اتفقت الولايات المتحدة وروسيا اليوم (الأربعاء) على مواصلة التعاون لمحاولة إيجاد حل سياسي في سورية، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد محادثات مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون. وقال لافروف في مؤتمر صحافي إن بعض التقدم تحقق في شأن سورية وإنه سيجري تشكيل مجموعة عمل لدرس تحسن العلاقات المتردية بين الولايات المتحدة وروسيا، موضحاً أن الرئيس فلاديمير بوتين قال إن موسكو على استعداد لاستئناف الاتفاق الأميركي الروسي للسلامة الجوية فوق سورية بعد أن جرى تعليقه في أعقاب الهجوم الصاروخي الأميركي على سورية الأسبوع الماضي. وأوضح وزير الخارجية الروسي أن بلاده لا تعلق آمالها «على الأسد أو أي شخص آخر في سورية»، مؤكداً أن روسيا تريد عملية سياسية سلمية. وحذر من أن «أي محاولة للإطاحة بالحكومة السورية لن تسهم إلا في مساعدة متشددي الدولة الإسلامية (داعش)». وشدد لافروف في وقت سابق على أهمية عدم السماح بتكرار الضربات الأميركية في سورية. وأضاف أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة على قاعدة جوية سورية الأسبوع الماضي غير قانونية من جهته، أوضح تيلرسون أنه «ليس لدينا معلومات مؤكدة تشير إلى ضلوع القوات الروسية في الهجوم الكيماوي»، مشدداً على أن «الهجوم جرى بتخطيط وتوجيه وتنفيذ قوات الحكومة السورية». وأكد على ضرورة أن «يتم رحيل الأسد عن السلطة في سورية في شكل منظم». وفي حديث تلفزيوني أذيع بعد لحظات من لقاء تيلرسون ولافروف قال بوتين إن مستوى الثقة بين الولايات المتحدة وروسيا تراجع منذ أن تولى الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه، مضيفاً أنه «يمكن القول إن درجة الثقة على مستوى العمل وخصوصاً على المستوى العسكري لم تتحسن بل إنها تدهورت». وأكد بوتين تأييد روسيا للرئيس السوري بشار الأسد وكرر نفيه أن تكون حكومة الأسد وراء هجوم بالغاز الأسبوع الماضي، مضيفاً تصوراً جديداً لما يمكن أن يكون قد حدث بقوله أن أعداء الأسد ربما اختلقوا الواقعة لتشويه صورة الحكومة السورية. إلى ذلك، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي إن روسيا تعزل نفسها بدعمها للرئيس السوري بشار الأسد وإنه كان يتعين على موسكو «منذ وقت طويل مضى أن تكف عن توفير غطاء للأسد». وأبلغت هايلي اجتماعاً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة «أقول لزملائي من روسيا أنكم تعزلون أنفسكم عن المجتمع الدولي في كل مرة تلقي فيها إحدى طائرات الأسد برميلاً متفجراً على المدنيين وفي كل مرة يحاول فيها الأسد تجويع جماعة أخرى من السكان حتى الموت». من جهة ثانية، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مقابلة صحافية مع صحيفة «لو موند» الفرنسية نشرت اليوم إنه على فرنسا وبقية أوروبا استغلال الضربة الصاروخية الأميركية على سورية الأسبوع الماضي كأداة لإحياء مفاوضات السلام بين الأطراف المتحاربة. وأضاف أن معلومات الاستخبارات تشير إلى أن الهجوم الذي نفذ بطائرة باستخدام غاز الأعصاب ودفع الولايات المتحدة لقصف قاعدة جوية سورية بالصواريخ له طبيعة تكتيكية.
مشاركة :