«رواد فضاء الإمارات» برنامج مستدام لبناء كـــــــــوادر وطنية تعزز مكانة الدولة عالمياً

  • 4/13/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يشكل برنامج رواد فضاء الإمارات الذي يتبناه مركز محمد بن راشد للفضاء برنامجاً مستداماً لبناء كوادر وطنية من رواد الفضاء ويهدف إلى إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية للقيام بتجارب علمية تعود بالمنفعة على البشرية بالإضافة إلى الارتقاء بطموحات الشباب من خلال جعل رواد الفضاء قدوة لهم ودعم رؤية الدولة في بناء اقتصاد مبني على المعرفة إلى جانب تعزيز التعاون الدولي وإرساء مكانة الإمارات في مجالات العلوم والتقنية علاوة على تعزيز روح الاستكشاف والبحث العلمي في المجتمع. ويتألف البرنامج من خمس مراحل زمنية تستمر في مجموعها نحو خمس سنوات تنتهي بتدريب مكثف على مدى شهرين قبل أن يتم إطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية لينضم إلى نخبة علمية في مجال إجراء بحوث الفضاء. ويمثل مشروع المريخ 2117 الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال الدورة الخامسة من القمة العالمية للحكومات التي استضافتها دبي في فبراير الماضي برنامجاً وطنياً لإعداد كوادر علمية بحثية تخصصية في مجال استكشاف الكوكب الأحمر ويهدف إلى بناء أول مستوطنة بشرية على المريخ خلال مئة عام. منهاج عمل ويعد المشروع منهج عمل شاملاً ضمن استراتيجية تنفيذ مرحلية تشمل برامج ومشاريع ومبادرات تصب في جميع مناحي الصناعات الفضائية وتمس مختلف الاهتمامات والجوانب الحياتية، وستكون جميع القطاعات التنموية في الدولة معنية بها لتصبح دولة الإمارات في مصاف دول العالم المتقدمة في العلوم والتكنولوجيا وهندسة الفضاء. وكمشروع يمتد على مدى مئة عام يشكل «المريخ 2117» استراتيجية للتعاون الإقليمي والدولي متعدد الأبعاد من خلال تطوير منظومة شراكات نوعية بين الدول لتبادل الخبرات وإرساء ما يشبه «البروتوكول» العلمي الذي تنضوي تحته مجموعة منتخبة من المؤسسات والدول تكون فيه دولة الإمارات ضمن الصدارة. وينطلق برنامج المريخ 2117 من رؤية تقوم على تمكين دولة الإمارات من المساهمة في توسيع آفاق الإنسانية في الفضاء الخارجي أما رسالة المشروع فتتمثل في إنشاء مستوطنة دائمة على كوكب المريخ خلال مئة عام أي بحلول العام 2117. ويأتي اختيار الوصول إلى كوكب المريخ نظراً لطبيعة التحديات التي يواجهها البشر للعيش على الكوكب الأحمر والتي يمكن تلخيصها بثلاثة تحديات رئيسية هي، الأمن المائي والأمن الغذائي وأمن الطاقة، وهي التحديات الأساسية ذاتها التي تواجهها دولة الإمارات والعالم في المستقبل وعليه فإن من شأن التعاطي مع هذه التحديات الثلاثة على المريخ أن يفتح أفقاً علمياً للعلماء والباحثين للتوصل إلى حلول مبتكرة للعديد من المشكلات التي تواجهها البشرية على كوكب الأرض. وتستند استراتيجية «برنامج المريخ 2117» إلى أربعة أهداف استراتيجية رئيسية هي أن يكون لدى دولة الإمارات دور ريادي في تطوير نظم المعيشة على كواكب أخرى من خلال الأبحاث والتطوير في علوم الفضاء وبناء أجيال قادرة على استكشاف الفضاء واستيطانه من خلال تطوير المناهج العملية الدراسية وتمكين الكادر الإماراتي والعربي للمساهمة في الحراك العالمي نحو المريخ والفضاء وبناء الشراكات وتبادل الخبرات مع أفضل المؤسسات والأفراد على مستوى العالم. مبادرات ومن المبادرات النوعية أيضاً إنشاء «المجلس العالمي لاستيطان الفضاء» بالتعاون مع جامعات ومراكز بحثية عالمية مختصة بحيث يضم في عضويته أفضل الخبراء العالميين في مجال الفضاء، وسيتم إطلاق «منتدى استيطان الفضاء ضمن القمة العالمية للحكومات» بحضور أفضل 100 خبير في استكشاف واستيطان الفضاء أثناء القمة العالمية للحكومات التي تعقد سنوياً في دبي بحيث يعملون على وضع أفكار ومقترحات وتوصيات لاستكشاف الفضاء. ويشمل برنامج المريخ 2117 العديد من المشاريع من بينها إنشاء «مدينة المريخ العلمية» وهي أول وأكبر مدينة علمية في دولة الإمارات لمحاكاة واختبار أنماط الحياة على كوكب المريخ، تحتوي على قبب المريخ ليستطيع الناس من خلالها محاكاة تجربة الحياة على الكوكب الأحمر ومتحف المريخ وعلوم الفضاء وعدد من المختبرات العلمية المتخصصة وهناك ومشروع «مختبر انعدام الجاذبية» ويشمل تنظيم مسابقة لإيجاد أفضل اختبارات يمكن إجراؤها في بيئة تنعدم فيها الجاذبية بحيث يتم تنفيذها على طائرة Zero G حيث تهدف هذه الاختبارات إلى المساهمة في إثراء علوم الفضاء واكتشاف حلول يمكن تطبيقها على كوكب الأرض. منصة كما يضم البرنامج «منصة المريخ 2117 التعليمية» وهي عبارة عن منصة ذكية يتم تطويرها من قبل فريق مسبار الأمل، حيث توفر محتوى معرفياً نوعياً للطلبة والمعلمين والأكاديميين لدراسة وفهم طبيعة كوكب المريخ و«مهرجان الفضاء السنوي»، الذي سيقام ضمن أسبوع أبوظبي للطيران والفضاء بالتعاون مع المعاهد والمؤسسات العلمية داخل الدولة وخارجها بهدف رفع مستوى الوعي الجماهيري بأهمية علوم الفضاء وغرس روح الاستكشاف لدى الشباب والأطفال ومبادرة «تصور البشرية في الفضاء في العام 2117» . حيث يقوم فيها طلبة المدارس والجامعات في مختلف أنحاء الوطن العربي بوضع تصورات وسيناريوهات محتملة للبشرية في الفضاء بعد مائة عام وهناك أيضا «هندسة المعيشة على كوكب المريخ» وهي مبادرة لتصميم وطباعة أفضل مبانٍ على كوكب المريخ بواسطة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بغية إيجاد أفضل الحلول للبناء على سطح المريخ والمساهمة في تكريسها كتطبيق يمكن الاستفادة منه على كوكب الأرض وذلك بالتعاون مع كل جامعات الدولة. وتجدر الإشارة في هذا الخصوص إلى أن حجم الاستثمارات الإمارات في قطاع علوم الفضاء وصناعاته يبلغ نحو 20 مليار درهم مع نسبة نمو تقدر بنحو 8% سنوياً الأمر الذي يضع الإمارات في قائمة الدول العشر الأولى الأكثر استثماراً في هذا القطاع علماً بأن حجم الاستثمار العالمي في قطاع الفضاء يقدر بنحو 300 مليار دولار أميركي. ريادة ستكون دولة الإمارات من بين تسع دول فقط في العالم تطمح لاستكشاف المريخ، حيث بدأت بخطوات عملية في هذا الصدد علماً بأن «مسبار الأمل» غير المأهول سيقطع مسافة تزيد على 60 مليون كيلومتر في الفضاء خلال تسعة أشهر بعد إطلاقه وذلك بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بعيدها الوطني الخمسين في العام 2021.

مشاركة :