في ذكرى ميلاده الحادي والثمانين غسان كنفاني أمّةٌ في رجل!

  • 4/13/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

حمل وطنه عبئاً ثقيلاً على كتفيه، أينما ذهب وحلَّ، عاش للقضية حتى رمقه الأخير، كان عاشقاً مناضلاً ثائراً على الواقع بطريقته الخاصة، وبفكره وأدبه ترك نتاجاً زاخراً من فكر الأدب المقاوم. حياته الخاصة هو غسان كنفاني ولد في عكا شمال فلسطين، في 8 نيسان عام1936م، وعاش في يافا حتى أيار 1948م، حين أجبر على اللجوء مع عائلته في بادئ الأمر إلى لبنان ثم إلى سوريا. تزوج غسان من سيدة دنماركية تدعى (آن) ورزق منها بولدين هما فايز وليلى، وجمعته علاقة حب مع الأديبة السورية غادة السمان لم تكن تخفى على أحد، وقد نشرت الأخيرة مجموعة رسائل عاطفية كتبها لها غسان في ستينات القرن الماضي، بعد عشرين عاماً على استشهاده. عاش غسان كنفاني حياةً قاسية، ولكنه أقبل على الدراسة ليلاً حتى نال الشهادة الثانوية، وعمل مدرساً للتربية الفنية في مدارس وكالة الغوث في دمشق، ثم سافر إلى الكويت عام 1956م، حيث عمل مدرساً للتربية الرياضية والرسم، وواظب أثناء العمل على الدراسة، وانتسب إلى كلية الآداب بجامعة دمشق، وأعدَّ دراسة لنيل الشهادة الجامعية عن «العرق والدين في الأدب الصهيوني». إنتاجه الأدبي يعتبر غسان كفاني أحد أشهر الكتاب والصحفيين العرب في عصرنا، فقد كانت أعماله الأدبية من روايات وقصص قصيرة متجذرة في عمق الثقافة العربية والفلسطينية. فقد كتب غسان في الكويت أولى قصصه القصيرة «القميص المسروق» التي نال عليها الجائزة الأولى في مسابقة أدبية، ثم ظهرت عليه بوادر مرض السكري في الكويت أيضاً، وكانت شقيقته قد أصيبت به من قبل وفي نفس السن المبكرة مما زاده ارتباطاً بها، وبالتالي بابنتها الشهيدة لميس نجم التي ولدت في كانون الثاني عام 1955. يتميز أدب غسان وإنتاجه الأدبي بأنّه كان متفاعلاً دائماً مع حياته وحياة الناس، وفي كل ما كتبه كان يصور واقعاً عاشه أو تأثر به، «عائد إلى حيفا»، وصف فيها رحلة مواطني حيفا في انتقالهم إلى عكا، وقد وعى ذلك وكان ما يزال طفلاً، يجلس ويراقب ويستمع ثم تركزت هذه الأحداث في مخيلته فيما بعد بسرد الرواية، أما «أرض البرتقال الحزين» فتحكي قصة رحلة عائلته من عكا وسكناهم في الغازية، و« موت سرير رقم 12» استوحاها من مكوثه بالمستشفى بسبب المرض، و«رجال في الشمس» من حياته وحياة الفلسطينيين بالكويت وأثر عودته إلى دمشق في سيارة قديمة عبر الصحراء، كانت المعاناة ووصفها تلك الصورة الظاهرية للأحداث، أما في هدفها فقد كانت ترمز وتصور ضياع الفلسطينيين في تلك الحقبة، وتحول قضيتهم إلى قضية لقمة العيش مثبتاً أنهم قد ضلوا الطريق. لا أحد يجهل أنَّ غسان كنفاني هو أول من كتب عن شعراء المقاومة، ونشر لهم وتحدث عن أشعارهم، وعن أزجالهم الشعبية في الفترات الأولى لتعريف العالم العربي على شعر المقاومة، لم تخلُ مقالة كتبت عنهم من معلومات كتبها غسان، وأصبحت محاضته عنهم ومن ثم كتابه عن «شعراء الأرض المحتلة» عُدَّ مرجعاً مقرراً في عدد من الجامعات وكذلك مرجعاً للمدرسين!! كثيراً ما كان يردد غسان «الأطفال هم مستقبلنا»، فلقد كتب الكثير من القصص التي كان أبطالها من الأطفال، ونشرت مجموعة من قصصه القصيرة في بيروت عام 1984 وكانت بعنوان «أطفال فلسطين». استشهد غسان صباح يوم السبت 8-7-1972 بعد أن انفجرت عبوات ناسفة كانت قد وضعت في سيارته تحت منزله بواسطة الموساد الإسرائيلي، مما أدى إلى استشهاده مع ابنة شقيقته لميس حسين نجم ذات الـ 17 ربيعاً. جدَّة- رباز حجير270381267011214526غسان كنفانيروايات وأدبقصص نجاحشخصية اليوم

مشاركة :