صحيفة وصف : على عكس القانون الدولي والميثاق العالمي الذي يضمن احترام دور العبادة، وأماكن تأدية الشعائر الدينية، يواصل الحوثيون انتهاك حرمة المساجد ودور العبادة في اليمن، ويستفزون مشاعر المسلمين، باقتراف جرائم بشعة واستهداف بيوت الله بأنواع الاعتداءات الفجة. فقد فجروا عشرات المساجد تفجيرًا كليًا، واستهدفوا بعضها بالامتهان وتحويله لثكنات يمارسون فيها العبث ويضعون فيها فضلاتهم، واستهدفوا المصلين فيها أثناء تأديتهم صلاة الجمعة، واستعرض تقريرًا جانبًا من شهادات يدلي بها بعض ممن شاهدوا تلك الجرائم وعاشوا لحظاتها. وقال إمام وخطيب مسجد العراقي كريتر-عدن إن مشاهد تلك الجرائم ماثلة أمام مخيلته وكأنه يشاهدها للتو، مبينًا أن الحوثيين يضربون الرصاص على المصلين الذين يأتون إلى المسجد أو يخرجون منه، وبينما كان المصلون يصلون صلاة المغرب تم القصف مباشرة إلى داخل المسجد. وأضاف: في آخر جمعة قبل اقتحامهم للمدينة قصفوا المسجد بشكل عنيف، لأنه كان المسجد المتبقي في المدينة، ولم يستطع المصلون الخروج من المسجد إلا بصعوبة. فيما قال إمام وخطيب مسجد الشنقيطي في كريتر بعدن: عندما دخل الحوثيون مدينة كريتر كانت وجهتهم الأولى إلى المسجد، فاقتحموا مسجدنا ولم يراعوا له حرمة، فقد مضغوا القات عند قبلته، ودخنوا السجائر، ومزقوا ما في مكتبته من كتب أهل السنة، ولم يكتفوا بهذا بل كانوا يضيقون على المصلين وخصوصًا الشباب، وبعد احتجاج كبار السن عليهم صعدوا للدور الثاني من المسجد واستولوا عليه؛ كل هذا الحقد على هذا المسجد لأنهم كانوا يسمعون نداء الله أكبر منه، ولأنه منبر للدعوة إلى الله ونشر العلم وملجأ للفقراء والمحتاجين. ونقل تقرير شهادات دامية ممن شهدوا مجزرة مسجد كوفل بمأرب الذي أطلق عليه الحوثيون الصواريخ وقذائف مدافع الهاوزر أثناء اجتماع المصلين لأداء صلاة الجمعة، ويقول يحيی مهدي عارف خطيب مسجد كوفل- مأرب: بعد انتهائي من خطبة الجمعة، بدأت الصلاة فتفاجأنا بالانفجار الذي طال المسجد من قِبل هذه الفئة الباغية، التي خرجت وشذت عن إجماع المسلمين؛ كان المشهد مرعبًا جدًا، وتفاوتت الأضرار بين قتلى، وجرحى، وكان ما يقارب 150 جريحًا بين المتوسط والعميق، وحين بدأت عملية الإنقاذ فاجئونا بقذائف جديدة تستهدف المسعفين، واستهدفوني أيضًا بقذيفة خارج المسجد- ولكن بحمد الله لم تمسني بسوء -، فالله سبحانه وتعالى عنده ما ليس عندهم ودوافع الحوثيين طائفية ومذهبية، وهدفهم القضاء على كل من يتمسك بتعاليم الدين الإسلامي الصحيحة؛ لأنها فئة منحرفة انحرفت عن الصواب. أحد الجرحى الناجين من مجزرة مسجد كوفل بمأرب التي راح ضحيتها 32 شهيدًا وعشرات الجرحى مهدي الشارجي يدلي بشهادته قائلاً: أصبت بشظايا في عيني ولم أعد أری بهما إلا بالنظارة، وتطايرت شظايا أيضًا في صدري وأطراف يداي، وأصيب زملائي بشظايا خطيرة. ويتحدث الجريح أحمد خشبة أحد الناجين أيضًا من مجزرة مسجد كوفل قائلاً: بعد أن تمت الخطبة وأقيمت الصلاة وبينما نحن في الركعة الأولى وصلنا الصاروخ إلى داخل المسجد واستشهد عددٌ من الناس وممن استشهد أحد أقاربي وكنت من بين الجرحى. وشهدت مساجد عدن انتهاكات فجة من قِبل ميليشيات الحوثي وصالح فيما ذكر أحد المصلين من كريتر- عدن: بعد دخول الحوثة القصر الجمهوري بالمعاشيق كنا نخرج لمسجد العراقي بمنطقة القطيع، وتعرضنا لإطلاق النار من جبل المعاشيق باتجاه المسجد، وهذا أرهبنا ولم نكن بعدها نستطيع الخروج إلى المسجد، فنصلي في بيوتنا. ويؤكد شاهد آخر من المصلين الذين كانوا يقصدون المسجد في كريتر: كان الحوثيون يتمركزون في جبل معاشيق، وكنا نتعرض للقنص منهم عند خروجنا للمسجد وتَعَرَضنَا للإرهاب واستهدافهم لكل من يتحرك في الشارع، وحوَّلُوا كل حياتنا إلى خوف، ولم نكن نتوقع أن يصل بهم الحال إلى استهداف المصلين، لكن بعون الله وبجهود التحالف تم دحرهم من عدن. وأوضح التقرير أن تلك الاستهدافات المتعمدة لبيوت الله تعالى استهدفت مقدسات لدى المجتمع اليمني المسلم، وهذه الجرائم من شأنها أن تشعر الناس بالإهانة مما يؤثر على مستقبل اليمن ويفخخه بروح ثأرية وانقسامات وتشظي يهدد السلم والمجتمع على مدى عقود. (1)
مشاركة :