«نحن فنانتان قبل أن نكون مصممتي أزياء، إذ إننا نحاول تصميم الأزياء بناءً على الرسومات التي لدينا»، هذا ما بدأت به الشقيقتان، فاطمة وحصة الجوكر، صاحبتا «بيرلا ستايل» للتصميم، موضحتين أن الفن متأصل في عائلتهما، لذا أرادتا أن يكون عملهما الخاص مستوحى من حياتهما اليومية، وأن تقدما لزبائنهما أزياء تخدمهم لفترة طويلة. رسومات خاصة قالت الشريك المؤسس لـ «بيرلا ستايل»، فاطمة الجوكر إنها وشقيقتها اعتمدتا على أكثر من تصميم في أزيائهما. ومن بين القطع التي أحبت العمل عليها، تصميم لابنها البالغ تسع سنوات، إذ طلبت منه أن يخط رسوماته الخاصة، بالألوان التي يحبها، ومن ثم صممتا الزي بناءً على تصميمه. شريك رقم 3 أفادت الشريك المؤسس لـ«بيرلا ستايل»، حصة الجوكر بأنها وشقيقتها لديهما شريك آخر في الشركة، هو ابنة شقيقتهما، عائشة، وهي تسهم في عدد من التصاميم والرسومات التي تساعدهما في استكمال المجموعات، إضافة إلى كونها تعمل على مونتاج مقاطع الفيديو على موقعهما، وهي مازالت في السنة الأولى في الجامعة الأميركية بدبي. وروت (حصة) قصة تأسيس «بيرلا ستايل» للتصميم، لـ«الإمارات اليوم» قائلة إنها وشقيقتها تأتيان من عائلة فنية، شجعتهما على الدخول إلى عالم التصميم والفن بمختلف توجهاته، إذ إن والدهما كان هاوياً للتصوير، واكتشفتا بعد وفاته أنه كان يمتلك استوديو للتصوير مع أصدقائه، كما أن والدتهما مهتمة بصياغة الذهب، وقد مارست هذه المهنة التي ورثتها، بدورها، عن والدها. وتابعت: «في عائلتنا المكونة من خمس بنات وشقيقين، توجهنا للفن أكثر من أي قطاع آخر، واهتممنا به، إذ إن شقيقتنا الكبرى مصممة، والثانية تحب الفنون الصغيرة والأعمال اليدوية المتعلقة بالرسم والتصاميم، فيما ساعدتنا شقيقتنا الكبرى، وهي معلمة رياضيات، في الحسابات للمشروع». وأوضحت (حصة) أنها اهتمت بالرسم والتلوين منذ طفولتها، حتى إنها تذكر اهتمامها بترتيب حقيبتين لأغراض الرسم، قبل الذهاب إلى المدرسة ومن ثم الجامعة، مضيفة: «كان يطلب منا في المدرسة أن نرسم بحسب ما تطلبه معلمتنا، إلا أنني كنت أعود إلى المنزل لأرسم مرة أخرى، لكن بطريقتي الخاصة، واستمرت معي الهواية حتى أنشأت مرسماً خاصاً بي في المنزل، بمساعدة من والدي». وشرحت (حصة): «حتى بعد أن دخلت كلية دبي للطالبات، وبدأت دراسة إدارة الأعمال، لم ينطفئ حبي للتصميم والفنون، لذا حاولت أن أدخل أكثر في الرسم، وأردت أن أطوع الفن في عدد من الأعمال، لذا لم يكن مشروع (بيرلا) شيئاً جديداً بيننا، إذ إن البداية كانت في وقت الجامعة، وتحديداً عندما لاحظنا أن السوق لا تلبي الطلبات المختلفة للطلبة»، موضحة أن «الطلبة يحبون الملابس البسيطة، التي يمكنهم أن يرتدوها سريعاً، من دون أن يفكروا بها لفترات طويلة، لذا بدأنا بفكرة قمصان بسيطة، نرسم عليها تصاميم مختلفة، ونطبعها في المنزل». وأضافت أن شقيقتها (فاطمة) تهتم أكثر بتصميم الـ«غرافيكس»، وكان لها شغفها الخاص بتصميم لوحات مختلفة، بدأته قبل أن تدخل الجامعة، ثم حاولت دراسة أمور مختلفة حتى تتمكن من معرفة كيف يمكن استغلال هذه المهارات في توسيع نطاق عملهما. وأكملت: «لم نعتمد على مصنع كبير، بل كنا نفعل كل شيء في المنزل يدوياً، حتى إننا كنا نلون القميص بأنفسنا، ونطبع التصاميم، ثم نلصقها على القميص باستخدام المكواة اليدوية»، مضيفة أنهما كانتا تشاركان في معارض لبيع منتجاتهما في الجامعة، وقد حصلتا على جائزة المركز الأول في معرضين بجامعة زايد في دبي وأبوظبي. ولفتت إلى أن التغيير الأكبر حصل عندما تعرفتا على سيدة أعمال كويتية، كانت تفكر في تلك الفترة بافتتاح محلها الجديد في الكويت، وأرادت أن تدخل أعمالهما في الطباعة على القمصان، وأن تبيعها بين الأوساط الجامعية، مضيفة أنها أخذت كمية كبيرة من القمصان وبدأت بيعها، ومن خلالها تمكنتا من معرفة التصاميم التي يحبها الشباب، وكيف يمكن أن تطوراها. ومن جانبها، قالت الشريك المؤسس لـ«بيرلا ستايل»، فاطمة الجوكر: «أحب تصميم الغرافيكس، وحاولت التعلم أكثر في هذا المجال، لذا بحثت وتواصلت مع عدد من الفنانين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً (فيس بوك)، لأتمكن من معرفة التقنيات الحديثة»، مضيفة أنها فوجئت بالكم الهائل من التقنيات والبرامج التي يمكن أن تلجأ إليها، ما جعلها تتعمق أكثر في التصميم، وبدأت تعطي دروساً عبر هذه المواقع. وأوضحت: «اقترحت علي (حصة) افتتاح محل خاص بنا، وتنمية مشروعنا الصغير ليصبح علامة تجارية إماراتية، وأخبرتني عن حي دبي للتصميم، وكيف أنه فرصة ممتازة لافتتاح أول مقر للشركة»، مضيفة أنها أكدت لها أن الشركة ستساعدهما في تصميم أزياء مختلفة، ولتضعا لنفسيهما خطة طويلة المدى، تضمن لهما النجاح مستقبلاً في أعمالهما. وتابعت: «لدينا قاعدة بيانات كاملة بزبائننا الدائمين، الذين يكثرون في الكويت وقطر والسعودية والبحرين، ووصلت لنا طلبات من خارج منطقة الخليج، إذ تعاملنا مع زبائن في مصر وألمانيا وإسبانيا، وكل هذه الطلبات كانت تأتينا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفعنا إلى افتتاح مقر رسمي لنا». وأضافت (فاطمة) أنهما واجهتا عدداً من الصعوبات في افتتاح واستمرار المشروع منذ 2008، إذ أرادتا تطوير القطع الفنية بنفسيهما، وتصميمها بدلاً من الطباعة على قطع جاهزة، لذا حاولتا تصميم أشكال مختلفة، معتمدتين بذلك على خبراتهما المختلفة في الجامعة، وأثناء زيارتهما لبلدان حول العالم، إذ إنهما اعتمدتا في تصميم إحدى القطع على الشكل الأساسي للبس التقليدي في أذربيجان، وهو موضوع مجموعتهما لشهر رمضان المقبل. وأوضحت أنهما تبحثان كذلك عن القطع المتميزة، ذات النوعية الفريدة لكي تتمكنا من تصميم أزياء مناسبة لها، مضيفة: «نريد أن تكون أزياؤنا قطعاً فنية تبقى لفترة طويلة مع زبائننا من أي شريحة كانت، وليعودوا إلى شراء قطع أخرى من المجموعات التي نطلقها». وأشارت إلى أن الصعوبات تنوعت ما بين السفر لإيجاد أفكار جديدة للتصميم، وما بين إيجاد مواقع متميزة لتصوير هذه القطع، والتعاون مع المصورين وعارضات الأزياء، مضيفة: «كنت أتوجه إلى محال الأزياء، والمصممات أثناء العروض لأسأل عن العارضات، وكيف يمكن التواصل معهن، إلى أن عرفت أنه بإمكاني التواصل مع وكالة خاصة لهن، ومنها أصبح الأمر أسهل علينا».
مشاركة :