"إذا كان من لاعب يعود إليه الفضل في بلوغ الأرجنتين المباراة النهائية لكأس العالم منذ 48 عاماً، فهو بالتأكيد أوبالدو فيلول". لم يساور صحيفة "نيويورك تايمز" أي شك في هذا المجال قبل أيام من لحظة المجد لألبيسيليستي عندما توج المنتخب الأرجنتيني بطلاً لكأس العالم FIFA على أرضه. رؤية فيلول يطير في الهواء لمنع المنافسين من التسجيل كانت أمراً مألوفاً خلال نسخة عام 1978. ففي الوقت الذي تزينت ملاعب كأس العالم في مختلف أنحاء الأرجنتين باللونين الأزرق والأبيض، كان حارس المرمى المعروف باسم "إل باتو" (البطة) يتألق ويفرض نفسه أسطورة وطنية. لكن على الرغم من اعتباره الآن أحد أفضل حراس المرمى على مر الأزمنة، فإن تواجده بين الخشبات الثلاث لم يكن مضموناً. فبعد أن رفض الانضمام إلى صفوف المنتخب بقيادة المدرب سيزار مينوتي قبل أعوام قليلة لم يمنحه الأخير ضمانات باللعب أساسياً ولم يكن مرغوباً به وردد مينوتي عبارته الشهيرة آنذاك "ربما يعتبر فيلول نفسه بيليه، لكنه ليس كذلك". بيد أن إصابة في الركبة للحارس الأساسي هوجو جاتي أوجدت مشكلة للمدرب الذي قال "سأستدعي فيلول. لطالما قلت بأن فيلول فقد الفرصة ويتعين عليه انتظار فرصة أخرى، ولا شك بأنه التقطها هذه المرة". خلال اللقطة أعلاه، كان إحراز الأرجنتين للقبها الأول حلماً بعيد المنال قبل أسبوعين عندما واجهت فرنسا. كان فيلول وزملاؤه يدركون بأنهم إذا خرجوا فائزين سيضمنون التأهل إلى الدور الثاني وذلك بعد أن قلبوا تخلفهم أمام المجر إلى فوز في المباراة الأولى. خاض فيلول المباراة في أجواء مألوفة له على ستاديو مونومونتال معقل فريقه ريفر بلايت ولعب دوراً أساسياً في الشوط الأول الذي شهد سيطرة مطلقة للمنتخب الفرنسي. لكن الأمور كانت تسير بحسب الخطة الموضوعة عندما نجح دانييل باساريلا في ترجمة ركلة جزاء لمصلحة منتخب بلاده قبل نهاية الشوط الأول. ثم أدرك النجم الفرنسي ميشيل بلاتيني التعادل في مطلع الشوط الثاني، قبل أن يقوم فيلول بتصد استعراضي كما تظهر الصورة هنا حارماً ديدييه سيكس من تسجيل الهدف الثاني. وكان الجناح الفرنسي قاب قوسين أو أدنى من تسجيل هدف التقدم لفرنسا بطرف القدم في الشوط الثاني، وبعد أن شاهد ليوبولدو لوكي يسجل هدفاً من تسديدة على الطائر من مسافة بعيدة حاول أن يحذو حذوه في المقلب الآخر من الملعب. فبعد أن سيطر على الكرة الرأسية لماريوس تريزور على فخذه، أطلق سيكس كرة صاروخية بيسراه كانت في طريقها إلى سقف الشباك لولا التصدي الاستعراضي لفيلول. حدث ذلك قبل ربع ساعة على نهاية المباراة وساهم هذا التصدي في تأهل الأرجنتين إلى الدور الثاني قبل انتهاء الدور الأول بمباراة واحدة في طريقها إلى إحراز باكورة ألقابها ليصبح فيلول بطلاً أرجنتينياً. هل تعلم؟ أصحاب النظرة الثاقبة قد يكونوا تنبهوا إلى ارتداء فيلول القميص رقم 5 في الصورة أعلاه، وذلك لأن لاعبي المنتخب الأرجنتيني ارتدوا قمصانهم بحسب الترتيب الأبجدي! أما الرقم واحد التقليدي فحمله لاعب الوسط نوربرتو الونسو. ويتضمن متحف FIFA العالمي لكرة القدم قميصي أوزفالدو أرديليس (رقم 2) وأميريكو جاليجو (رقم 6) في جناح الأرجنتين 1978. From our collection: Original shirt worn by Argentinas Américo Gallego at the 1978 @FIFAWorldCup. | #football#historypic.twitter.com/KwwjT6FQar — FIFA Museum (@FIFAMuseum) 13 April 2017
مشاركة :