ارتفعت حدة المعارك بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، في ريف محافظة حلب الغربي والشمالي، وسط محاولات من النظام وحلفائه للتقدم في المنطقة تحت غطاء من الغارات الكثيفة التي تشنّها الطائرات الحربية على نقاط الاشتباك ومناطق سيطرة المعارضة في الريف الشمالي. ومن جهة أخرى في وقت حققت ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية تقدماً إضافياً على حساب تنظيم داعش في محيط مدينة الطبقة بريف محافظة الرقة الغربي، وباتت على بعد كيلومترين فقط من المدينة. «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد أمس بأن طائرات النظام «قصفت بلدتي عندان وياقد العدس بريف حلب الشمالي، فيما دارت معارك كرّ وفرّ بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وبين الفصائل المسلّحة في محيط الطامورة، أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام». وقال إن هذه المعارك «تأتي غداة غارات جوية نفذتها الطائرات الحربية بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، على محيط بلدة أورم الكبرى وعلى بلدات القاسمية وكفرناها وكفر كرمين بريف حلب الغربي، أدت إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، بينهم أطفال، فيما لا يزال بعضهم عالقاً تحت الأنقاض». وعلى جبهة الرقة وريفها، تمكنت ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تشكل ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، من السيطرة على مفرق مدينة الطبقة، الواقع على أوتوستراد دمشق ــ الرقة بشكل كامل. وذكر قائد عسكري في القوات المذكورة، لوكالة الأنباء الألمانية أن الميليشيا «حررت ليل الثلاثاء نحو 400 مدني من أهالي قرية عايد الكبير جنوب مدينة الطبقة، بعد إفشال هجوم عناصر تنظيم داعش على القرية التي سيطرت عليها قواتنا يوم الاثنين، وتم نقلهم إلى مخيم شرق قرب قرية الصفصاف شرق مدينة الطبقة». وأوضح القائد العسكري أن القوات «سيطرت بشكل كامل على مفرق الطبقة بعد معارك عنيفة مع مسلحي (داعش)». إلى ذلك، أعلن المستشار السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» ناصر الحاج منصور، أن الميليشيا «أفشلت هجوماً لتنظيم داعش قرب الطبقة، وتمكنت من التقدم لمسافة كيلومتر واحد باتجاه المدينة». وأبلغ «الشرق الأوسط»، أن «مقاتلينا يواصلون تقدمهم في أغلب جبهات مدينة الطبقة، ضمن حملة (غضب الفرات) المستمرة منذ 23 يوماً لتحرير الطبقة والسدّ»، مشيراً إلى أن الميليشيا المدعومة من واشنطن «بالتعاون مع طيران التحالف الدولي، كبّدت الإرهابيين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح». وأفاد بأن «قوات حملة غضب الفرات، باتت على مسافة كيلومترين من مدينة الطبقة». ولا تقتصر المواجهات على محاور الطبقة، لكنها مستمرّة في القرى المحيطة بها، وأعلن الحاج منصور، عن «إفشال هجوم لإرهابيي (داعش) على قرية عايد الكبيرة، التي تم تحريرها يوم الاثنين»، مشيراً إلى أن الهجوم، أسفر عن مقتل تسعة. بدورها نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن سكان محليين في مدينة الطبقة (50 كلم غرب مدينة الرقة)، قولهم إن «سكان المدينة المحاصرة منذ أكثر من 20 يوماً، يعانون نقصاً حاداً في المواد الغذائية والأساسية، وإن أسواق المدينة باتت خالية من المواد الغذائية». وقال السكان: «هناك نقص كبير جدا في الخبز، بعد تعرض مخبز مدينة الطبقة لقصف من طائرات التحالف منذ منتصف شهر مارس (آذار) الماضي». لكن المستشار السياسي للميليشيا، أوضح أنها «ماضية في الهجوم على الطبقة، حتى تحرير أهلنا من ظلم (داعش)، وتطهير المدينة من رجس الإرهابيين». في هذا الوقت، قال مهندسون مطلعون على الوضع الفني لسدّ الفرات، إن الوضع في مبنى المحطة الكهرومائية «لا يزال على ما هو عليه من خروج المحطة تماما عن العمل». ونبّه المهندسون في بيان «جميع الجهات الدولية والإقليمية والمحلية بما فيها القوات المتصارعة في منطقة سد الفرات، إلا أن الخطر الذي لا يزال قائما في ظل المعطيات الفنية، إذ لا يمكن التكهن بما سيكون عليه تمرير المياه من تركيا عبر سد تشرين إلى بحيرة سد الفرات في الأيام المقبلة». وحذروا من «الوصول إلى وضع حرج فيما لو بقيت الأمور دون معالجة أو تدخل من أطراف دولية، للحيلولة دون وقوع ما يخشى منه، وضرورة الإسراع في العمل على إنقاذ مبنى المحطة وتجهيزاتها، والمسارعة في إعادتها إلى العمل لضمان الاستقرار الفني للسد والاستقرار الاجتماعي في المنطقة». مجموعة مهندسي سد الفرات، حملت «كل الجهات ذات الصلة بالقتال الدائر في منطقة سد الفرات، المسؤولية عن كل ما يحدث وما يمكن أن يحدث في سد الفرات، وما يترتب على ذلك من نتائج». وناشدت المنظمات الدولية والجهات المسؤولة كافة بـ«ضرورة التحرك والعمل على تأمين ما يلزم لضمان أمن وسلامة سد الفرات ومحطته الكهرومائية». لكن البيان طمأن الأهالي في الرقة ودير الزور، إلى أن الوضع «ما زال ضمن حدود الأمان، ولا توجد مخاوف آنية لحدوث الخطر وأن تحركهم الآن تفرضه ضرورات العمل في ظروف ما زالت آمنة للفت النظر وضرورة التحرك في وقت ملائم قبل الوصول إلى الوضع الحرج».
مشاركة :