وارسو - قال وزير الداخلية البولندي ماريوش بلوشتشوك الخميس إن بلاده تعمل على وضع قوانين تسمح باحتجاز طالبي اللجوء في معسكرات على الحدود، مضيفا أن مثل هذه السياسة التي انتقدتها الأمم المتحدة خدمت المجر بشكل جيد. وتعارض بولندا والمجر وغيرهما من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في وسط أوروبا خطة المفوضية الأوروبية لتوزيع المهاجرين القادمين من أفريقيا والشرق الأوسط على دول الاتحاد. وعلى النقيض من المجر لم تشهد بولندا التي أصدرت أكثر من مليون تصريح عمل لمواطنين من أوكرانيا المجاورة العام الماضي، تدفق آلاف المهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط على حدودها. وقال بلوشتشوك للتلفزيون الرسمي "مهمتي هي ضمان سلامة البولنديين. علينا أيضا أن نكون مستعدين لهذا السيناريو السيئ الذي آمل ألا يحدث." وأضاف أن "السيناريو السيئ هو موجة هجرة تجتاح بولندا." وردا على سؤال من راديو زد.إي.تي عما إذا كان سيضع المهاجرين في معسكرات تصنع من حاويات سفن وتحيط بها أسوار شائكة، قال بلوشتشوك "هذه فكرة لمواجهة موقف طارئ أفادت المجر بشكل جيد." وأكد وزير الداخلية البولندي أن قبول المهاجرين وفق خطة الاتحاد الأوروبي لتوزيعهم ربما يشكل مخاطر أمنية لبولندا. وبهذا الاعلان تكون وارسو قد خطت بالفعل في اتجاه تطبيق الخطط المجرية في مواجهة تدفق اللاجئين وهي خطط فاقمت التوتر بين دول غرب وشرق أوروبا. وتقود المجر الدولة الأوروبية الرافضة لخطة اعادة توزيع اللاجئين وفق نظام الحصص كما أنها تجاهلت التحذيرات الأوروبية من اقامة معسكرات لاحتجاز المهاجرين في حاويات للشحن يجري تثبيتها على الحدود مع صربيا واحاطتها بأسوار من الأسلاك الشائكة. وناقشت المفوضية الأوروبية الأربعاء ما تعتبره اتجاهات مقلقة جدا ومطبقة في المجر، بدءا بالاحتجاز المنهجي للمهاجرين وصولا إلى القانون المتعلق بالجامعات، لكن هامش تحركها محدود جدا. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن غضبه من موقف بودابست التي أقامت حاجزا على حدودها مع صربيا في خضم أزمة الهجرة وترفض رفضا قاطعا المشاركة في تدابير التضامن على صعيد توزيع طالبي اللجوء. وقد أعلنت ألمانيا الثلاثاء أنها ستتوقف عن إعادة طالبي اللجوء إلى المجر، ما داموا سيجمعون في معسكرات مقفلة على الحدود الصربية، كما ينص على ذلك قانون أقرته بودابست أواخر مارس/أذار. وفي خضم الجدل والتوتر بين بودابست وبروكسل، تتجه بولندا لتعميق الانقسامات باتخاذ الاجراءات ذاتها التي اتخذتها المجر.