صرخات احتجاج على الواقع في رقصات شبابية بالعراق

  • 4/14/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - على أنغام الراب يؤدي مجموعة راقصين حركات شاقة تتحرك فيها أجسادهم وتتمايل بشكل حاد إلى الخلف والجانبين، ويقف اللاعبون على رؤوسهم وترتفع أرجلهم إلى الأعلى بشكل متكرر وسريع. خمسة عشر شابا من عدة محافظات عراقية، تجمعهم في بغداد قاعة رقص، يمارسون فيها تدريباتهم على رقصات غريبة وفق ايقاع خارج عن المألوف في الرقص العراقي. وفريق "بي بوي" الشبابي تمتزج حركاتهم بين الرقص والرياضة ويؤدون رقصات "بريك دنس" بإتقان كبير وبرشاقة عالية، ويحتاج الراقصون الى تدريبات بدنية شاقة لاكتساب اللياقة البدنية اللازمة لأداء الرقصات السريعة والحركات البهلوانية التي تصاحبها موسيقى الراب. لا توجد قواعد عامة لهذه الرقصات كما لا يوجد أساتذة مختصون في فن الرقص لتدريب هؤلاء الشباب على هذه الرقصات، بل يحاول الراقصون الاستفادة من خبرات بعضهم خلال التدريب. وعلى الرغم من كون هذه الرقصات معروفة في الدول الأوربية وأميركا بشكل كبير، لكنها غير مألوفة في العراق، وتتباين حولها ردود أفعال المشاهدين بين مؤيد ومعارض. الفريق يمثله عدد قليل من الشباب والمراهقين الذكور ولم تنضم له الفتيات حتى الآن، لكن هؤلاء يأتون الى العاصمة بغداد من مدن البصرة وكركوك، لممارسة الرقص في حدائق ابي نؤاس وبحيرة الجادرية، ويتجمع حولهم جمهور عفوي لمشاهدة العروض. يقول الشاب أمين طارق وهو من محافظة كركوك انه يمارس هذا النوع من الرقص منذ عام 2010 وكان حينها في المرحلة المتوسطة من دراسته، ويضيف انه تدرب مع شقيقه على هذا النوع من الرقص ووجده ممتعا ومسليا. أمين يؤكد انه استطاع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أن يتعرف على الفريق الموجود في بغداد ثم بدأ بتوطيد علاقته بهم وأصبح يحضر بين مدة وأخرى من كركوك الى العاصمة، ويتدرب معهم في العاصمة اسوة بزملائه من المدن الأخرى، ويقول "انا جِدِّي في التمرين وأحب ان اطور نفسي في مجال الرقص، وكل شخص منّا يتدرب لوحده ويستفيد من خبرات زملائه، فيما تفتقر قاعة التدريب لأبسط الأدوات التدريبية". وتشهد مدينة اربيل شمالي العراق كل سنتين زيارة منظمات دولية لها مختصة بالرقص والموسيقى لدعم فرق "بي بوي" وتشرف هذه المنظمات على تدريب الشباب مدة عشرة ايام واصطحبت عددا من لاعبي الفريق العراقي الى أميركا بعد ان وجدوا فيهم المهارة. يقدم الراقصون الشباب عروضا مجانية في الهواء الطلق من دون ان تنظم لهم حفلات في المسارح لكنهم يصرون على أداء هذا النوع من الرقص، ويقول ازهر طارق وهو عضو في فريق بغداد انه بدأ منذ عام 2012 واحترف الرقص عام 2015، ويضيف "نحن نراسل مؤسسات بهدف تنظيم بطولات ومسابقات، لكن الأوضاع الامنية في العراق لا تسمح بذلك ونحن قدمنا عروضا بلغت حتى الآن (400) عرض". وحول اسباب الاتجاه الى هذا النوع من الفنون يقول ازهر "نحن شباب نحاول ان نؤدي شيئا مميزا ولان هذا الفن في العراق غير معروف كثيرا لذلك تعلمناه لكي نتميز به بالاضافة الى جماليته". يتابع حديثه قائلا "نحرص على التمرين ونرقص كثيرا لنتخلص من هموم الدنيا والمشكلات التي نعاني منها فبعد الانتهاء من التمرين نشعر بالطاقة والفرح فهي منفذ للتخلص من الطاقة السلبية التي تحاصرنا غالبا". يقول كاظم طالب وهو عضو في الفريق أيضاً إن لعبة "بي بوي" انتشرت في بغداد عام 2009 وبعدها انتشرت في المحافظات عام 2012، وعرفت في محافظات البصرة وبغداد والنجف وكركوك. لكنه يضيف "كان عدد أعضاء الفريق كبيرا وكان طلب الانضمام إلى الفريق يزداد، لكن العدد بدأ يتناقص تدريجيا بسبب سفر كثير من أعضاء الفريق ونقص الدعم". ويشكو طالب من انتقاد الناس لهذا الفن لأنه يعتمد بالدرجة الاولى على الرقص ويقول "نعاني من النقد والكلام الجارح، إذ كان الانضمام والطلب على الفريق كبيرا، لكن الان قل بدرجة كبيرة جدا كون اللعبة ليست لها مردود ولا تعطي أجوراً للفريق". من جانبه قال عادل لعيبي مدير الفرقة الشعبية للرقص في بغداد إن لعبة "بي بوي" التابع للبريك دنس هو رقص حديث ومعاصر يسمى في اميركا رقص الشوارع وتوجد في بعض الدول مهرجانات لهذا النوع من الرقص. واضاف انه لا توجد مهرجانات لهذا النوع من الرقص في العراق، بل مجرد عروض يقيمها الشباب بجهود ذاتية، كما لا توجد سوى مسابقات خجولة بسبب الظروف الراهنة. لعيبي اشار الى ان الحركات العنيفة والقفزات التي يقوم بها الراقصون تعد صرخة احتجاج على الواقع وتعكس عمق تشبث الشباب بالحياة. (نقاش)

مشاركة :