استقطبت «ساحات» أيام الشارقة التراثية نحو 140 ألف زائر، منذ انطلاقها في الرابع من الشهر الجاري، مجتذبة محبي الأصالة والفلكور والثقافات المختلفة، التي تمثلها الدول المشاركة في «الأيام». عرس كوري أبرزت فرقة كورية ماضي بلادها العريق، وتاريخها الغني بالمعارف والتجارب، عبر أداء مسرحي مميز، إذ قدمت الفرقة مسرحية ممزوجة بالموسيقى الكورية، ورفعت علم بلدها خلال رقصة شعبية. كما احتوى العرض الكوري على قصة الزواج الكوري قديماً، والعادات والتقاليد المرتبطة بالعرس، وبدأ العرض برقصة للعلم الكوري والمزمار. موسيقى من باراغواي قدمت فرقة فنون شعبية من باراغواي استعراضاً مميزاً، اجتذب جمهوراً كبيراً، لاسيما من العائلات. وعزفت الفرقة المكونة من خمسة أعضاء عدداً من المقطوعات الموسيقية المتنوعة، وأدت رقصات مميزة، والتف عشاق الموسيقى حول مسرح أيام الشارقة التراثية، لمتابعة العرض القادم من باراغواي. فكاهة روسية أبهرت الفرقة الروسية جمهور أيام الشارقة التراثية، عبر فقرات مسرحية فكاهية، على خشبة المسرح الرئيس. ونجحت الفرقة في رسم البهجة على وجوه الجمهور الكبير الذي التف حول المسرح، لمتابعة فريق المهرجين، الذي قدم قصة فكاهية. وفد تشيكي قال رئيس نادي القلم التشيكي، ييرجي ديديتشيك، خلال زيارة وفد تشيكي لمعهد الشارقة للتراث، إن الشارقة غيرت الكثير من التصورات لديه، وجعلته يتعرف إلى الحضارة الإسلامية من خلال متاحفها، معرباً عن إعجابه بجمال صروحها العمرانية. ووجّه دعوة إلى رئيس المعهد، عبدالعزيز المسلم، لزيارة براغ، وإلقاء محاضرة عن الشارقة وتراثها الثقافي. وعبر عن ترحيبه بالعمل على ترجمة كتب من إصدارات المعهد إلى التشيكية، التي تفتقر إلى النصوص العربية. وحظي مسرح «الأيام» بجمهور كبير، حرص على متابعة العروض المنوعة التي تبرز فلكور الدول الـ31 المشاركة بالحدث. وفي أجواء يسودها المرح والفرح والموسيقى، تقدم مجموعة من الفرق عروضاً فنية تراثية، مستمدة من عادات بلادها، خلال أيام الشارقة التراثية. وشهد ركن الأسواق، بما يضمه من ملابس وأزياء وعطور وبخور تفوح منها روائح وعبق الماضي والتاريخ، والأطعمة والمأكولات والحلويات الشعبية، إقبالاً لافتاً من الزوار خلال الأسبوع الأول من أيام الشارقة التراثية. زيادة وأكد رئيس لجنة العلاقات العامة والأسواق، أحمد الدح، لـ«الإمارات اليوم»، أن أسواق أيام الشارقة التراثية حظيت هذا العام بزيادة في عدد المشاركين، مقارنة بالأعوام الماضية، إذ احتضنت أكثر من 200 مشروع للشباب، تنوعت بين مشروعات الأسر المنتجة والتاجر الصغير ومأكولات التراث العالمي والإماراتي. وأضاف «كنوع من الدعم لهؤلاء الشباب، حرصنا على إعفاء المشروعات المشاركة عن طريق دائرة الخدمات الاجتماعية، وأصحاب رخص اعتماد من دائرة التنمية الاقتصادية والتمكين الاجتماعي ومؤسسة خليفة للأعمال الانسانية من الرسوم كافة، لتحفيزهم على الانطلاقة نحو عالم الأعمال». ويحضر المطبخ الإماراتي التراثي في منطقة الأسواق، ويجتذب زواراً كثيرين، يحرصون على تذوق الهريس واللقيمات والعصيدة والخمير والخبيصة، وكل التشكيلة الغنية من الأطعمة والحلويات الإماراتية، وتزخر الأسواق بالعطور والبخور والملابس والمنسوجات، وتعد في نظر كثيرين محطة أساسية لا يمكن أن يفوتها الزائر. حوار في إطار متصل، حل الوفد التشيكي المشارك في فعاليات أيام الشارقة التراثية، برئاسة الفنان والشاعر ييرجي ديديتشيك، رئيس نادي القلم التشيكي، ضيفاً على معهد الشارقة للتراث، بهدف الاطلاع على مباني المعهد ونشاطاته وإصداراته، وفعالياته، واستقبل الوفد رئيس المعهد، عبدالعزيز المسلم، إذ شرح له الكثير عن أيام الشارقة التراثية وانطلاقها قبل 15 عاماً، وترسيخها للحوار التراثي الثقافي بين الشارقة وعدد من العواصم العالمية البارزة، مشيراً إلى أن الأيام باتت فعالية عالمية ينتظرها الجمهور الإماراتي بشغف، وهي ترحب بمشاركة تشيكية مؤثرة في الدورة المقبلة لأيام الشارقة التراثية، أو في أي من الفعاليات التي يعقدها المعهد، سواء في أسابيع التراث العالمي أو في ملتقى الراوي، أو من خلال ترجمة إصدارات تراثية من التشيكية.