الأمر الذي لم يمكنه من استثمار قدراته وإمكانياته في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية»، مشدداً على «ضرورة استفادة السودان من القيمة المضافة لثروته الحيوانية التي تقدر بنحو 120 مليون رأس تشمل مختلف أنواع الماشية ويمكن أن تكون نوادر لصناعات جلدية فاخرة وخطوة كبيرة في إطار التكامل الغذائي العربي».وذكر غندور إن «النقاش بين سمو الأمير والرئيس البشير تطرق كذلك الى عدد من القضايا العربية وفي مقدمتها ما يجري في سورية وليبيا والصومال والعراق واليمن»، مؤكداً «تطابق وجهات النظر بين البلدين حول ضرورة معالجة الأزمات في المنطقة بشكل سلمي ولاسيما في اليمن»، لافتاً الى «دور الكويت في تقريب وجهات النظر بين الاطراف اليمنية».وجدد في هذا الصدد «دعم السودان الكامل لليمن وحكومته الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي لتحقيق الاستقرار والسلام في اليمن».وحول القضية الفلسطينية، أكد الوزير غندور موقف السودان الثابت تجاه القضية المركزية للعرب، داعياً الى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في حين اكد دعم بلاده للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في ليبيا برئاسة فايز السراج وصولا الى تحقيق تسوية سياسية بين الفرقاء.وعن الازمة السورية شدد على ضرورة التركيز على قرارات القمم العربية السابقة، مجددا موقف بلاده بضرورة انهاء معاناة الشعب السوري من خلال التوصل الى حل سلمي يحقق الامن والسلام في سوريا ويحافظ على وحدتها «ارضا وشعبا».كما اعرب غندور عن الامل في أن يسود الامن والاسلام في العراق وان ينجح في مكافحة خطر الارهاب ويحقق تطلعات الشعب العراقي مشددا على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق العربي المشترك للتصدي لآفة الارهاب الذي يستهدف الانسان.وجدد في الوقت ذاته ادانة الخرطوم للأعمال الإرهابية التي تستهدف مملكة البحرين، مؤكدا حقها في اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية امنها وسلامة شعبها.ودعا غندور الى تضافر الجهود العربية لإنقاذ الشعب الصومالي من شبح المجاعة وخطر الجفاف.
مشاركة :