كشفت واشنطن عن اعتراضها اتصالات لجيش النظام السوري مع خبراء كيماويين، قبل هجوم خان شيخون، الأسبوع الماضي، فيما أقرّ التحالف الدولي، بمقتل 18 من «قوات سورية الديمقراطية» خطأً، بغارة على تنظيم «داعش» في شمال سورية، في إطار عمليات الإسناد. الأسد: هجوم خان شيخون الكيماوي «مفبرك» قال رئيس النظام السوري بشار الأسد، في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس في دمشق، إن الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون «مفبرك»، بهدف استخدامه «ذريعة» لتبرير الضربة الأميركية على القاعدة الجوية. وأضاف الأسد، في أول مقابلة بعد الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون والضربة الأميركية: «بالنسبة لنا الأمر مفبرك 100%». وتابع: «انطباعنا هو أن الغرب، والولايات المتحدة بشكل رئيس، قام بفبركة كل هذه القصة، كي تكون لديه ذريعة لشنّ الهجوم» على قاعدة الشعيرات الجوية في حمص. وقال الأسد إن القوة النارية للجيش السوري لم تتأثر بالضربة التي نفذتها واشنطن، الأسبوع الماضي. وأوضح أنه يمكنه السماح بإجراء تحقيق دولي حول الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون، بشرط أن يكون «غير منحاز»، لتجنب تسييسه من قبل خصومه. وقال: «بحثنا مع الروس.. في الأيام القليلة الماضية بعد الضربة (الأميركية)، أننا سنعمل معهم لإجراء تحقيق دولي. لكن ينبغي لهذا التحقيق أن يكون نزيهاً». وأضاف: «يمكننا أن نسمح بأي تحقيق، فقط عندما يكون غير منحاز، وعندما نتأكد أن دولاً محايدة ستشارك في هذا التحقيق، كي نضمن أنها لن تستخدمه لأغراض سياسية». وقال الأسد: «لا نمتلك أي أسلحة كيماوية.. في العام 2013 تخلينا عن كل ترسانتنا.. حتى لو كان لدينا مثل تلك الأسلحة، فما كنا لنستخدمها». واعتبر أن الولايات المتحدة «ليست جادة» في التوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع الدامي المستمر في سورية منذ أكثر من ست سنوات. وتفصيلاً، نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، عن مسؤول أميركي بارز القول، إن مسؤولي الجيش والاستخبارات في الولايات المتحدة اعترضوا اتصالات للجيش السوري مع خبراء كيماويين «حول الإعداد للهجوم بغاز السارين على إدلب الأسبوع الماضي». وأضافت الشبكة أن اعتراض تلك الاتصالات جاء ضمن مراجعة فورية لجميع المعلومات الاستخباراتية، بعد ساعات من الهجوم على بلدة خان شيخون، لتحديد المسؤول عنه. وقال مسؤولون أميركيون إنه «لاشك» في أن النظام السوري مسؤول عن الهجوم. وقال المسؤول إنه حتى الآن ليست هناك معلومات مؤكدة عن تورط الجيش الروسي مباشرة، وكذلك لم يتحدث مسؤولون استخباراتيون عن الهجوم، وأوضح أن الروس أكثر حذراً في اتصالاتهم، تحسباً لاعتراضها. على صلة، قال الوفد البريطاني في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، خلال جلسة خاصة للمنظمة في لاهاي، أمس، إن عيّنات أخذت من مسرح الهجوم الكيماوي في سورية، أثبتت وجود غاز السارين. من جهة أخرى، ذكر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أنه شن في إطار عمليات إسناد «قوات سورية الديمقراطية»، التي تقاتل تنظيم «داعش» في شمال سورية، غارة عن طريق الخطأ، قتل فيها 18 من عناصر تلك القوات. وجاء في بيان للتحالف أن «الضربة تمت بناء على طلب من القوات الشريكة، التي حددت موقعاً مستهدفاً، قالت إنه موقع قتالي لتنظيم داعش»، مضيفاً أن «الهدف كان في الحقيقة موقعاً قتالياً متقدماً لقوات سورية الديمقراطية»، مشيراً إلى أن الضربة وقعت جنوب مدينة الطبقة في 11 أبريل الجاري. وقالت «قوات سورية الديمقراطية» أمس، إنها بدأت مرحلة جديدة في قتال «داعش»، لكنها لم تبدأ بعد في مهاجمة مدينة الرقة معقل التنظيم.من ناحيته، أصدر الجيش الروسي بياناً، أمس، قال فيه إنه لا يمتلك معلومات عن سقوط قتلى في هجوم نفذه التحالف الدولي في محافظة دير الزور، مكذباً بياناً للجيش السوري بهذا الشأن. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيغور كوناشينكوف، إن الوزارة «ليس لديها معلومات عن سقوط قتلى في هجوم نفذته قوات التحالف في محافظة دير الزور».
مشاركة :