تمامًا كمَا يطأطئُ الطائرُ المعروفُ بـ»مالك الحزين» رأسَهُ من الحُزْن إذا جفَّت البحيرةُ التي يعيشُ بجوارها، يطأطئُ جمهورُ نادِي الوحدة لكرة القدم رأسَه حزينًا بعد تكرار هزائم ناديهم وترشّحه للهبوط من جديد لدوري الدرجة الأولى!.فماذا يحصل في هذا النادي العريق؟ المُوغِل في العراقة، نادي الحسب والنسب الكرويّ، النادي الذي يُمثِّلُ مكَّة المكرَّمة، أقدس بقاع الدُّنيا، ومَن منَّا لا يُحبُّ مكَّة المكرَّمة وكلَّ ما فيها من بشرٍ وحجرٍ وشجرٍ؟ إنَّه النَّادي الذي بدأت كرة القدم السعوديَّة رحلتها من خلاله هو ورفيق دربه اتحاد جدَّة، إنَّه النَّادي الذي قدَّم أفضل اللاعبين للأندية الأخرى، فأجادوا فيها وأصبحوا أعضاءً أساسيين في المنتخب السعودي، لو ترون في التلفزيون كيف يُلقي الحزنُ بظلالِهِ الكئيبةِ على جمهوره في الملعب عند الخسائر، مثلمَا تُلقِي السحابةُ بظلالها على رؤوس الجبال، خصوصًا المُسِنِّين منهم، لتساءلتم مثلي: مَن بيده مدادٌ سحريٌّ ويكتب تاريخًا يُعيد به هذا النَّادي لمكانه الصحيح؟ ومتى يُعيده؟ ولماذا وصل حالُه أصلاً إلى ما وصل إليه؟ وأين نُخبُ وتُجَّارُ مكَّة عنه وهم كُثُر؟ لقد جابوا العالم بإنجازاتهم المختلفة في كلِّ مجال إلاَّ نادي مدينتهم تركوه بلا إنجازات، ولم يكترثوا بأنَّه صار موضعَ سخرية الآخرين، فيُقال: (الوحدة وحدتنا والهزيمة عادتنا)، وهل يُعقل أنَّ مكَّة المكرَّمة التي خرج من شعابها آلافٌ من الشباب الذين فتحوا بلاد الدُّنيا ومدنها بالحقِّ ليس لديها فريقٌ كرويٌّ قويٌّ مُكوَّنٌ من أحد عشر لاعبًا يفتح المرامي الكرويَّة للمنافسين بالأهداف وينال الصِيتَ والبطولاتِ؟.إنِّي حزينٌ لنادي الوحدة، رغم أنَّه ليس فريقي المُفضَّل، وهو يحتاج لوحدةٍ حقيقيَّةٍ، ولملمة شتات، ونبذ فُرقة، وعودة لشُرْفة التاريخ قبل السقوط منها للأبد!.
مشاركة :