مع المنافسة “الساخنة” بين المحاقظين والإصلاحيين “المعتدلين” في إيران، وترتيب كل تيار لأجندته الخاصة في سباق انتخابات الرئاسة ، والتحسب للتيار الثالث “الصاعد حديثا ” وهو تيار المستقلين .. جاء قرار الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، اليوم الأربعاء، الترشح رسميا لسباق الرئاسة، مفاجأة غير متوقعة بعد أن أعلن قبل سبعة أشهر تقريبا ، في سبتمبر / ايلول 2016 أنه لن يترشح للانتخابات بعد تدخل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية، آية الله علي خامنئي، ونصحه بذلك .. قائلا انه سيدعم نائبه السابق حميد بقائي الذي سجل ترشيحه أيضا اليوم الاربعاء !! المراقبون في إيران، يؤكدون أن “أحمدي نجاد” لن يستطيع “تكسير” تعليمات المرشد الأعلى ، ولن يخالف آوامره و”نصائحه”، وأن تقديم “نجاد” طلب الترشح للانتخابات الرئاسية، يتسم بالغموض الأقرب لـ “المناورة ” الانتخابية ، خاصة وأنه أعلن فور تسجيل طلب ترشيحه أن (المرشد الاعلى نصحني بعدم المشاركة في الانتخابات وقبلت ذلك ، وأنا ملتزم بوعدي، وأن تسجيل ترشيحي يهدف فقط إلى دعم ترشيح شقيقي حميد بقائي) وهو تبرير غير مقنع وغير منطقي!! وكان “نجاد” حضر إلى مقر لجنة الانتخابات في طهران ،ليسجل اسمه كمرشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في دورتها الثانية، والمزمع اجراؤها في 19 مايو/أيار المقبل ، ووصل إلى مقر اللجنة مع نائبه السابق، حميد رضا بقائي، الذي ترشح هو الآخر للانتخابات الرئاسية.. مما طرح العديد من التساؤلات داخل الشارع السياسي الإيراني. وإذا كان المرشد الأعلى، طلب من أحمدي نجاد عدم الترشح ، وأنه يجب تجنب “استقطاب مسيء” في البلاد، بحسب تصريح “نجاد ” نفسه، فما معنى ترشحه الأن ؟ّ!، والسؤال طرحه الباحث الإيراني ، عبد المهدي الزاوي، مشيرا إلى ما حدث من تطورات مجرد مناورة لـ “خلط الأوراق” قبل شهر تقريبا من موعد الانتخابات .. وفي جميع الأحوال يترتب على أي ترشيح أن ينال الضوء الأخضر من مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه المحافظون. ويرى المحلل السياسي الإيراني، أن تجمع جبهة “نجاد وبقائي” يحاول دائما طرح نفسه كبديل ثالث يتجاوز المعسكرين الأساسيين المحافظين الأصوليين من جهة والإصلاحيين المعتدلين من جهة أخرى، لكن الواقع يطرح حقائق أكثر تركيباً، أبرزها أن الجبهة ذاتها تجمع أصولي ومحافظ، وأن الرئيس روحاني ، مثلا، بقدر ما هو محسوب على الإصلاحيين، إلا أن داعميه والمصوتين لا يمكن تصنيفهم “جميعاً” على أنهم إصلاحيين بالمعنى السياسي التصنيفي الدقيق المعروف في إيران، كما أن تكتل نجاد (وهو تكتل محافظ أصولي) يقف الآن بشكل غير مباشر أمام رغبة المرشد، وأمام رغبة أكبر تكتل للمحافظين (الجبهة الشعبية لقوى الثورة) التي رشحت إبراهيم رئيسي، أبرزالمرشحينفيمواجهةحسنروحاني، مما يزيد من تعقيد التساؤل حول مناورة “نجاد” للترشح، وهل يلبي “نصيجة” ما في هذه الحالة أيضا؟ يذكر أن نجاد هو الرئيس السادس لجمهورية إيران الإسلامية، وقد تولى مهامه في 3 أغسطس/آب 2005، بعد تغلبه على منافسه هاشمي رفسنجاني في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية..وأعيد انتخابه في 12 يونيو/حزيران 2009 على حساب منافسه مير حسين موسوي، في انتخابات أثارت الجدل داخليا، وبقي في الرئاسة حتى 15 يونيو/حزيران 2013..وشهدت فترة حكمه أزمات داخلية كبيرة على الصعيد الاقتصادي وأزمات خارجية على صعيد علاقاته مع دول العالم، وخاصة الدول الغربية. وتجرى الانتخابات الرئاسية الإيرانية، في أجواء إقليمية ملتهبة، تشمل الشرق الأوسط والمنطقة العربية، فضلاً عن أوضاع داخلية غير مثالية في إيران، ورغم أنها دولة مستقرة أمنياً ومؤسسياً، مقارنةً بجيرانها في المنطقة، إلا أن شعبها في الداخل يواجه العديد من المشكلات، في مقدمتها الوضع الاقتصادي، الذي يوصف بأنه مستقر نسبيا، لكنه لم يزل غير مُرض لقطاع من الإيرانيين. ومن المتوقع ترشح الرئيس حسن روحاني الذي انتخب في 2013 بدعم المعتدلين والاصلاحيين لولاية جديدة من اربع سنوات، اما معسكر المحافظين فانشأ كتلة جديدة باسم “الجبهة الشعبية لقوى الثورة الاسلامية” في شهر ديسمبر م كانون الأول، لجمع مختلف أجنحة وشخصيات هذا التيار، وطرح مرشح واحد” إبراهيم رئيسي” والذي يستند في ترشحه على تراجع أداء خصمه حسن روحاني في السياسات الاقتصادية، ويركز على هذا منتقداً السياسات الاقتصادية للرئيس الحالي شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :